ناقش المشاركون في الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال سورية الذي عقد في فندق "صحارى" في دمشق، العقوبات والحصار الاقتصادي، داعيين المنظمات والمؤسسات إلى الوقوف مع الشعب السوري.
ورأى الأمين القطري المساعد لحزب "البعث" هلال الهلال في كلمة له خلال افتتاح الملتقى، أن المواطن السوري يشعر أنه ترك وحيدًا في مواجهة خطر لا يهدده وحده فقط، إنما يهدد جميع شعوب الأرض بل يهدد أعراف الإنسانية وتقاليدها وقيمها العامة التي بنتها وناضلت من أجلها منذ بداية التاريخ، وأن دعم القوى التحررية والمحبة للسلام والملتزمة بمبادئ العدل والمساواة في المنطقة والعالم أضعف كثيرًا مما تطلبه المعركة المشتركة وأقل من قدرات الشعوب وطاقتها العظيمة.
وأوضح الهلال، أن أهمية الملتقى تنطلق من هذا السياق إذ يراه السوريون فسحة أمل واسعة كي يتصاعد الحضور الشعبي في المعركة المشتركة بشكل أكثر جدوى وأمتن تنظيمًا بما يتناسب مع ما يواجهه الجميع من مخاطر.
وحول أزمة اللجوء أفاد الهلال بأنها جزء من نتائج الحرب على سورية والتي شاركت فيها أغلبية الدول الأوروبية عبر الدعم السياسي واللوجستي للتطرف، مبينًا أن لجوء السوريين الكبير والحقيقي هو من المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون إلى المناطق الآمنة تحت سيادة الدولة ما يعكس مشاعر السوريين تجاه دولتهم.
وأكد الهلال أن الحل العادل لهذه المسألة هو إنهاء المسألة الأم أي الحرب المتطرفة على سورية فيبقى السوريون في وطنهم معززين سعداء كما كانوا قبل هذه الحرب الوحشية عليهم وعلى وطنهم.
بدوره أبرز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري، أن أهمية الملتقى تأتي من كونه يتيح الفرصة لجميع المشاركين والممثلين عن دول عدة لمشاهدة حقيقة ما يجري في سورية على أرض الواقع.
ودعا القادري إلى توحيد الجهود والقوى للدفاع عن حق الإنسان في الحياة والأمن والعمل والاستقرار والتقدم ومواجهة قوى التطرف وأعداء الحياة المنخرطين في صناعة الموت والحروب، مؤكدًا أن عمال سورية يجددون عهد الوفاء للوطن وسيادته واستقلاله.
من جانبه بيّن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق، أن المجتمع الدولي والدول الغربية النافذة ورغم ما واجهته سورية من أعمال قتل وتدمير على يد التنظيمات المتطرفة، لم تخرج من عقلية الاستعمار والاستكبار وما زالت تمعن في دعمها للتطرف بكل الأشكال والأساليب.
ودعا رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان غسان غصن إلى إقامة جبهة نقابية عمالية عالمية لمواجهة التطرف والتصدي له، وبدوره أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق أن ما يجري في سورية كان مخططًا له مسبقًا من قبل أجهزة الاستخبارات العالمية التي استغلت الدين لضرب سورية المقاومة.
وفي مداخلة لعضو المجلس التنفيذي لاتحاد عمال البرتغال اوغستو كويلو براسا، أكد دعم الاتحاد للشعب السوري ووقوفه إلى جانبه في هذه المحنة التي يتعرض لها.
من جهته أكد أمين عام نقابة السكك الحديدية في فرساي في فرنسا ماثيو بولي رادات، أن القوى التي تقمع العمال في فرنسا هي نفسها التي تدعم التطرف في سورية، معتبرًا أن الحكومة الفرنسية سيلحق بها العار كونها دعمت التطرف في ليبيا وتدعمه حاليًا في سورية.
وأضاف رادات، أن عمال فرنسا يستنكرون مواقف الحكومة الفرنسية لاستمرارها بدعم التطرف في سورية، معبرًا عن دعم الطبقة العاملة الفرنسية للعمال والشعب في سورية الذي يعاني من التطرف والقتل والدمار برعاية ودعم من القوى الإمبريالية العالمية بأيدي متطرفين أغلبيتهم غير سوريين، منتقدًا القوى العالمية التي تسعى جاهدة إلى وضع يدها على ثروات الشعوب ومقدراتهم بشتى السبل وبأبشع الطرق من خلال دعم التطرف بمختلف أشكاله.
وعبّر أمين عام عمال قبرص في منطقة نيقوسيا تشارالامبوس اراكليديس عن وقوف اتحاد عمال بلاده مع الشعب السوري البطل الذي حارب وصمد في وجه التطرف التكفيري الذي استهدف الحجر قبل البشر، مبينًا أن ظاهرة التطرف التي تشهدها المنطقة والمدعومة أميركيًا أشاعت الفوضى والدمار في بلدان الشرق الأوسط.
وأوضح الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي يوروغوس مافريكوس، أن مشاركة الاتحاد العالمي في الملتقى تأتي بهدف التعبير عن التضامن مع الشعب السوري وعمال سورية، مبينًا أن ممثلي النقابات المشاركين يعيشون ويناضلون في 126 بلدًا من القارات الخمس ويمثلون ملايين العمال لم يترددوا في الحضور إلى دمشق رغم الظروف الصعبة للوقوف بجانب الشعب السوري الذي يعاني وضعًا مؤلمًا لما يقارب من خمسة أعوام نتيجة استهدافه من قبل الامبريالية وتطرفها.
وأفاد مافريكوس بأن وجودهم في الملتقى للمطالبة بإيقاف التدخل الأجنبي في سورية والحصار المفروض عليها وما يمارس من حصارات اقتصادية وتمييز ضدها، مبينًا أن الاتحاد الدولي دعم الشعب السوري وعمال سورية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة الممنهجة فلم يلحق بتيار الدعاية الواسعة التي تم نصبها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم وتبنتها المنظمات الدولية واتحاد النقابات الدولي.
وأشار رئيس اتحاد الطلبة العرب في ليبيا أحمد الشاطر، إلى أن الربيع العربي الذي سوقت له بعض القوى لم يكن هدفه حرية الشعوب والديمقراطية بل نهب ثروات ومقدرات المنطقة ونشر الفوضى فيها لتسهيل تفتيتها وتخريبها والسيطرة عليها.
ولفت رئيس العلاقات الدولية بمنظمة بامي واتحاد عمال اليونان نيكولاس ثيودور اكيس، إلى دعم المنظمة ومساندتها للشعب والعمال في سورية الذي يتعرض لأبشع وأشرس الهجمات المتطرفة.
وتحدث ثيودور اكيس عن النفاق الأوروبي وادعائهم دعم اللاجئين السوريين بينما هم يدعمون التطرف الذي يضرب بلادهم، داعيًا جميع النقابات العمالية العالمية للوقوف إلى جانب الشعب السوري لتخطي هذه المحنة.
من جانبه أعرب رئيس اتحاد موظفي البنوك في الهند تشاكينكات جاناكي امانا ندا كومار، أن الاتحاد في الهند يشعر بالمرارة لما يتعرض له الشعب السوري، معبرًا عن مساندة اتحاد البنوك لسورية وشعبها وعمالها.
وفي مداخلة لها أكدت عضو اتحاد الشباب العالمي الديمقراطي في تركيا اليف الهام أوغلو، أن مشروع الشرق الأوسط الجديد وجد من أجل تقسيم دول المنطقة إلى دول طائفية ودينية وثنية خدمة للكيان الصهيوني.
بدوره أظهر رئيس النقابة العامة للسياحة والفنادق في مصر ممدوح محمدي، تضامن اتحاد عمال مصر مع الشعب السوري في مواجهته لأبشع أنواع التطرف، مدينًا داعمي هذا التطرف الذي يهدف لضرب وتفتيت سورية.
وشدد رئيس اتحاد عمال طهران في بيت العامل الإيراني إسماعيل حق بريستيـ على أن إيران تقف قلبًا وقالبًا مع الشعب السوري الذي يقف كالجبل أمام التطرف التكفيري المدعوم من الإمبريالية العالمية وحكومات الدول في المنطقة، مشيرًا إلى أن التطرف الذي يضرب سورية حاليًا سيرتد على داعميه عاجلًا أم آجلًا.
ودعا بريستي نقابات عمال العالم إلى النضال والوقوف بوجه المخططات الاستعمارية التي تسعى إلى سرقة ونهب خيرات الشعوب في العالم، مستنكرًا العقوبات الاقتصادية الظالمة التي تفرضها أميركا والدول الغربية على الشعوب والدول التي تخالف سياستها.
وطالبت عضو المكتب التنفيذي في اتحاد عمال العراق علياء حسين ماهود، بوضع ضوابط جديدة للقانون الدولي لحماية الشعوب من العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تفرض عليها نتيجة مواقف سياسية مخالفة لها.
وبيّنت ماهود أن الامبريالية العالمية تدعم التطرف الذي يمارس أبشع أنواع القتل والنهب والسلب لشعوب المنطقة، وخصوصًا في سورية والعراق اللذين يعانيان من هذه الآفة المسرطنة منذ أعوام عدة.
وفي جلسة تضامنية في ختام فعاليات اليوم عبر أعضاء الملتقى عن دعمهم ووقوفهم إلى جانب سورية في مواجهة التطرف التكفيري الذي يستهدفها أرضًا وشعبًا خدمة للقوى الامبريالية، منتقدين بشدة سياسات الرأسمالية العالمية التي تنهب وتسرق الطبقة العاملة في جميع دول العالم.
أرسل تعليقك