الاقتصاد الياباني يواجه مخاطر الانكماش
آخر تحديث GMT18:54:18
 العرب اليوم -

الاقتصاد الياباني يواجه مخاطر الانكماش

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاقتصاد الياباني يواجه مخاطر الانكماش

طوكيو ـ وكالات

تتزايد المخاوف من أن مواجهة الاقتصاد الياباني لمخاطر مرحلة انكماش، وذلك بعد أن واصلت اليابان تسجيل عجز تجاري للشهر الرابع على التوالي. ومع أن حجم الصادرات تحسن نسبياً مقارنة بالأشهر التي سبقت، فإن الصادرات ما زالت متقلصة، فقد سجلت الصادرات تراجعاً في حجمها بمعدل 6.5% على أساس سنوي في شهر أكتوبر الماضي، وهو تحسن عن التراجع الذي سجلته الصادرات في شهر سبتمبر الذي مضى والذي بلغ 10.3% على أساس سنوي. وجاء هذا التراجع وفق تقرير للشركة الكويتية الصينية الاستثمارية - طوال 18 شهراً من الواحد وعشرين شهراً الماضية بسبب التباطؤ الذي شهده الطلب العالمي ونتج عنه تقلص حجم الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي خلال ثلاثة عشر شهراً متتالية، بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الين، الذي ارتفع بمعدل 7.3% بين مارس وسبتمبر من العام لكونه من الأصول الآمنة. وقال سيف رانجوالا المحلل الاقتصادي بالشركة الكويتية الصينية الاستثمارية يضاف إلى هذه العوامل النزاع الحالي بين الصين واليابان على الجزر الإقليمية، الذي أدى إلى مقاطعة الصين للصادرات اليابانية، وهو ما أثر سلبياً وبشكل ملحوظ على حجمها. أما خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، فقد واصل حجم الصادرات التقلص على الرغم من انخفاض سعر صرف الين بنسبة 3%، وانخفض كذلك حجم الواردات بمعدل 1.6% على أساس سنوي الذي دفعه ضعف القطاع المحلي الذي يبدو اليوم واضحاً بانخفاض نمو مبيعات التجزئة بمعدل 0.4% على أساس سنوي في سبتمبر. ولكن من المحتمل أن تعود الواردات للنمو مع اعتماد اليابان المهم على واردات الطاقة، وخصوصاً بعد إغلاق 54 من مفاعلاتها النووية بعد كارثة فوكوشيما العام الماضي. وأضاف: يعتمد تحليل وضع الاقتصاد الياباني على مستويات نمو الميزان التجاري الذي يقيس الفرق بين قيمة الصادرات والواردات للدولة. فعندما تشهد الدولة عجزاً في ميزانها التجاري، يعني ذلك أنها دولة موردة، أي أن قيمة وارداتها تفوق قيمة صادراتها. فعلى مدى عشر سنوات لغاية عام 2010، كان نصف الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لليابان يأتي من صافي الصادرات. كما يمثل الميزان التجاري أحد مكونات الحساب الجاري الذي يسجل شراء وبيع السلع والخدمات، ويضم الميزان التجاري وصافي الدخل من الخارج (الأرباح المحولة للداخل، وتوزيعات الأرباح، ومدفوعات الفوائد) وصافي التحويلات الجارية (الحوالات، ومعاشات التقاعد، والمنح، والمساعدات الدولية). وخلال عقود، كانت اليابان تتمتع بفائض في حسابها الجاري، أي أن دخلها من الصادرات يفوق صرفها على الواردات. وفي حالة استمرار العجز في الميزان التجاري الحالي، فسيتحدد مصير الفائض في الحساب الجاري اعتماداً على تدفقات الأرباح من الخارج. وإلى جانب قياس الاقتصاد الياباني، يعد الميزان التجاري الياباني من المؤشرات القائدة (المؤشرات التي تسبق التغير الفعلي) للاقتصاد العالمي، وتأكيداً على هذا، أشار "جولدمان ساكس" أخيراً إلى أن هنالك ارتباطاً نسبته 90% بين "مؤشره القيادي العالمي" وبين الميزان التجاري الياباني تفرقهما فترة ثلاثة أشهر، بحيث قد يدل تدهور الميزان التجاري الياباني على تراجع في الزخم الاقتصادي العالمي على المدى المتوسط. ودفعت بيانات التبادل التجاري الضعيفة في الربع الثالث تقلص الناتج المحلي الإجمالي الذي تراجع بنسبة نمو سلبية بلغت -3.5% على أساس سنوي خلال الربع مقارنة بنمو بلغ 0.7% على أساس سنوي في الربع الثاني، وهو ما يدفع اليابان إلى حافة الانكماش الاقتصادي. فمن المتوقع أن يستمر عجز الميزان التجاري الياباني إلى نهاية عام 2012، وخصوصاً مع ضعف نمو الصادرات وثبات واردات الطاقة. وفي 21 من نوفمبر الماضي، انخفض الين إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر، بسبب التوقعات المتزايدة من أن يتخذ البنك المركزي إجراءات سياسية محورية تحت القيادة الحكومية الجديدة الشهر المقبل، مما منح الاقتصاد دفعة يحتاج إليها. ومنذ ثلاثة أسابيع، وعد الرئيس الحالي لحزب المعارضة الرئيسي في اليابان "الحزب الديمقراطي الحر"، ورئيس الوزراء المحتمل، شينزو آبي، بأن يضغط على البنك المركزي لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة يطالب فيها برفع معدل التضخم المستهدف إلى 2% بدلاً من المعدل الحالي البالغ 1%، حتى ينعش الاقتصاد بعيداً عن حدود مرحلة الانكماش. ولكن اختيار البنك المركزي الياباني كان انتظار نتائج الانتخابات قبل اتخاذ أي سياسة بهذا الشأن. ونتوقع أن نشهد توسعاً كبيراً على مستوى السياسة النقدية قريباً، حيث من المتوقع أن تسعى الحكومة المنتخبة الجديدة إلى تيسير غير محدود بهدف تمويل ديونها العامة. أصبح برنامج شراء الأصول حالياً هو الأداة الرئيسية لتحفيز الائتمان في اليابان، بينما يحافظ البنك المركزي على سعر الفائدة ثابتاً عند المستويات المنخفضة ما بين 0 % و0.1 %. ولهذا، من المرجح أن يتخذ البنك المركزي المزيد من إجراءات التحفيز النقدي عبر برنامجه لشراء الأصول، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ليتمكن من تحفيز النمو الاقتصادي والابتعاد عن الانكماش.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد الياباني يواجه مخاطر الانكماش الاقتصاد الياباني يواجه مخاطر الانكماش



GMT 18:42 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليورو يرتفع رغم التوترات السياسية في فرنسا وضعف اليوان

GMT 12:10 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع في ظل ضعف اليورو واليوان

GMT 12:09 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"بيتكوين" تسعي للوصول لسعر 100 ألف دولار

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع أسعار الذهب عالميا مع ترقب بيانات اقتصادية مهمة

GMT 17:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

لوبان تهدّد بإسقاط الحكومة الفرنسية بسبب الميزانية

GMT 07:11 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2719.19 دولار

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab