الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة
آخر تحديث GMT06:21:17
 العرب اليوم -

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة

العاهل المغربي محمد السادس
الرباط - أ ف ب

ينهي سليمان بريهمي حديثه عبر "الخط الاخضر" حانقا. لم ينفعه اللجوء الى هذا البرنامج المخصص للتبليغ عن الرشوة والفساد، في معركته لإخراج مستأجرين من عقار يملكه رغم أنهم لا يدفعون المتوجب عليهم، ويقول إنهم يستقوون بدعم داخل الإدارة.

ويقول سليمان (41 سنة) الذي يعيش في مدينة سلا المحاذية للرباط حيث يعمل سائق حافلة، "إنهم لا يختلفون عن الآخرين"، في إشارة الى مخاطبيه عبر "الخط الاخضر".

ولقي هذا الخط ترحيبا كبيرا عندما أعلن إطلاقه في حزيران/ يونيو 2015 وسط حملة إعلامية مكثفة، باعتباره يضمن عدم الكشف عن هوية مستعمليه من المبلغين عن الرشوة.

ويقول مدير الشؤون الجنائية بالنيابة في وزارة العدل المغربية هشام ملاتي المشرف على برنامج الخط الأخضر "بلغت المكالمات الواردة على الخط الأخضر سقف 6000 مكالمة في اليوم، ثم تراجعت لتستقر في حدود 500 مكالمة يوميا".

وتبدو هذه الحصيلة هزيلة بعد 30  شهرا على الشروع في تنفيذ البرنامج، إذ هناك 36 متابعة قضائية فقط انبثقت عن التبليغات، بالاستناد الى آخر الأرقام الرسمية.

ويقول ملاتي "يملك المبلغون ضمانة عدم الكشف عن هوياتهم، لكن بعضهم يتراجع عندما يتعلق الأمر بالتقدم بشكوى قضائية".

ويضيف، موضحا أن ثماني مكالمات من أصل عشر، ليست "بالتحديد" قضايا ارتشاء، إنما هي عبارة عن ادعاءات تعوزها عناصر ملموسة.

- "فقدت الثقة" -

وينطبق هذا الوضع على سليمان بريهمي المتيقن بأن المستأجرين الذين يرفضون دفع متأخرات الإيجار "يتمتعون بدعائم قوية في إحدى الوزارات".

لذلك، اتصل بالرقم الأخضر0800004747 للتبليغ عن تقاعس القضاة ورجال الشرطة في تطبيق الأحكام القضائية المتتالية بإفراغ البيت موضع النزاع. لكن مشكلته أنه لا يملك حججا تؤكد اتهاماته.

ويشكو سليمان "فقدت الثقة، لدي كل حق، لكن الموكل إليهم ضمان حقوقي لا يفعلون شيئا".

وتبقى الثقة في المؤسسات العامة في المغرب هشة على العموم.

وذكر تقرير لمنظمة "ترانسبرانسي المغرب" غير الحكومية ان "ما بين 2014 و2015، دفع حوالى 48 بالمئة من المغاربة، مرة واحدة على الأقل، بقشيشا مقابل الحصول على خدمة عمومية". وقطاع القضاء هو على رأس قائمة الاجهزة موضع الشكوى، تليه مؤسسة الشرطة والمستشفيات، تبعا لنتائج الدراسة الصادرة سنة 2016.

وانتقد رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة عبد السلام بودرار بحدة هذه "الظاهرة التي تضر كثيرا بالاقتصاد". كان ذلك سنة 2015، قبل أن يعلق عمل المؤسسة بسبب عدم تمديد ولاية اعضائها.

وأصدرت "ترانسبرانسي المغرب" بيانا أخيرا أكد أن المملكة المغربية "تعاني من تفشي الرشوة على نحو هيكلي"، وذلك على الرغم من البرامج المعلنة لمحاربتها.

- "غياب الإرادة" -

ويسعى المغرب الى مكافحة ظاهرة الرشوة عبر إطارات مختلفة. وسبق للملك محمد السادس أن عبر في مناسبات متعددة، عن الرغبة في أن "يطبق القانون على الجميع". وجعل حزب العدالة والتنمية الموجود على رأس الحكومة منذ 2011، من محاربة الفساد أولوية.

في تشرين الأول/أكتوبر 2017 ، رأت "الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها" النور، بعد إقرارها في دستور 2011.

بيد أنه لم يتم بعد تعيين أعضاء هذه الهيئة والذين يفترض أن يكون بينهم ممثلون عن المجتمع المدني وخصوصا منظمة "ترانسبرانسي".

ويشكو المسؤول في "ترانسبرانسي المغرب" فؤاد عبد المومني من "غياب إرادة سياسية حقيقية يمكن أن تعطي إشارة واضحة بانتهاء حالة الإفلات من العقاب".

وسبق لعبد المومني الإشادة بإطلاق برنامج الخط الأخضر للتبليغ عن الرشوة، لكنه يقول اليوم إن البرنامج "بات غير منتج وفعاليته جد ضعيفة، على الرغم مما كان قد أثاره من حماس وانتظارات لدى المواطنين".

عمليا، لا يتوافر للبرنامج سوى إمكانات محدودة. إذ يعمل فيه خمسة قضاة يساعدهم خمسة موظفين يردون مباشرة على المكالمات انطلاقا من مقر وزارة العدل، فيما هم منشغلون بمعالجة ملفات أخرى.

ويرتقب أن "تتطور" خدمة برنامج الخط الأخضر في 2018، من خلال مركز اتصالات مستقل، بحسب ما يؤكد هشام ملاتي. ويوضح ان "أشغال إنشائه سوف تبدأ"، وأن 16 موظفا مدربين سيعدون ملفات الشكاوى باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية.

ويعتبر ملاتي أن انتهاء التحقيقات في الملفات ال36 بادانات في حق موظفين عموميين، يمثل في حد ذاته نجاحا للبرنامج. ويشير الى أن بين هؤلاء "قاضيا في محكمة استئناف دين لقبوله تلقي أموال مقابل التأثير على حكم أصدره".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة الخط الأخضر لمحاربة الرشوة في المغرب يسجل نتائج هزيلة



درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:48 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024
 العرب اليوم - موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024

GMT 08:04 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها
 العرب اليوم - 10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

GMT 07:55 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها
 العرب اليوم - نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها

GMT 04:20 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد قد يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر
 العرب اليوم - اختبار جديد قد يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر

GMT 18:32 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

درة تنتهي من تصوير أول تجربة إخراجية لها عن معانة فلسطين
 العرب اليوم - درة تنتهي من تصوير أول تجربة إخراجية لها عن معانة فلسطين

GMT 07:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير
 العرب اليوم - أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 02:49 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بين الحرب والأزمات المتراكمة

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

15 شهيدا إثر قصف إسرائيلي على خيام نازحين في جباليا شمالي غزة

GMT 02:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تفكيك شفرة نشر «قوات أفريقية» في السودان

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كريستيانو رونالدو يضغط على النصر لضم دي بروين بأي ثمن

GMT 18:06 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 4 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في نابلس

GMT 22:23 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية على سهل بوداي في البقاع شرقي لبنان

GMT 17:59 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة 38 جنديا إسرائيليا خلال 24 ساعة على الحدود مع لبنان

GMT 08:57 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توجيه 3 تهم ضد واين روني بسبب مزاعم هجوم عنيف على الحكم

GMT 11:40 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الجليل شمال إسرائيل

GMT 11:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يستهدف قوة إسرائيلية جنوب لبنان بالقذائف المدفعية

GMT 16:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق كنب الزاوية في غرفة المعيشة

GMT 16:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025

GMT 17:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز يأخذ هدنة من علاج السرطان لفترة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab