عمان ـ العرب اليوم
اختتمت أعمال ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي اليوم الاحد والتي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بمشاركة عدد من السياسيين والباحثين من تسع دول عربية.
واشار مدير المركز جواد الحمد "الى تأكيد المشاركين أن الشراكة السياسية محط البحث هي شراكة في المسؤولية الوطنية والقرار السياسي بشكل كامل، وأنها تشكل العمود الفقري للوحدة الوطنية وقاسمها المشترك، كما أن قاعدة الشراكة السياسية تقوم على الاعتراف بالآخر الوطني وبالتنازل له لمصلحة الالتقاء، وفتح الحوار البيني والعام على القضايا الخلافية بعيدا عن التعصب الاختلاف، مع الالتزام بمرجعية المصالح الوطنية العليا".
قال إن "الأحزاب العربية تواجه إشكالية بين أحزاب (شرعية) لا تمتلك حضوراً في الشارع السياسي وبين أحزاب توصف (بعدم الشرعية)، لكنها ذات حضور كبير وخارج أنظمة الحكم" مبيننا ان المحافظة على صحة العملية السياسية والتحول إلى الشراكة يستلزم اعتماد الشرعية الشعبية أساساً للشرعية القانونية والسياسية.
واوضح الدكتور عدنان بدران "أن الأردن نجح في عام 1989 بالتوصل لانتخابات ديمقراطية تقوم على التعددية"، معتبرا ان "قوى الشد العكسي قضت على هذه التجربة الفريدة بعد سنوات قليلة بتعديل قانون الانتخاب من القائمة النسبية الذي شجع وصول الأحزاب إلى البرلمان إلى الصوت الواحد (المجزوء) الذي قضى على الحزبية البرلمانية وشجع وصول أفراد يمثلون مصالح وديموغرافيا ضيقة، بدوائر انتخابية يحددها مجلس الوزراء بنظام يخدم أهداف السلطة التنفيذية ويقلص من هيبة السلطة التشريعية".
وختم بدران بالقول إن الشراكة السياسية هي شراكة في المسؤولية الوطنية، وتشكل العمود الفقري للوحدة الوطنية وقاسمها المشترك.
وكانت أعمال الندوة لهذا اليوم تضمنت ثلاث جلسات، ترأسها الدكتور عدنان بدران (رئيس الوزراء الأسبق)، وتحدث خلالها رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر السوداني والمستشار السياسي السابق للرئيس السوداني الدكتور قطبي المهدي حول "التجربة السودانية في الشراكة السياسية" واستكمل فيها الحديث استاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الدكتور عبده مختار.
وتضمنت محاور الجلسات استعراضا لتجربة الشراكة السياسية في اليمن تحدث فيها السكرتير الأول في السفارة اليمنية في الرياض الدكتور عدنان حزام و قدم الدكتور سعد السعد استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية تفصيلا حول تجربة الشراكة السياسية في البحرين .
واختتمت الجلسات بحديث استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس الدكتور رائد نعيرات حول تجربة الشراكة السياسية في فلسطين وتناول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد مصالحة المشاركة السياسية في العملية السياسية على مستوى العالم.
واعتبر المشاركون أن مفهوم الدولة ومصالحها العليا تعلو على كل الاعتبارات الأخرى، وهو ما لا نشهده في معظم الدول العربية؛ حيث يحتل مفهوم الدولة مرتبة متأخرة بعد الاعتبارات المذهبية أو الاجتماعية أو السياسية لدى العديد من مكونات المجتمع والدولة.
ودعا المشاركون إلى فتح المجال للمشاركة في إدارة الشأن العام في الدولة لرجال الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني إلى جانب زملائهم خريجي "المنصب الحكومي" ليشكل الجميع جماعة وطنية قوية لمواجهة التحديات والأخطار المستجدة في المنطقة العربية.
وخلص المشاركون إلى أن الشراكة السياسية في المجال العربي تتطلب عدداً من المستلزمات، ومن أبرزها: صحة النوايا، والرؤية الواضحة، والثقافة السياسية الوطنية، والشروط الانتخابية المُلزمة، وتنمية الطبقة الوسطى، واعتماد برامج تنموية مُستقلة، وتنمية المجال العام، والاتفاق على استقلال القضاء.
أرسل تعليقك