أفردت الصحف الأوروبية اليوم الاثنين بمنطقة شرق أوروبا حيزا هاما من صفحاتها وتعليقاتها للقضية الخلاف بين وارسو وموسكو حول إزالة أو الإبقاء على النصب التذكارية المخلدة للعهد السوفياتي، ومستقبل العلاقات بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي، وخطة واشنطن لإرسال شركات عسكرية خاصة إلى أفغانستان، إضافة إلى مواضيع أخرى.
ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزشبوسبوليتا " أن بولونيا ترفض الإبقاء على النصب التذكارية للجيش الأحمر السوفياتي على أراضيها لكون هذا الجيش "ساهم من منظور وارسو بقوة في اندلاع الحرب العالمية الثانية وهاجم بولونيا شأنه في ذلك شأن ألمانيا النازية ،ووقع كذلك بسببه الخراب والدمار وسقوط الآلاف من الضحايا في البلاد إبان تلك الحقبة العصيبة " .
وأكدت الصحيفة أن بولونيا "لا تعتزم الابقاء على المعالم المخلدة للعهد السوفياتي ،لأن ذلك لا يتماشى مع مواقفها ونظرتها لتلك المرحلة من التاريخ ،التي شهدت خلالها بولونيا مآسي كثيرة ،ومن منطلق كذلك أن هذه المعالم تؤرخ للهيمنة السوفياتية على بولونيا ،التي ذهبت ضحية دخول الاتحاد السوفياتي في حالة حرب مع الرايخ الثالث بسبب مصالحهما الخاصة ،وخاصة بعد أن أضحى الاتحاد السوفياتي نفسه ضحية لألمانيا النازية" .
وكتبت صحيفة نيزاليجنا أن بولونيا "ستدبر مسألة النصب التذكارية التي تؤرخ للعهد السوفياتي وفق القانون الجديد الذي وقع عليه رئيس البلاد أندري دودا مؤخرا ، والذي ينص على تفكيك هذه المعالم في جميع أنحاء البلاد، و إزالة التعابير ذات الخلفية الشيوعية من أسماء المدارس والمؤسسات الاجتماعية والمباني والهياكل والمرافق العامة" .
وأضافت أن "القانون الجديد ،الذي سيدخل حيز التنفيذ في الخريف القادم ،سيتعامل مع المعالم السوفياتية وفق منظور قانوني جديد يضع القطيعة مع هذه الحقبة التاريخية ،التي أساء واقعها للشعب البولوني" ،على حد تعبير الصحيفة .
وأكدت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن بولونيا "ستلتزم بتعامل إيجابي مع القبور والمدافن التي لن تمس باعتبارها محمية بموجب القانون الدولي ومن قبل الدولة البولونية والاتفاقات الثنائية ،إلا أن المعالم المخلدة للاتحاد السوفياتي سيكون مآلها التفكيك والإزالة ،وفق قناعات جل مكونات المجتمع البولوني ".
وأضافت أن "هذه الحقبة من التاريخ بصمت على ذكريات أليمة في نفوس غالبية الشعب البولوني ،مما يستوجب من باب احترام مشاعر هؤلاء إزالة هذه الذكريات التي تؤرخ لفترة عصيبة عاشتها بولونيا ".
وفي روسيا، اهتمت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) بخطة واشنطن لإرسال شركات عسكرية خاصة إلى آسيا الوسطى، مشيرة إلى أن روسيا تنظر بعين الريبة إلى الخطة وتعتبرها "علامة على اليأس".
ونقلت الصحيفة عن الممثل الشخصي للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان ضمير كابولوف أن هذه الخطة التي تقوم على إرسال شركات عسكرية خاصة إلى أفغانستان بدلا من الوحدات العسكرية التقليدية تعتبر بمثابة "علامة على اليأس"، فيما يعتقد الخبراء أن الأمر لا يعدو كونه محاولة لخفض البيت الأبيض المسؤولية في سياق الأزمة الأفغانية.
ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة تراهن من خلال هذه المبادرة على نجاح المرتزقة الذين سيتم إرسالهم في إعطاء المشورة للقوات الأمنية المحلية ودعمها وإقامة علاقات وثيقة مع العسكريين المحليين، على اعتبار أن القوات الأمريكية الموجودة حاليا في أفغانستان التي يبلغ قوامها حوالي 8 آلاف عسكري عاجزة عن حل جميع المشاكل التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة. لذلك تبحث واشنطن عن مفتاح لحل مشكلة أفغانستان.
من جهتها، كتبت صحيفة (إزفيستيا) أن المقاتلة الروسية من الجيل الخامس "تي -50" تتمتع بقدرة فائقة على التحليق والسيطرة على الأبعاد الخمسة، الأمر الذي يجعلها محصنة تماما ضد الدفاعات الجوية المعادية.
وأضافت الصحيفة الروسية أن هذه المقاتلة الروسية ستكون قادرة على محاربة العدو في الأبعاد الخمسة، مشيرة إلى أنه بفضل وسائل الحرب الإلكترونية المنصوبة على متنها، ستكون الطائرة آمنة تماما من تأثير وسائل الحرب الإلكترونية المعادية، وقادرة على اكتشاف الأهداف بواسطة راداراتها وتوجيه الصواريخ والقنابل الذكية فائقة الدقة إليها.
وفي النمسا، تطرقت صحيفة (كوريير) لنتائج استطلاع أجراه معهد (جي إف كا) أشار إلى أن الحزب الشعبي النمساوي يحظى ب 32 في المائة من نوايا التصويت بالنسبة للانتخابات المبكرة المرتقبة في 15 أكتوبر المقبل، يليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي ب 25 في المائة ، وحل في المرتبة الثالثة حزب الحريات (أقصى اليمين) الذي حصل على 22 في المائة، فيما حظي حزبا الخضر والحزب الليبرالي على التوالي على 6 في المائة و 5 في المائة.
ونقلت الصحيفة تصريح المحلل السياسي بيتر فيلزماير الذي أشار إلى أنه سيكون من الصعب بالنسبة للحزب الاشتراكي إحراز تقدم في استطلاعات الرأي، مؤكدا أن لدى الاشتراكين الديمقراطيين شهران لتدارك تأخرهم من خلال استغلال، بالشكل الأمثل، المواضيع التي بإمكانها لفت أنظار الناخبين، لاسيما ما يتعلق بموضوع الأمن.
من جهتها، ذكرت (دير ستاندار) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أطلقj يوم السبت حملتها للانتخابات التشريعية بإلقاء خطاب حازم موجه لشركات صناعة السيارات الألمانية دعتهم فيه إلى حماية الوظائف واستعادة الثقة التي اهتزت جراء فضيحة الانبعاثات الملوثة لمحركات الديزل.
وفي تركيا، ذكرت صحيفة (دايلي صباح) أن "انتقادات الدول الأوروبية المعادية لتركيا مرتبطة بسياساتها الداخلية"، مشيرة إلى أن العلاقات يتعين أن تعود إلى طبيعتها بعد الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات التركية الألمانية تدهورت مؤخرا على إثر وضع مواطن ألماني ، ناشط في ميدان حقوق الإنسان، تحت الحراسة النظرية لاتهامه بدعم منظمة إرهابية مسلحة، إلا أن برلين طالبت بالإفراج عنه مدعية أن "مواطنين ليسوا آمنين في تركيا وأن شركاتها الموجودة في تركيا تعاني عدم الارتياح" وهو الأمر الذي نفته أنقرة نفيا قاطعا.
من جهتها، ذكرت يومية (ستار) أنه بالرغم من العلاقات السياسية المتوترة، فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تبقى جيدة على اعتبار أن الصادرات التركية نحو ألمانيا شهدت ارتفاعا لاسيما في ظل تدفق الاستثمارات المباشرة من بلدان الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفعت بنسبة 42 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2017 لتصل إلى 7ر1 مليار دولار.
وأكدت الصحيفة نقلا عن الرئيس رجب طيب أردوغان أن حالة الطوارئ التي تم إعلانها بالبلاد منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة ليوليوز 2016 "تقتصر فقط على مكافحة الإرهاب ولم يتم إقرارها كي تكون عائقا أمام المستثمرين والمصنعين، بل تتوخى، على العكس تماما من ذلك، ضمان استثماراتهم وحمايتها.
من جانبها، ذكرت صحيفة (الفجر الجديد) أن أنقرة ستواصل تبسيط المساطر الإدارية لتحفيز وتحسين مناخ الاستثمار في البلاد من خلال إحداث، في الأيام المقبلة "، "آلية للاتصال تعتمد الشباك الوحيد بمختلف محافظات البلاد لمراقبة معاملات الشركات التجارية مع المؤسسات الحكومية.
أرسل تعليقك