اتفاق تونس على قرض صندوق النقد خطوة على طريق الإصلاح الاقتصادي
آخر تحديث GMT19:33:19
 العرب اليوم -

اتفاق تونس على قرض صندوق النقد خطوة على طريق الإصلاح الاقتصادي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اتفاق تونس على قرض صندوق النقد خطوة على طريق الإصلاح الاقتصادي

الحكومة التونسية
تونس_ العرب اليوم

جاء إعلان الحكومة التونسية أمس السبت، عن التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي على مستوى الخبراء، للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار لمدة 48 شهرا، ليطرح العديد من التساؤلات حول جدوى هذا القرض في إنعاش الاقتصاد واستعادة مسار النمو في تونس.

وتباينت آراء الخبراء الاقتصاديين حول هذا الاتفاق، فمنهم من يراه بداية جيدة وفرصة مواتية لإطلاق عملية إصلاح اقتصادي خلال الفترة المقبلة، ومنهم من يرى أنه جاء دون المأمول والمتوقع.

ويرى وزير المالية والاقتصاد التونسي الأسبق حكيم بن حمودة- في تصريح لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تونس- أن الاتفاق في مجمله خطوة جيدة، خاصة أن الحكومة التونسية ظلت لأكثر من عامين تسعى للحصول على هذا القرض، مضيفا أن موافقة صندوق النقد على مستوى الخبراء، ستصل بلا شك بتونس للحصول على الموافقة النهائية على القرض من قبل المجلس التنفيذي للصندوق، ولن تكون هناك مشكلات في هذا الأمر.

وقال ابن حمودة إنه رغم أهمية وإيجابية هذه الخطوة، إلا أن الحكومة التونسية ستواجه تحديين مهمين، الأول وهو أن قيمة هذا القرض وهي 1.9 مليار دولار، غير كافية لتمويل عجز الموازنة العامة للدولة لعام 2022، والتي تقدر بـ19.9 مليار دينار، ولم تتمكن الحكومة حتى الآن سوى من توفير حوالي 5 مليارات دينار فقط، وهو ما يتطلب ضرورة التوصل وبسرعة لاتفاقات مع جهات دولية مانحة آخرى، مثل البنك الدولي أو البنك الأوروبي أو البنك الإسلامي أو البنك الإفريقي، للحصول على تمويلات إضافية لسد عجز الموازنة لهذا العام.(الدولار الأمريكي يساوي 3.26 دينار تونسي).

وتابع أن الحكومة التونسية ملزمة بتوفير ما يقرب من 4.5 مليار دولار لسد عجز الموازنة العامة قبل نهاية العام الحالي، ولذلك بات التحرك نحو الجهات الأخرى أو الدول الصديقة لتونس للحصول على تمويلات إضافية، أمرا حتميا وضروريا.

وأضاف ابن حمودة أن التحدي الثاني يتمثل في مدى قدرة الحكومة على تطبيق اشتراطات صندوق النقد الدولي، وكيفية تنفيذها على أرض الواقع، وهو ما قد يثير العديد من الإشكاليات خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أنه رغم هذه المخاوف إلا أن الاتفاق في مجمله يعد خطوة إيجابية وجيدة للحد من الضغط على الميزانية العامة للدولة.

ويتفق الدكتور عزالدين سعيدان الخبير الاقتصادي والمالي مع ما طرحه وزير الاقتصاد والمالية التونسي الأسبق، معتبرا أن الاتفاق يمثل فرصة جيدة لدفع عجلة الاقتصاد التونسي حال أحُسن استغلاله، وربما يمثل بداية حقيقية لمرحلة إصلاح اقتصادي يترقبها التونسيون منذ سنوات طويلة.

وأضاف سعيدان- في تصريح لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تونس- أن قرض صندوق النقد الدولي، سيفتح المجال أمام الدولة التونسية للحصول على تمويلات إضافية من بعض الدول الأخرى على المستوى الثنائي، مما يعيد حالة الثقة من جديد في الاقتصاد التونسي، خاصة بعدما تراجع التصنيف الائتماني لتونس خلال السنوات القليلة الماضية، مشددا على ضرورة القيام بإصلاحات اقتصادية عاجلة، حتى يتسنى للحكومة الحصول على قروض أخرى لمدة كافية وبشروط مقبولة.

ومن جانبها، ترى الدكتورة سامية زوالي الخبيرة الاقتصادية، أن قيمة القرض وهي 1.9 مليار دولار، جاءت دون المأمول ودون المتوقع، حيث كانت الحكومة التونسية تخطط للحصول على 4 مليارات دولار.

وقالت زوالي، إن هذا القرض لن يكون كافياً لحل جميع المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد التونسي، مشددة على ضرورة عمل السلطات التونسية على إيجاد حلول شاملة في أقرب وقت ممكن.

وتوقعت زوالي أن يتم توجيه هذا القرض لسد نفقات الأجور وخدمة الديون الداخلية والخارجية، وتسديد فواتير النفط والوقود المتأخرة، ولكن لا ننتظر أن يتم توجيه هذا القرض للاستثمارات، خاصة أن تونس تشهد في الوقت الحالي ارتفاعاً في نسبة التضخم وصلت في شهر سبتمبر الماضي إلى 9.1%، بعد أن كانت 8.6% خلال شهر أغسطس الماضي.

وكانت وزيرة المالية التونسية سهام البوغديري، قد قالت إن التوصل لهذا الاتفاق سيمكن من استعادة الاستقرار على المستوى الاقتصادي والمالي للدولة التونسية، ويعد مؤشرا جيدا بالنسبة للمانحين الدوليين.

وأعلنت الحكومة التونسية، أمس، التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء بصندوق النقد الدولي، للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار لمدة أربع سنوات، فيما يظل الاتفاق النهائي مرتبطا بموافقة المجلس التنفيذي للصندوق، والذي من المقرر أن يناقش طلب تونس في شهر ديسمبر القادم.

وأعلن الصندوق، في وقت سابق، أن هذا الاتفاق يندرج ضمن آلية "صندوق التسهيل الممدد"، والتي تهدف إلى استعادة الاستقرار على مستوى الاقتصاد الكلي وتعزيز الأمن الاجتماعي، وتكثيف الإصلاحات لإرساء مناخ ملائم لتحقيق النمو الشامل وفرص العمل المستدامة.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

رئيس الحكومة التونسية الأسبق يعلن براءته في قضية "تضارب المصالح"

 

خلافات بين الحكومة التونسية و«اتحاد الشغل» حول الإصلاحات الاقتصادية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق تونس على قرض صندوق النقد خطوة على طريق الإصلاح الاقتصادي اتفاق تونس على قرض صندوق النقد خطوة على طريق الإصلاح الاقتصادي



GMT 05:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 03:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولي خصص 300 مليون دولار لدعم السودان

GMT 04:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 العرب اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما
 العرب اليوم - هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab