سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»
آخر تحديث GMT08:04:01
 العرب اليوم -

سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»

علم سوريا
دمشق - العرب اليوم

لم يمر تبرير الحكومة بدمشق عزمها على إصدار قرار بفرض الترخيص للمهن الفكرية في المنازل، مرور الكرام، وقوبل الكشف عن إصداره خلال أيام قليلة، بموجة سخرية من قول الحكومة إن الغاية من التشريع دعم رواد الأعمال الشباب وحماية ملكيتهم الفكرية، لا سيما أن هناك مديرية حكومية للحماية الفكرية.
ويرى المنتقدون أن القرار لا يدعم رواد الأعمال الشباب؛ وإنما يحكم قبضة الحكومة والضرائب على مصادر الرزق والمشروعات الصغيرة في المنازل، إن لم يكن القرار «تمهيداً لفرض ضريبة على التفكير».
معلمة متقاعدة قالت: «أفكر بتطوير مهارات غسل الأطباق والملابس وتنظيف المنزل، هل أحتاج إلى ترخيص هذه الأفكار، والعمل الذي أمارسه في منزلي؟». وأبدى البعض غضبهم من أن «الناس ماتت من الجوع بسبب البطالة، والحكومة مستمرة في إصدار قرارات عشواء».
معلق على «فيسبوك» طلب من الحكومة «إرفاق القرار بقائمة أسعار للأفكار تراعي طبيعتها ولونها: أفكار سوداء انتقامية، أفكار بيضاء خلبية، أفكار رمادية مع عفن خفيف»، وتابع أن الحكومة تحار في كيف تفرض الضرائب؛ إذ ليس لها هاجس «سوى تشليح الناس وتفريغ جيوبهم بأي طريقة»، لافتاً إلى أن محال تجارية وورشات إنتاجية صغيرة جداً أغلقت، وتحول أصحابها للعمل في المنازل والبيع على البسطات بسبب ملاحقات التموين والضرائب الجائرة والإتاوات الباطلة والرشى.
وتشير التصريحات الرسمية إلى أن القرار المزمع صدوره سيجعل من يعمل في بيته تحت طائلة المساءلة، في «حال وردت شكوى إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأن أحداً ما يمارس أعماله ضمن مقره السكني من دون ترخيص، فإن هذا الأمر ستترتب عليه مخالفة وغرامات مالية». كما يمنع القرار استغلال السجل التجاري بممارسة أي أعمال أخرى تندرج تحت بند أعمال تجارية، تحت التهديد بشطب السجل وتعريض صاحبه لمخالفة وفق «المرسوم 8» لعام 2021.
وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو سالم، قد مهد قبل أيام للقرار المزمع إصداره، بحديث نقله الإعلام الرسمي حول «أهمية ضبط عملية تصنيف المهن الفكرية وتوصيفها بشكل دقيق، لتكون قابلة للحصول على الترخيص من الوحدات الإدارية، والتفريق بينها وبين المهن الحرفية، وتبسيط إجراءاتها». وبرر الوزير القرار المرتقب صدوره بحرص الوزارة على دعم الشباب أصحاب المهن الفكرية، وتمكينهم من الإنتاج «بما يضمن لهم حياة كريمة ويغنيهم عن السفر خارج الوطن».
كلام الوزير جاء في اجتماع مع ممثلين لوزارة الإدارة المحلية والبيئة واتحاد غرف التجارة السورية، إضافة إلى مديرية الشركات في الوزارة، عن الأمور المتعلقة بالمهن الفكرية التي ستُمنح سجلاً تجارياً بعد حصولها على الترخيص لممارسة هذه المهن من المنازل السكنية، دون اشتراط انتساب أصحابها إلى غرف التجارة.
وأفاد مدير «الشركات» في وزارة التجارة الداخلية، زين صافي، في تصريحات للإعلام المحلي، بأن القرار سيصدر خلال أيام قليلة «بهدف تقديم الدعم لأصحاب المهن لحماية أعمالهم»، ومن تلك المهن تصميم «الغرافيك أو البرامج الحاسوبية»، وتصميم الأزياء والصحافة... وغيرها من أعمال يمارسها أفراد في منازلهم. ووفق مدير «الشركات»، زين صافي، فإن القرار يلبي للراغبين تسجيل أعمالهم في براءة اختراع، ويقدم حماية لملكيتهم ويمكنهم من بيع وتصدير منتجهم للخارج.
وكشف صافي عن الطلب من وزارة المالية تخفيض الضرائب على أصحاب المهن الفكرية، بعد منحهم سجلاً تجارياً، أو إعفائهم منها، مشيراً إلى أنه «لا يمكن البت في هذا الأمر الآن إلى حين وصول كتاب رسمي من وزارة المالية يوضح الطريقة التي سيجري التعامل بها مع هذه الفئة».
وحسب المسؤول الحكومي، فإن ميزة القرار هي إعفاء أصحاب هذه المهن من التسجيل والرسوم في غرف التجارة، وأيضاً من التسجيل في التأمينات الاجتماعية. علماً بأنه من أهم شروط منح السجل التجاري لأصحاب المهن الفكرية، ألا يكون هناك أي شركاء أو موظفين في المنزل مع صاحب المهنة؛ الأمر الذي ينفي الحاجة للتسجيل في التأمينات الاجتماعية.
ولم يتحدث المسؤولون عن سن القرار حول تكاليف إجراء الترخيص والأوراق المطلوبة التي وصفها مدير «الشركات» بـ«البسيطة جداً»، علماً بأنها تتطلب إصدار سجل إداري يجري بموجبه منح ترخيص إداري بناءً على مكان السكن من وزارة الإدارة المحلية، أو من الوحدة الإدارية، ثم إصدار بيان قيد من أمانة السجل التجاري يرفق بصورة عن الهوية، إضافة إلى وثيقة «لا حكم عليه» ليتم إصدار سجل تجاري.

قد يهمك ايضاً

إدراج مجموعة من المواد والسلع والخدمات تحت رقابة الضابطة العدلية التموينية فى سورية

الحكومة السورية تٌخفّض سعر مادتي السكر والأرز بعد انتقادات واسعة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير» سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما
 العرب اليوم - محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab