القاهرة ـ أ.ف.ب
تشهد الدراما المصرية لموسم رمضان لهذا العام تراجعا في انتقاد الشرطة ووزارة الداخلية مقارنة مع ما كان عليه الحال في العامين السابقين اثر ثورة 25 يناير، في الوقت الذي تحاول فيه السلطات تحسين صورة أجهزة الامن التي كانت تجاوزاتها من ابرز اسباب اندلاع الثورة.
ففي العامين السابقين، قدمت الدراما المصرية مسلسلات هاجمت اجهزة وزارة الداخلية بحدة، منها مسلسل "طرف ثالث" الذي قدم صورة لتصنيع البلطجية، العناصر المدنيين الذين ينفذون السياسية القمعية للسلطة، ومسلسل "فرتيجو" مصورا تحالف الامن ورجال الاعمال وتضليل الاعلام ورعاية الفساد، وكذلك مسلسل "الهروب" الذي يصور تعذيب رجال الشرطة للمتهمين الابرياء باحداث لم يرتكبوها، ومسلسل "تحت الارض" الذي اتهم اجهزة الامن بتفجير كنيسة الاسكندرية قبل اسابيع على اندلاع الثورة.
لكن الدراما الرمضانية لهذا العام تجنبت هذه المواقف الحادة بشكل عام، وهي ان انتقدت بعض رجال الامن صورت ذلك على انه ليس الحالة العامة، رغم الواقع الذي تسجله جمعيات حقوق الانسان من استمرار التعذيب واهانة المعتقلين والمعارضين لممارسات رجال الشرطة او السلطة، وخصوصا بعد اسقاط حكم الرئيس السابق محمد مرسي.
وكانت الدراما قبل ثورة 25 يناير في حال تعرضها لقضايا لها علاقة بوزارة الداخلية باجهزتها المختلفة تتعرض "لرقابة صارمة تتيح للوزارة منع ما تراه غير مناسب"، ب
ويقول الشناوي لوكالة فرانس برس ان الامور التي كانت ترفضها الرقابة هي الحديث عن "فساد او ممارسة تعذيب في اقسام الشرطة (..) وبعد عامين من التساهل في هذا المجال، عادت الرقابة بشكل اكثر تشددا".
وتتوقع الناقدة علا الشافعي ان "تتشدد الرقابة في السنوات المقبلة (...) وصولا الى فرض صيغة محددة على الدراما".
وعمدت السلطات في الآونة الاخيرة الى منع اعمال عدة، منها عرض مسلسل "اهل الاسكندرية"، الذي يصور ضابطا فاسدا في الشرطة. واشار كاتب السيناريو بلال فضل حينها لوكالة فرانس برس الى ان المسلسل لن يعرض بسبب "ضغوط أمنية".
وتقول الشافعي ان "منع عرض مسلسل اهل اسكندرية لا يعود فقط الى التعرض لشخصية ضابط الشرطة الفاسد، بل يستهدف ايضا الفنانين اصحاب الموقف السياسي الواضح الذين يشاركون في بطولة العمل".
وتتناول مسلسلات عدة لهذا الموسم دور رجل الشرطة، مثل "تفاحة ادم"، و"عد تنازلي"، و"الصياد"، و"ابن حلال".
ويتحدث بعض هذه الاعمال عن اخطاء معينة لدى رجال الشرطة، لكن مع تغليب الناحية الايجابية على الاجهزة الامنية بشكل عام.
ويبقى الانتقاد الاكبر لدراما هذا الموسم الفساد الذي تصوره بعض المسلسلات مدخلا لاختراق جماعة الاخوان المسلمين صفوف الامن كما في "تفاحة آدم"، او لسيطرة اهل النفوذ كما في "ابن حلال"، مع التشديد على تصوير على ان التجاوزات لا تشكل حالة عامة وهي قابلة للاصلاح من داخل الاجهزة نفسها.
وينتقد "عد تنازلي" العنف الذي تمارسه اجهزة الامن مع من يشتبه فيهم بانهم اسلاميون متشددون، ويصور ان هذا العنف مع ابرياء دفعهم في ما بعد ليصبحوا فعلا متشددين. لكن المسلسل يشدد على تصوير ضابط في مكافحة الارهاب يقوم بعمله بشكل انساني.
ويعرض في موسم رمضان لهذا العام نحو 38 مسلسلا مصريا، ما يشكل تراجعا عن العام الماضي الذي عرض فيه 45 مسلسلا تمحورت بمعظمها حول السياسة والثورة والاسلام السياسي والتشدد الديني.
ويرى مراقبون في الموسم الحالي تراجعا في المواضيع السياسية في المسلسلات مقارنة بالعام الماضي، في عهد الرئيس السابق محمد مرسي لصالح المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية.
أرسل تعليقك