المكدوس يختفي من على موائد الأُسر السورية
آخر تحديث GMT10:50:13
 العرب اليوم -

المكدوس يختفي من على موائد الأُسر السورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المكدوس يختفي من على موائد الأُسر السورية

دمشق- جورج الشامي

بعد أن حُذفت اللحوم من القاموس الغذائي لمعظم السوريين من ذوي الدخل المحدود وما دونهم، يبدو أن مادة المكدوس في العام الجاري ستحذو حذوه بالحذف والإزالة أيضًا، وذلك بعد أن أخذت مواده تنافس الذهب في الارتفاع، مثل مادة الجوز، والتي كانت تباع العام الماضي بمبلغ 1000 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وارتفع سعرها العام الجاري ليصل إلى 3000 ليرة للجوز القديم، ويتجاوزها للبلدي الحديث (موسم العام الجاري)، كما ارتفع سعر زيت الزيتون من 150 ليرة إلى ما بين 800 و1000 ليرة للكيلو غرام الواحد. وأمام ارتفاع هاتين المادتين الأساسيتين لصنع المكدوس، بات من غير الضروري التطرق لسعر الفليفلة الحمراء، ودبس الفليفلة، والباذنجان؛ لأن تكاليف تلك المادتين فقط كفيلة بإرغام الجميع للإحجام عن شرائها، رغم أهميتها الكبرى لدى الأسر السورية في شرائحها كافة، سواء كانت فقيرة الحال أم ميسورة، فالمكدوس كان يتربع على عرش مواد المائدة الأساسية؛ لاعتماده عنصرًا أساسيًّا لغذاء أفراد الأسرة كافة، ضمن وجبتي الإفطار والعشاء، حتى ولو بكميات بسيطة، وفي كثير من الحالات يكتفي البعض به لوجبة الإفطار لاسيما طلاب المدارس. والبعض اتجه نحو إلغاء المكدوس تمامًا من نظامه الغذائي؛ بسبب الظروف الحالية، والضغوط المعيشية التي أرخت بثقلها على الجميع، بينما يفكر البعض الآخر بالتحايل، كما فكر بالتلاعب على ارتفاع أسعار اللحوم باعتماد التقنين من حيث شرائه بالوقية والنصف وقية تحت مسوغ أقنعوا أنفسهم به؛ وهو أنه ليس من المهم كثرة كمية اللحم في الطبخة بل وجوده بها فقط؛ لأن الإنسان يأخذ حاجته من قطعة صغيرة، وبات حال لسان هؤلاء يقول: ليس المهم كثرة كمية المكدوس بل قضاء الشهوة من هذه المادة، ولاسيما أن مذاقها يتغير بعد شهرين أو ثلاثة. ففي لقاء مع عدد من ربات البيوت، باعتبارهن من يقع على عاتقهن خيار تموين المكدوس أو الاستغناء عنه، أجمعت آراء أغلبيتهن على عدم استحواذ هذه المادة على أية مساحة للتفكير بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الجوز والزيت، منهن أم أنور، والتي قالت، "رغم محبة أولادي الكبيرة للمكدوس واعتيادهم عليه، ولاسيما لدى توجههم إلى مدارسهم شتاءً، فأنا قررت تجاهله لكلفته التي أصبحت تفوق المنطق والعقل". أما أم مضر، قالت، "أولادي يطالبونني به، ويحز في نفسي عدم تلبية مطلبهم، بعد أن أجريت حساباتي، ووجدت أن ذلك يفوق قدرتي؛ فبعد أن كانت كلفة ما كنت اشتريه من مواد المكدوس سابقًا تقدر بنحو 3000 ليرة، باتت كلفته العام الجاري وللكمية نفسها تتجاوز مبلغ عشرة آلاف ليرة، ما بين جوز وزيت زيتون وفليفلة حمراء وباذنجان وعبوات حافظة". في الوقت الذي أثار سؤالنا عن المكدوس حفيظة أم سلمان، والتي أجابت بعصبية قائلة، "لا سيرة للمكدوس بعد كل هذا الغلاء الذي خرب بيوتنا". وأجمعت قلة من ربات البيوت على تقنين تموين كمية بسيطة من المكدوس كي لا يحرمن أولادهن من مادة محببة إليهم، لأن تفكيرهن حاليًا ينحصر في كيفية تأمين الاحتياجات من الزيت، الذي لا يمكن تجاهله، فهو يدخل في جميع الطبخات والمأكولات، ولاسيما أن سعر الكيلو منه يرتفع بارتفاع الدولار ولا يهبط مع هبوطه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكدوس يختفي من على موائد الأُسر السورية المكدوس يختفي من على موائد الأُسر السورية



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما المطلوب من القمة الاستثنائية العربية؟

GMT 06:58 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

أقوال «حماس»... وإصرار ترمب

GMT 17:11 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

مانشستر يونايتد يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة

GMT 03:37 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

منع صحفي من دخول البيت الأبيض بسبب خليج المكيسك

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

تهدئة غزة في مهب الريح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab