توثيق ازدهار وسقوط زعيم تنظيم داعش أبو مصعب الزرقاوي
آخر تحديث GMT03:30:54
 العرب اليوم -

توثيق ازدهار وسقوط زعيم تنظيم "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - توثيق ازدهار وسقوط زعيم تنظيم "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

اغتيال مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
بغداد - نجلاء الطائي

عكف فريق من جنود القوات الخاصة المخضرمين والمحللين لوكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي أي" على مراقبة وتتبع سيارة فضية تجوب جميع الأنحاء حول بغداد يستقلها مرشد أميركا الشيخ عبد الرحمن المنوط به البحث عن أكثر الرجال المطلوبين.

وبعد ثلاثة أعوام من الانتظار للحظة المناسبة وبالتحديد في 7 حزيران / يونيو عام 2006، تم استهداف المنزل الذي يتواجد فيه أبو مصعب الزرقاوي والواقع في قرية هبهب الصغيرة التي تبعد 30 ميلًا عن بغداد، وذلك بواسطة إحدى الطائرات المقاتلة من طراز "F-16".

ويعد استهداف الزرقاوي بمثابة المهمة الناجحة التي أسعدت كثيرًا قائد القوات الخاصة الأميركية في العراق الجنرال ستانلي مكريستال، بعدما كان الزرقاوي يشكل خطرًا كبيرًا بتكوينه جماعة تعرف في الوقت الحالي باسم "داعش"، كما أن الاهتمام بالتخلص منه جاء بعدما كان ضالعًا بالاشتراك في حادث مقتل الدبلوماسي الأميركي في العاصمة الأردنية عمان والذي وقع في تشرين الأول / أكتوبر من عام 2002.

وكان أبو مصعب الزرقاوي قبل أربعة أعوام واحدًا من أشد المتطرفين خطورة، حيث تمت إدانته سابقًا في وطنه الأردن على إثر اشتراكه في القتال داخل أفغانستان التي التقي فيها أسامة بن لادن، ولكنه هرب من معسكر التدريب الذي أقامه بمساعدة تنظيم "القاعدة" غرب البلاد متجهًا إلى العراق في أعقاب الهجوم الأفغاني الذي بدأ في عام 2001.

وبحث البيت الأبيض عن العلاقة ما بين تنظيم "القاعدة" وصدام حسين، للوقوف على ما إذا كانت بغداد دعمت التنظيم للقيام بهجوم الحادي عشر من أيلول / سبتمبر، ومن ثم يبقي المبرر لغزو العراق واضحًا، وفيما يتعلق بأبي مصعب الزرقاوي، فإنه قضى وقتًا في القاعدة العراقية لـ "طالبان" بدلًا من الانضمام إلى بن لادن في تورا بورا.

وساهم الزرقاوي في تحويل تحذيرات البيت الأبيض بشأن التطرف إلى واقع ملموس، فبعد سقوط بغداد في نيسان / أبريل من عام 2003 أطلق الزرقاوي موجة من الهجمات التفجيرية في العراق بهدف إحداث الفتنة ما بين السنّة والشيعة، فضلًا عن استهداف أميركا في الوقت نفسه، وعلى الرغم من كون جماعته صغيرة إلا أنها كانت مسؤولة عن القيام بالعديد من العمليات المتطرفة، وفي كانون الثاني / يناير من عام 2004 بعث برسالة إلى أسامة بن لادن يطلب فيها الدعم من تنظيم "القاعدة".

ومن بين ضحايا أبو مصعب الزرقاوي كان رجل الأعمال الأميركي الجنسية نيكولاس بيرغ الذي سافر إلى العراق من أجل الترويج لعمله في تصليح الإلكترونيات ولم يكن يدرك حينها بالمصير الذي سوف يؤول إليه وطريقة الذبح الوحشية التي سوف يتعرض لها.

وظهر الزرقاوي في فيديو قصير يقف خلفه أربعة رجال حاملين الأسلحة وهو يذبح ذلك الرجل الأميركي بواسطة السكين، ثم يرفع بعدها هؤلاء الرجال رأس الضحية المذبوح احتفالًا بما يزعمون بأنه النصر المبين.

وبعد خروج ذلك الفيديو إلى العالم نال الزرقاوي شهرة كبيرة، وتم منحه لقب "شيخ الجزارين" من قبل المؤيدين له، وفي الأشهر التالية نفذ رجال الزرقاوي العشرات من جرائم القتل تم تسجيل العديد منها بما في ذلك قطع رؤوس كل من سائق الشاحنة البلغاري، والمترجم الكوري الجنوبي، ومقاول مصري.

وكشف ضحايا الاختطاف من اللبنانيين الذين تم تحريرهم مقابل فدية عن قصص كثيرة للفقراء من العمال المهاجرين الذين تعرضوا للقتل ببطء بواسطة المثقاب الكهربائي أو الضحايا الآخرين الذين تم قطع ألسنتهم، الأمر الذي جعل واشنطن في تموز / يوليو من عام 2004 تزيد قيمة المكافأة من ستة ملايين إلى 15 مليون جنيه إسترليني لمن يدلي بمعلومات تفيد بمكان الزرقاوي.

وأعلن بن لادن عن دعمه لأبي مصعب الزرقاوي، واصفًا إيّاه بالأخ أمير "القاعدة" في التنظيم المتطرف لبلاد الرافدين، ولكن وحشية الزرقاوي خلقت له أعداء في العراق ظهرت جليًا عبر المعلومات الواردة إلى وكالة الاستخبارات الأميركية.

وباءت محاولة لاستهداف أبي مصعب الزرقاوي في عام 2005 حينما كان متجهًا من الفلوجة إلى الرمادي على متن إحدى الشاحنات، بالفشل نتيجة عطل فني في الكاميرا المصاحبة للطائرة بدون طيار أحالت تنفيذ الضربة الجوية، ما سمح لمن كان على متن هذه الشاحنة بالهرب ولكنهم أخطؤوا بترك الكمبيوتر المحمول الخاص بالزرقاوي داخل السيارة والذي يحتوي على العناوين والخطط وأرقام الهواتف، فضلًا عن سلسلة من الصور لجواز السفر تظهر الزرقاوي وهو متنكر في أشكال مختلفة.

وتضمن الكمبيوتر المحمول مجموعة من الفيديوهات التي ظهر فيها الزرقاوي يتحدث بشأن "دولة الخلافة" بصيغة الحاضر وليس المستقبل، ولم يكن المنهج الدموي المتبع من قبل الزرقاوي يروق لتنظيم "القاعدة" الذي كانت يرى بأن ذلك يضر بالتنظيم، وهو ما أعرب عنه الظواهري في أحد الرسائل التي عثر عليها حينما كتب بأن استهداف الجنود الأميركيين والعراقيين هو أمر جيد ولكن التفجيرات والاعتداءات على المساجد الشيعية فضلًا عن مقاطع الفيديو التي توثق تنفيذ هذه العمليات يبعث برسائل خاطئة عن المسلمين العاديين.

وأبدى الجنرال ستانلي مكريستال خلال لقائه بالرئيس بوش توقيف الزرقاوي وليس قتله نظرًا لأن لديه الكثير من المعلومات حول العمليات المتطرف التي تم تنفيذها وأسفرت عن وقوع الكثير من الضحايا.

 وبعد أسبوعين من الترقب والمتابعة، استهدفت إحدى الطائرات من طراز "F-16" التابعة لسلاح الجو الأميركي المنزل الذي كان يقيم فيه الزرقاوي، وبعد أن مات الزرقاوي خلف وراءه ليس مجرد جماعة، وإنما تنظيمًا أطلق على نفسه اسم "داعش".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توثيق ازدهار وسقوط زعيم تنظيم داعش أبو مصعب الزرقاوي توثيق ازدهار وسقوط زعيم تنظيم داعش أبو مصعب الزرقاوي



GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab