قتل 19 شخصا بينهم ستة اطفال جراء غارات مكثفة شنها الطيران السوري الجمعة على منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة قرب دمشق، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويشهد هذا التصعيد مرحلة جديدة من اعمال العنف بين النظام السوري والفصائل المقاتلة التي تسيطر على هذا المعقل المحاصر في شرق العاصمة.
وادى قصف للمعارضة الجمعة استهدف دمشق الى مقتل ثلاثة مدنيين.
واحصى المرصد مقتل 52 مدنيا منذ الثلاثاء لدى الطرفين، غالبيتهم من الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام السوري منذ عام 2013 وحيث الأوضاع الانسانية بالغة السوء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان 13 شخصا بينهم خمسة اطفال وثلاثة عاملين في مجال الاغاثة قتلوا في قصف للنظام وغارات جوية استهدفت دوما البلدة الرئيسية في الغوطة الشرقية.
وقتل ستة آخرون في مواقع اخرى في الغوطة في غارات للنظام، بحسب المرصد.
وكانت حركة "أحرار الشام"، المتمركزة في حرستا، شنت الثلاثاء هجوما على قاعدة عسكرية للنظام في المنطقة، وهي من المفترض ان تكون مشمولة باتفاق "مناطق خفض التوتر" الذي تم التوصل اليه بين روسيا وإيران وتركيا للحد من اعمال العنف.
وادت المعارك على هذه الجبهة، بحسب المرصد، الى مقتل 37 عنصرا على الاقل في صفوف القوات النظامية. الا ان النظام لم يؤكد هذه الحصيلة.
وقال عبد الرحمن ان "عشرات" من المسلحين الاسلاميين قتلوا ايضا.
وفي مستشفى في دوما كان الاطباء والممرضات يعالجون الجرحى الذين يتوافدون باستمرار، كما افاد مراسل فرانس برس.
وحاول رجل مسن تهدئة فتاة صغيرة تبكي وملابسها ملطخة بالدماء، بينما كانت جثث ثلاثة اطفال قتلوا في الغارات ممددة على طاولة حديدية.
وجلس طفلان جريحان صامتين على احد المقاعد واعينهما متسعة وهما في حالة صدمة. وواحد من الطفلين كانت رجله مضمدة.
جريح آخر لف رأسه بضمادة قال انها لم تمنع تسرب الدماء النازفة.
وعلى سرير مستشفى ابيض، بدا الألم على وجه ابو هشام وهو ينادي زوجته واطفاله الذين قتلوا "ايمان اين الأطفال".
وردا على القصف الذي طاول الغوطة، اطلق المسلحون الصواريخ باتجاه دمشق الجمعة، ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين، بحسب المصدر.
وياتي ذلك غداة مقتل ستة مدنيين في قصف مماثل بينهم مدرب كاراتيه المنتخب الوطني السوري فاضل راضي "أحد أبرز مؤسسي اللعبة في سورية" بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).
توفي راضي متاثرا بجروح بعد اصابته بشظايا قذائف اثناء خروجه من ناد رياضي في دمشق، بحسب الوكالة.
تحول النزاع السوري الذي بدأ كحركة احتجاجية شعبية في اذار/مارس 2011 الى حرب دامية ادت الى مقتل اكثر من 330 الف شخص، واجبرت الملايين على الفرار نزوحا ولجوءا، كما وتدمير مناطق شاسعة من البلاد.
نقلا عن أ ف ب
أرسل تعليقك