الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي  سطر مسلح
آخر تحديث GMT14:22:19
 العرب اليوم -

الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي " سطر مسلح "

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي " سطر مسلح "

رواية محمود الشناوي " سطر مسلح "
القاهرة - العرب اليوم

عن دار بدائل للنشر والتوزيع تصدر قريبا رواية " سطر مسلح " للكاتب الصحفي محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، حيث يتصدي في هذا العمل الادبي للتطرف بكافة صوره ( الفكري والطائفي والديني والاجتماعي ) ويضعه في مرمى نيران القلم ، لكنه هذه المرة يصوغ أفكاره من خلال لون أدبي شديد التفاعل مع معطيات الواقع .

ويحاول الكاتب خلال هذه الرواية تقديم صورة اخرى لدور الكاتب والاعلامي في الحرب ضد الفساد والخيانة ، عبر سلاح الكلمة التي تشكل سطورا وصفحات كاشفة ، لمحاربة الأفكار الشاذة والضالة وأصحابها من مجموعات المصالح وعصابات الشر، والتأكيد على أن كرامة الوطن ومستقبله لا يقبلان المساومة أو التخاذل ، فالحرب والتضحية لنصرة الوطن أمور لا تقبل النقاش ، والوقوف في صف الوطن فريضة لا يمكن تجاوزها أو القفز على حتميتها .

من " باب الخروج " حتى باب الفرج " تمضي رواية "سطر مسلح " عبر 21 بابا لترسم وترصد تفاصيل دقيقة شديدة الخصوصية لمجتمع عصفت به تغييرات سياسية واجتماعية في أعقاب أحداث 25 يناير ،حيث تسير الأحداث عبر شخصيتين رئيسيتين تمثلان نموذجين متناقضين رغم أرضية النشأة المشتركة في مجتمع فقير تضمه بلدة ساحلية بعيدة عن أضواء المدن الكبرى .

فيوسف ،وهو الشخصية الرئيسية في الرواية ،صحفي وإعلامي استطاع التغلب على مرارات الأيام وصنع من إنكسارات الميلاد نجاحا كبيرا ، مكنه من احتلال مكانة مرموقة في مهنة الصحافة ، اما الشخصية الاخرى فهي دنيا ..فتاة الغواية التي استجابت لظروف نشأتها وسط أسرة مفككة وخاضت في وحل البؤس ،حتى تعانقت مع نور " يوسف " الذي كان هناك من يخطط لإطفائه ، حتى يبقى مجتمعه غافلا وسط ركام الفساد المستتر بمظاهر التدين الشكلي الذي أجاد تنظيم الإخوان في نصرة عناصره .

وترصد أحداث الرواية رحلة "يوسف" العائد من مهمة انتحارية لتغطية أحداث الفتنة الطائفية بالعراق استمرت أربعة أعوام ،ليواجه مجتمعا يبدو جديدا عليه ، مجتمعا شكلته أحداث جسام لم تكن وقائع 25 يناير بداية لها وانما حلقة في سلسلة ممتدة ترمي إلى تغيير وجه المنطقة بالكامل ، أدرك يوسف خلال مهمته بالعراق طبيعتها ، بعد أن سمع من " ملا كاظم" أحد قادة تنظيم "دولة العراق الإسلامية" بعد أن انقلب على التنظيم كلاما يؤكد ذلك ، فقد أحرقوا نهر دجلة بالعراق وسوف يحاولون إحراق نهر النيل " لقد شغلونا بالدم وسوف يشغلونكم بالهم .. خدعونا بالجهاد ضد الصليبيين وسيخدعونكم بالشعارات الرنانة ، الديمقراطية ، الحرية ، العدالة الاجتماعية "

أما شخصية "دنيا " فإنها تكشف كل نقائص المجتمع البعيد المنعزل ، لترسم خيوطا قاتمة لتناقضات الواقع المؤلم الغارق في الملذات والمتعة الحرام ، مجتمع لم يكن ينقصه إلا من يمنحه الغطاء الشرعي والسلطة النافذة ويقدم له الفتاوى المعلبة والمبررات الجاهزة ليمضي في غيّه غير عابئ بكل المنظومات القيمية التي استقرت منذ آلاف السنين، فيما يكتفي باقي المجتمع باجتزاء الأحداث ليصوغ منها حكايات سمر للتسلية وقتل الوقت الذي لا يمر ، دون أن يحرك هؤلاء ساكنا لتغيير واقعهم أو تبييض صورته شديدة السواد .

الرواية فضلا عن كونها عملا أدبيا ،فإنها تتضمن رصدا لأحداث سياسية كبرى شهدتها البلاد في السنوات القليلة الماضية،ربما كان أبرزها مجريات ثورة 30 يونيو التي وضعت حدا لمخططات وتحالفات الاخوان للذهاب بالوطن بعيدا عن مساره الحضاري والتاريخي ،ولترسم معالم جديدة لمستقبل جديد تستحقه مصر. ففي ظل هذه الأجواء المشحونة عاد يوسف صاعداً سلم الأمل في أن تنتهي تلك الحقبة البائسة في تاريخ مصر ويعود الشعب متحداً متفرداً منتصراً، حائط صد ضد كل المؤامرات .

وتكشف رواية " سطر مسلح " أن ثورة 30 يونيو لم تكن بداية جديدة لمصر سياسيا وأمنيا فقط ، بل كانت ثورة كاشفة لبداية تحولات جديدة في المجتمع أسقطها الشناوي على مصير بطلة الرواية دنيا " فتاة الغواية " التي عادت إلى طريق الحق وأدركت قيمة النور 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي  سطر مسلح الحب والحرب والثورة في رواية محمود الشناوي  سطر مسلح



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab