تعتزم مجموعة سعودية شراء أكبر متجر تجزئة إلكتروني لسلع الأطفال بالشرق الأوسط، في ظلّ نمو التجارة الإلكترونية بالمنطقة وتزايد المنافسة على هذا النشاط.فقد أعلنت "ممزورلد" (Mumzworld)، ومقرها دبي، اليوم الاثنين، أنها وقّعت على اتفاقية بيع مع مجموعة تامر، ومقرها جدّة، واصفة إياها بأنها أول "صفقة تجارة إلكترونية تقودها سيدات" في المنطقة. ولم يتم الكشف عن التفاصيل المالية للعملية.
ترى منى عطايا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، أن الصفقة ستزوّد "ممزورلد" بالموارد والشبكات "لكي تواصل تعزيز نموها" على الصعيدين الجغرافي وعروض المنتجات.
مُضيفةً في مقابلة: "شركتنا نشأت محلياً، ولهذا يُعتبر الاستحواذ عليها من قِبل شركة عملاقة، أي مجموعة تامر، خطوة استراتيجية مناسبة لنا".
منافسة شرسة
هذه الصفقة ستسهم بزيادة المنافسة في قطاع التجارة الإلكترونية بالمنطقة، المحتدمة أصلاً بين "أمازون دوت كوم" (Amazon.com) ومنافستها الإقليمية "نون دوت كوم" (Noon.com)، المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. في الوقت الذي يقوم فيه موقع منتجات الأطفال الهندي "فيرست كراي دوت كوم" (FirstCry.com) أيضاً بتوسيع تواجده في منطقة الشرق الأوسط، وقُدِّرت قيمة الشركة الهندية، التي يُعدُّ "سوفت بنك" (SoftBank) من أكبر مستثمريها، بنحو 2.1 مليار دولار خلال جولة تمويلية في وقت سابق من هذا العام.
تزايد انتشار تجار التجزئة الإلكترونية بمنطقة الشرق الأوسط في العقد الماضي، قبل توسع هذا النشاط بشكل كبير أثناء جائحة كورونا التي أجبرت الناس على البقاء في المنازل لحدٍّ كبير، وبالتالي الاعتماد على الإنترنت بشكلٍ متزايد للقيام بعمليات التسوّق.
لكن رغم الإمكانات الهائلة للنمو، إلاّ أن عوامل المنافسة الشرسة وضعف النمو الاقتصادي أدّت إلى تعثر العديد من شركات التجارة الإلكترونية الناشئة في الخليج، فلقد أغلقت كل من "سبري" (Sprii) لبيع منتجات الأطفال عبر الإنترنت، وشركة الأزياء الناشئة "ذا موديست" (The Modist)، مع أنها جمعت ملايين دولارات خلال جولات تمويل قامت بها. كما أعلنت منصة "أووك دوت كوم" (Awok.com)، ومقرها دبي، عن إغلاقها في العام الماضي.
سوق نامية
تُقدّر "ممزورلد" حجم سوق سلع الأطفال في الشرق الأوسط بأكثر من 10 مليارات دولار، كما تتوقع نمو التسوق الإلكتروني في هذا القطاع بحوالي 39% سنوياً، رغم بقاء نسبة اختراق الإنترنت من قِبل سكان المنطقة عند مستوى منخفض نسبياً تحت 10%.
هذا الأمر، إلى جانب الاندفاع نحو المزيد من التسوق الإلكتروني، تَعتبر عطايا أنه سيُعزّز نمو شركات التجارة الإلكترونية من أمثال "ممزورلد".
خلال جائحة كورونا، ارتفع الطلب على سلع الأطفال الأساسية "بشكل كبير"، وتعاملت الشركة بشكل جيد مع مشكلات سلسلة التوريد الناجمة عن تفشي الفيروس، بحسب عطايا، التي تشير أيضاً إلى أن معدلات المواليد المرتفعة في المنطقة ونسبة الشباب المرتفعة من السكان، سيضمنا النمو المستقبلي للشركات مثل "ممزورلد".
وتكشف عطايا أن الشركة استقطبت حتى الآن تمويلاً قدره 50 مليون دولار، لكنها لم تُفصح عمّا إذا كانت "ممزورلد" تحقق أرباحاً. وتُعدُّ أسواق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأهم بالنسبة الشركة، التي تعد مؤسسة رأس المال المخاطر "ومضة كابيتال" (Wamda Capital) إحدى مستثمريها.
بدورها، تُعتبر مجموعة تامر موزعاً إقليمياً كبيراً لمنتجات الرعاية الصحية، كما يشمل نشاطها المنتجات الاستهلاكية والتغذية والخدمات اللوجستية، وبلغت عائداتها السنوية حوالي 9.2 مليار ريال (2.5 مليار دولار).
تأسست "ممزورلد" عام 2011 من قِبل منى عطايا ولينا خليل، اللتان ستظلان "مساهمتان رئيسيتان"، وستحصلان على مقعدين في مجلس الإدارة. وتقدم الشركة للعملاء تشكيلة تضم 250 ألف منتج تابعة لـ5500 علامة تجارية.
قد يهمك ايضا:
غرفة دبي تعفي أعضاءها من رسوم العضوية المتأخرة
غرفة دبي تفتتح مكتبًا تمثيليًا في مومباي
أرسل تعليقك