مصر مشاريع البنك الدولي بعيدة عن أهدافها
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

مصر: مشاريع البنك الدولي بعيدة عن أهدافها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر: مشاريع البنك الدولي بعيدة عن أهدافها

القاهرة ـ وكالات

لم تحدث بلايين الدولارات المستثمرة في العمران ومشاريع البنية التحتية في مصر خلال سنوات طويلة، تغيراً كبيراً في المشهد العمراني الملتبس، ولم تصل ثمارها إلى معظم المصريين، باستثناء أقلية حظيت بخدمات متميزة. ونجم عنها استمرار نمو المدن والقرى بالجهود الذاتية غير الخاضعة لأي مقاييس أو معايير، والحال ذاتها هيمنت على العمران والبنية التحتية على مدى العقود الثلاثة الماضية. وعن تأثير مساندة البنك الدولي البيئة العمرانية في مصر، صدرت دراسة تقوّم إنجازات البنك وإخفاقاته، أملاً في أن تشهد الفترة المقبلة دفعاً قوياً لدوره في دعم هذا القطاع المهم والوثيق بشعار الثورة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، والذي عكس درجات متفاوتة من الحرمان في نقص المسكن والخدمات الأساس لفئة واسعة من الشعب. وعلى رغم أن قيمة محفظة البنك الدولي لمشاريع العمران تصل إلى 3.156 بليون دولار، أي ما يزيد على 80 في المئة من إجمالي قيمة مشاريع البنك الدولي في مصر والبالغة 3.945 بليون دولار، فإن أثرها لم يُلاحظ في المشهد العمراني في مصر، كما تُظهر الدراسة التقويمية التي أجرتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية حول «تأثير البنك الدولي على العمران في مصر». واعتبر معد الدراسة الباحث يحيى شوكت أن تأثير البنك الدولي، نظراً إلى أنه أبرز مقدمي الاستثمارات الضخمة في مشاريع البنية التحتية في الكهرباء والصرف الصحي والغاز الطبيعي والمواصلات وإسكان محدودي الدخل، لم يؤت ثماره. وذلك يُلاحظ في استمرار سوء أداء القطاعات التي حُرّرت ولكنها لم تقدم خدمات أفضل من القطاع العام. وأضاف: «يبدو أن الدولة هي المالك الوحيد والجهة المنظمة الوحيدة لمعظم عناصر قطاع العمران، إلا أن الملكية الحقيقية مقسمة بين الدولة والقطاع الخاص الرسمي وغير الرسمي». والمكونات الأخرى للعمران، من إسكان ومواصلات وإدارة المخلفات الصلبة والتي حُرّرت أيضاً، لا تختلف خدماتها كثيراً عن خدمات القطاع العام. وأشار التقويم إلى أن تنفيذ وثيقة إستراتيجية المساعدة القطرية بين البنك الدولي ومصر، بين عامي 2006 و2009 والتي مُدّدت إلى تموز (يوليو) الماضي، اتسم بغياب التمثيل الحقيقي والتشاور مع الجهات المعنية. ولفت شوكت إلى أن «مشاركة الأطراف المعنية اقتصر بدرجة ملحوظة على الحكومة المركزية ومن يتبعها من القطاع الخاص، وليس الأطراف الضالعين في المشاريع»، مشدّداً على أهمية مشاركة المجتمع المحلي في كل أطر تنمية السياسات والمشاريع، ومتوقعاً ألا تُسفر مشاريع البنك عن تحقيق مصالح المجتمعات المحلية قبل دمجها في المشاورات. ولاحظت الدراسة تفاوتاً كبيراً في درجات الاستثمار بين منطقة وأخرى. ففي وقت حظيت القاهرة الكبرى بالجزء الأكبر من الاستثمارات، تبقى محافظات أخرى، لا سيما في صعيد مصر، خارج إطار خدمة مشاريع العمران والبنية التحتية. ورأى شوكت أن القضايا المدرجة تحت اسم «خدمات حضرية للفقراء» لم تمثل إلا 22 في المئة من المشاريع المتعلقة بالعمران، كما أن تعريف البنك لـ «الفقير» الذي يحق له التمتع بهذه الخدمات بقي غامضاً. وعلى سبيل المثال، فإن مشروع التمويل العقاري لمحدودي الدخل، المقصود بهم الفقراء، لم تستفد منه سوى شرائح معينة من متوسطي ومحدودي الدخل ممن لا يمكن تصنيفهم في هذا الإطار. ولفت شوكت إلى موضوع إعادة التوطين غير الطوعي، وهي السياسة التي نجمت عن نصف المشاريع المتعلقة بالعمران والتي تصل نسبة الاستثمارات فيها إلى 63 في المئة من محفظة استثمارات البنك الدولي في العمران، وما يمثله ذلك من خطورة لجهة إقصاء السكان عن أراضيهم أو بيوتهم أو سبل معيشتهم كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة للمشروع. وعلى رغم أن البنك الدولي قوّم الآثار الناجمة عن إعادة التوطين، بالطفيفة جداً، فإن الدراسة اعتبرتها ضخمة على الأسر والمجتمعات المحلية. وطالب شوكت البنك الدولي والحكومة بموازنة كلفة إعادة التوطين مقارنة بحجم المنفعة العامة للمشروع. وخلصت الدراسة إلى أن البنك الدولي والحكومة فشلا في التعامل مع الحاجات الحقيقية للمواطنين في العمران ومجالات أخرى، ولكنها رأت «فرصة عظيمة» خلال الأشهر الـ18 المقبلة من الإستراتيجية الانتقالية الجديدة ليعمل كل من البنك والحكومة مع المواطنين والأطراف المعنية لإعداد خطة شاملة للعمران، ما من شأنه أن يُسفر عن رؤية عمرانية جديدة بعد الثورة تعكس حاجات المواطنين العمرانية الحقيقية. وقلل البنك من حجم الانتقادات الموجهة له في هذا الشأن، وأشار مستشاره للسياسات البيئية والاجتماعية للشرق الأوسط ماجد حامد، إلى ضرورة التقويم بناء على المشاهد والأدلة ونتائج المشاريع لا على وثيقة معينة، مع أهمية الاطلاع على الإستراتيجية الموقتة للبنك بين تموز 2012 وكانون الأول (ديسمبر) المقبل، والتي تعكس الوضع السائد في مصر بعد الثورة وتشير إلى اختلافها عن الجهود السابقة للبنك في مصر. وأوضح حامد أن الوثيقة الجديدة تتضمن توسيع قدرات الفئات المحرومة مثل النساء والشباب والفقراء، والمناطق الجغرافية المحرومة من خدمات البنية التحتية والتمويل والخدمات الاجتماعية. وأشار إلى أن البنك الدولي تجاوب مع المشهد السياسي الجديد في مصر والذي تطلب التعامل مع مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة المباشرة، ومنهم «قوى التغيير» مثل ممثلي المجتمع المدني وقيادات الرأي الشابة وأصحاب الأعمال الحرة، والمؤسسات الأكاديمية والجماعات النسائية والنقابات العمالية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر مشاريع البنك الدولي بعيدة عن أهدافها مصر مشاريع البنك الدولي بعيدة عن أهدافها



GMT 03:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولي خصص 300 مليون دولار لدعم السودان

GMT 04:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

GMT 04:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد الإمارات 4.1% في 2025

GMT 16:46 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس المصري يتحدث عن حل لتجاوز أزمة الدولار

GMT 04:46 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوصل لاتفاق مع الأردن يتيح 131 مليون دولار

GMT 16:00 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترفع سعر شراء القمح المحلي 10% للموسم الجديد

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab