شح الوقود يفاقم مآسي الحرب في السودان
آخر تحديث GMT11:51:09
 العرب اليوم -

شح الوقود يفاقم مآسي الحرب في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شح الوقود يفاقم مآسي الحرب في السودان

الوقود
الخرطوم - العرب اليوم

يعيش السودان على وقع أزمة حادة في المواد البترولية، وتعطلت الحياة بشكل لافت خاصة في الأقاليم التي تشهد استقرار نسبي، بينما وصلت أسعار البنزين والجازولين وغاز الطهي إلى أسعار خرافية في السوق السوداء.

وبلغ سعر غالون البنزين سعة 4 لترات الى 30 ألف جنيه نحو 50 دولارا في السوق السوداء بولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وسط السودان، وتتضاعف أسعاره في العاصمة الخرطوم ومع ذلك يصعب الحصول عليه.

ويقول مصدر في وزارة النفط السودانية إن سبب الأزمة يعود الى تراجع الإنتاج في مصفاة "الجيلي" الرئيسية بالبلاد والواقعة شمالي العاصمة الخرطوم والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ويشير الى أن المصفاة أصبح يعمل بأقل من 15 بالمئة من طاقته الإنتاجية وهو ما زاد من حجم الفجوة، بينما لم تتمكن الدولة من استيراد المواد البترولية من الخارج لتغطية الحاجة من الاستهلاك المحلي نسبة لعدم وجود موارد في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد.

تعطل الحركة

وقبل اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، كان مصفاة الجيلي تغطي نحو 75 بالمئة من استهلاك السودان من البنزين وحوالي 50 بالمئة من الجازولين ويتم تغطية العجز عن طريق الاستيراد من الخارج، وفق تقديرات رسمية.

وفي مدينة ود مدني التي تضم مئات الالاف من النازحين، أعاق شح الوقود حركة النقل وارتفع سعر تذكرة المواصلات الداخلية وأجرة التاكسي، وهو ما ألقى بأعباء جديدة على سكانها.

ويقول صلاح الزين، أحد سائقي المركبات في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة  "هناك شح كبير في الوقود حيث تصل الى محطات الخدمة كميات محدودة من المواد البترولية من وقت لآخر ونضطر للوقوف في الصفوف لعدة أيام للحصول على بضع لترات".

ويضيف: "نضطر الى الذهاب للسوق السوداء لشراء جالون البنزين بمبالغ طائلة تصل 30 ألف جنيه، وهو ما يعرضنا الى خسائر كبيرة لأن الزبائن وضعهم المالي سيئ فغالبيتهم نازحي حرب ولن يتمكنوا من دفع أجرة بمبالغ كبيرة".

وخلال شهر سبتمبر الجاري نفذت ولايات كسلا، الجزيرة، سنار زيادات على أسعار الوقود في محطات الخدمة بلغ سعر الغالون 5800 جنيه، لكن الكميات المحدودة التي تصل من المواد البترولية يتسرب جزء منها الى السوق السوداء وتباع بأسعار غالية.

ولم يختلف الوضع كثيرا في ولاية سنار عن "الجزيرة". ويقول عباس الهادي سائق مركبة من المنطقة لموقع "سكاي نيوز عربية" "ظللنا لأكثر من أسبوعين في انتظار الوقود، حيث وصلت شحنة واحدة "تانكر" سعته حوالي 5 آلاف جالون ونفدت خلال ساعات معدودة، وتمكن قلة من تعبئة سياراتهم".

ويشير الى أنه يعتمد بشكل كلي في معاشه على سيارته التي يعمل بها في احدى خطوط النقل العام بولاية سنار، ووجد نفسه أمام توقف اجباري عن العمل بسبب انعدام الوقود.

توقف الاتصالات

وفي إقليم دارفور غربي السودان، تسبب انعدام الوقود في تذبذب شبكات الاتصالات والإنترنت حيث تعمل محطات الربط الشبكي بمولدات كهربائية احتياطية تعمل بالجازولين وذلك حسبما نقله الصحفي المقيم بمدينة الضعين محمد صالح البشر.

ويقول صالح "يعيش السكان معاناة كبيرة في التواصل حيث انقطعت الاتصالات عن مناطق واسعة بإقليم دارفور، وكل ذلك بسبب انعدام الوقود، والذي أيضا عطل حركة المواطنين بالمركبات".

أما العاصمة الخرطوم التي تحتدم فيها معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، تشهد هذه الأيام انعدام كامل للبنزين والجازولين، وبالرغم من توقف كامل لحركة السيارات الخاصة هناك حاجة كبيرة للوقود لتشغيل مركبات نقل عام ودراجات نارين و"توك توك" يستغلها السكان في التنقل بالأحياء الطرفية.

ويقول ميرغني محمد، أحد سكان أم درمان : "نواجه معاناة كبيرة في الوصول الى الأسواق، فكنا نستغل التوكتوك، لكنه توقف بسبب انعدام الوقود، وصرنا نتنقل سيرا على الاقدام رغم المخاطر الأمنية الكبيرة وانتشار عصابات النهب، فربما كانت المركبات الجماعية توفر لنا قدر من الحماية".

ويضيف: "هناك أصحاب مركبات اضطروا للذهاب الى مدينة شندي التي تبعد أمدرمان شمالا بنحو 100 كلم بغرض الحصول على المواد البترولية، لكنهم مكثوا عدة أيام ولم يجدوا الوقود".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

روسيا تدرس فرض حظر مؤقت على تصدير الوقود بسبب العجز المحلي

أسعار الوقود تقفز بأعلى وتيرة في أكثر من عقدين في بريطانيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شح الوقود يفاقم مآسي الحرب في السودان شح الوقود يفاقم مآسي الحرب في السودان



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab