يأمل المؤلف الموسيقي محمد فيروز ان تشكل اعماله جسرا بين الثقافات المختلفة في العالم، في وقت تتسع فيه الهوة بين الشرق والغرب.
ويبلغ محمد فيروز من العمر 29 عاما، وتلقى اعماله رواجا كبيرا، وهي تزاوج بين عناصر الثقافة الاسلامية والموسيقى الكلاسيكية الغربية.
وهو اصدر مجموعته الاولى بعنوان "فولو، بويت"، وهي اعمال مستوحاة من كبار شعراء القرن العشرين، ولا سيما الشاعر والناقد الانكليزي الاميركي ويستان هوغ اودين (1907-1973)، والشاعر الايرلندي شيموس هيني (1939-2013).
ويقول محمد فيروز لمراسل وكالة فرانس برس في احد ستوديوهات نيويورك "تقتضي الحرب ان نقوم بنزع الصفة البشرية عن الخصم، هذا امر معروف، لكن من الصعب ان ننزع هذه الصفة عن اشخاص نحب موسيقاهم واشعارهم".
ويضيف "انا لا اعتقد انه يجوز الكلام عن صراع بين الحضارات" أي بين الغرب والاسلام، معتبرا ان "الحرب ستكون رهيبة على كلتا الحضارتين".
ومحمد فيروز اميركي من اصل عربي، اصبح مع مجموعته "فولو، بويت" اصغر مؤلف تصدر له علامة "دوتش غراموفون" العريقة التي تعود الى 115 عاما، مجموعة كاملة.
ويبدو ان محمد فيروز شغوف بالاعمال التي تروي قصص الزعماء السياسيين الذي اغتيلوا.
فاحدى قطعه الموسيقية تحمل اسم "سادات" اشارة الى الرئيس المصري الراحل انور السادات، وهي ستعرض في قاعة كارنيغي هول المرموقة في نيويورك في السادس والعشرين من ايار/مايو المقبل.
وهو يعمل الآن على قطعة جديدة عن رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بنازير بوتو.
اما "اودونيسك" فهي تطويع موسيقي لشعر اودين، وستقدم في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في "لو بواسون روج" في نيويورك ايضا، وتؤديها مغنية الاوبرا سوبرانو كايت ليندسي.
ومع ان محمد فيروز متجذر في الموسيقى الغربية، الا ان اعماله تنطوي ايضا على ابعاد مقامية شرقية، وارتجالات صوتية او عزفية تحمل عبق الموسيقى المشرقية.
تشكلت هذه النظرة الموسيقية المتعددة الابعاد لدى محمد فيروز اثناء سفره الى مدينة كراتشي في باكستان، حين رأى عروضا لموسيقى تراث السند، ووجد تشابها بينها وبين الاوبرا.
وهو بات يرى انه من المهم ان تكون الموسيقى عالمية في عالم اليوم الذي يتقارب بفعل ثورة الاتصالات، لكن توجهه هذا لا يلقى استحسانا في اوساط المتعصبين للموسيقى الكلاسيكية.
ويقول "لست مهتما، كما يريدني البعض ان اكون، بموسيقى العالم الابيض فقط".
وهو يتتبع اجواء بيروت وابو ظبي وباريس ولندن ونيويورك في عمل موسيقي يحمل اسم "لوكالز" يقدم للمرة الاولي في كارنيغي هول السبت، مع عازف الاوبوا ايان شافر.
ويناصر محمد فيروز حرية التعبير، لكنه يضع بعض الملاحظات حول الاعتداء الذي تعرضت له مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة قبل اسابيع.
ويقول "اي شخص لديه ادنى معرفة حول الاسلام، يدرك كم ان موضوع تناول النبي محمد حساس لدى المسلمين".
ويضيف "لا ينبغي ان نكون في سباق حول من يستفز الآخر أكثر، علينا ان نناقش كيف نجلس على طاولة واحدة ونشرع في حوار بناء".
ويخلص الى القول "قد تكون الكلمات فارغة احيانا، لكنها قد تحول في بعض الاحيان دون ان تتحرك الجيوش في مواجهة بعضها، وان تتسبب في مقتل الملايين من البشر".
أرسل تعليقك