أكد أوليج أوزيروف السفير الروسي لدى المملكة أن الحاجز الأكبر بين الرياض وموسكو في مسألة تعزيزات العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين هو العمر الصغير لعلاقاتنا الاقتصادية التي بدأت تنشط منذ تسعينيات القرن الماضي لذلك هناك القليل من التجربة المشتركة ومن معرفة البعض للبعض.
وأكد السفير الروسي: إننا حاليا نسجل الاهتمام المتزايد من قبل الشركات الروسية والسعودية للتغلب على مختلف المعوقات الناتجة في أغلب الحالات عن نقص أو عدم وجود المعلومات الحقيقية ولما هو متوافر للعمل المشترك بين السعودية وروسيا، مضيفا أن هناك قواسم مشتركة في البلدين للمقدرة على تحقيق مصلحة الشعبين.
ودعا إلى تعزيز التعاون الاستثماري المشترك في المجال الزراعي على أساس مبادرة مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، التي يمكن أن تكون أساسا في استراتيجية الأمن الغذائي.
وحول طرق تنمية العلاقات السعودية الروسية ذكر أن السنة الحالية شهدت تبادلا للزيارات على المستوى الحكومي وبين أوساط القطاع الخاص المعنيين وتم التأكيد من كلا الطرفين خلال زيارة وزير الخارجية الروسي السيد سيرجي لافروف إلى السعودية في حزيران (يونيو) الماضي ولقاءاته مع القيادة السعودية على تفعيل العلاقات الاقتصادية الروسية السعودية ونبذل الجهود لأجل ذلك من خلال الآليات المشتركة الحكومية وغير الحكومية استنادا على مساعي رجال الأعمال. أجندة الأعمال مليئة باللقاءات مع مسؤولي وزارات الزراعة والاقتصاد والنقل والتجارة والصناعة والقطاع المصرفي التي من خلالها نصل إلى مرحلة ما بعد التحول من المقترحات إلى الأعمال والمشاريع.
وأضاف: أود أن أشير إلى وجود رغبة قوية مشتركة من قبل بلدنا في تعزيز التعاون وللعمل لمزيد من الخير لشعبينا وحتى لمنطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع وفي هذا الصدد نأخذ في الاعتبار الدور المحوري للمملكة في استقرار الإقليم ونحن كروسيا نسعى إلى المساهمة في تثبيت أسس الاستقرار من خلال إطلاق وتنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة توفر العمل للناس والأمل للحياة نحو المستقبل الأفضل. لدينا تجربة تاريخية في تطوير البنية الاقتصادية للدول العربية وقد تعلمون أن المئات من المصانع والمعامل والمزارع والقنوات والسدود وغيرها من المشاريع في مصر وسورية والعراق والسودان والجزائر بنيت بالمساعدة الروسية المباشرة وهذه الإنشاءات لا تزال تشكل نواة الانتاج القومي لهذه الدول.
وحول التعاون النفطي البيني أكد: نرى في المجال النفطي أو بشكل عام في المجال الهيدروجيني قاعدة للعمل المشترك لأن الذي يجمع روسيا والمملكة هو المصلحة في استقرار أسواق النفط العالمية وأمنها، خاصة فيما يتعلق بالأسعار وتجنب تقلباتها التي تضر المستهلكين والمنتجين للطاقة الهيدروجينية. وهناك آليات الاتصال الثنائية الحوار ومتعددة الأطراف ومن بينها منتدى الطاقة الدولي الذي تستضيفه السعودية الذي ترأسه روسيا في السنة الحالية وهذا المنتدى يوفر المجال المناسب لتبادل الآراء وتنسيق المواقف من خلال مؤتمرات وورش عمل ولقاءات يشارك فيها مسؤولون وخبراء من أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية.
وعن المعوقات التي تقف أمام التعاون الاقتصادي بين الرياض وموسكو صرح: أعتقد أن الحاجز الأكبر بيننا هو العمر الصغير لعلاقاتنا الاقتصادية التي بدأت تنشط منذ تسعينيات القرن الماضي لذلك هناك القليل من التجارب المشتركة ومن معرفة البعض للبعض. وحاليا نحن نسجل الاهتمام المتزايد من قبل الشركات الروسية والسعودية في التغلب على مختلف المعوقات الناتجة في أغلب الحالات عن نقص أو عدم وجود المعلومات الحقيقية ولما هو متوافر للعمل المشترك في بلدينا.
وأضاف: يأتي هنا دورنا كالسفارة في المساعدة على إقامة العلاقات المباشرة بين الأوساط المعنية في بلدينا وإزالة الجهل الموجود من خلال الاستشارة وتوفير المعلومات من الوضع القانوني والأنظمة المعتمدة وآليات الاتصال إلى المشاريع الحالية أو التي يجري التخطيط لها. ومن بين المعوقات الأخرى يمكن الإشارة إلى غياب رحلات الطيران المباشرة بين روسيا والسعودية. وأظن أن حل هذه المشكلة قد يساهم مساهمة كبيرة في تطوير علاقاتنا الاقتصادية وفتح آفاق أوسع في مختلف المجالات من خلال إقامة العلاقات المباشرة بين الناس ومشكلة قلة وجود العلاقات المباشرة هي من أكبر المعوقات في النمو المستمر للعلاقات الثنائية الروسية السعودية.
وعن أرقام التبادل التجاري البيني صرح: حجم التبادل التجاري بين روسيا والسعودية ارتفع من 5.669 مليار ريال في عام 2012 إلى 6.491 مليار ريال في عام 2013، بينما بلغت قيمة الواردات 6.34 مليار ريال وفي الوقت نفسه انخفض مستوى الصادرات إلى 143 مليون ريال وذلك على الرغم من أنه يوجد التقدم الإيجابي جزئيا لا يتانسب مع الإمكانات الاقتصادية لبلدينا.
وحول السلع التجارية بين الجانبين ذكر: تتركز واردات المملكة من روسيا بالدرجة الأولى على المواد الخام وهي قضبان الحديد والمزروعات من الحبوب وقضبان النحاس المصقول والأنابيب ومعدات الحفر، إضافة إلى المنتجات المعدنية شبه الجاهزة وتصدر المملكة إلى روسيا المنتجات البتروكيماوية (الأصباغ) والتمور، وتحتل روسيا المرتبة الـ 25 من ناحية الصادرات إلى السعودية في قائمة شركاء المملكة التجاريين.
جاء ذلك خلال حوار أجرته معه صحيفة الاقتصادية السعودية ونشرته أمس الخميس.
يذكر أن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قد دعا أثناء زيارته إلى المملكة في شهر حزيران (يونيو) 2014، السعوديين إلى زيارة روسيا. ونحن نشجع عدد السياح السعوديين الأكثر إلى روسيا. ويمكنهم القيام بكثير من أنواع السياحة، على سبيل المثال زيارة معالم المدن الروسية والمتاحف المتعددة والمشاركة في المعارض المختلفة إضافة إلى تنظيم الرحلات الخاصة إلى قرى روسية، حيث يمكن التعرف على حياة السكان الروس التقليدية.
أرسل تعليقك