عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع
آخر تحديث GMT04:09:06
 العرب اليوم -

عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع

تمثال حابى
القاهرة ـ العرب اليوم

قال الباحث الأثرى أحمد عامر، إنه على مر العصور الفرعونية قدس المصريين القدماء نهر النيل واعتبروه شريان الحياة والخير لهم، وكان المصريين القدماء فى شهر أغسطس من كل عام يقومون بإهدائه الأضاحى بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من ذلك زيادة خصوبة النيل وانتشار الرخاء وكثرة الزرع واهباً الحياة والأمل للأرض، وفى قديم الزمان كان هناك ملكاً عادلاً يبحث دائماً على مصالح رعاياه ولا يتخذ أمراً ما إلا إذا كان فى ذلك مصلحةً لهم، ومع مرور الزمن أتى عاماً لم يقم نهر النيل فيه بالفيض وحل القحط على جميع ربوع مصر، وعلى إثر ذلك قام الملك باستدعاء كبير الكهنة لعل يجد حل لهذا الأمر، وبالفعل قام الكاهن بإخبار الملك أن النيل غاضب ويريد الزواج من فتاه ذات جمال بالإضافة أن تكون بكراً، وعقب ذلك أمر الملك أن يذاع هذا الأمر فى جميع مدن مصر أنه على كل فتاه تريد أن تتزوج بالإله "حابى" إله النيل وجالب الفيضان أن تتقدم فى احتفالا سوف يقام لهذه المناسبة وأنه سوف يتم اختيار أجمل عروس لتُزف إليه، وكان الكاهن الأكبر يقوم باختيار أجمل فتاه بينهم وبعد انتهاء مراسم الاحتفال تقوم العروسه بإلقاء نفسها فى النيل، ومع الوقت تم استبدال الفتاه الحيه بدمية خشبية جميلة وينصبون الاحتفالات ثم يرمونها فى النهر العظيم كشعيرة بديلة عن إلقاء الفتاة الحية ومن هنا سُميت أسطورة "عروس النيل".

وأشار "عامر"، إلى أنه على الرغم من حقيقة "عروس النيل" تنوعت وتضاربت الأقوال حولها فنجد أنها لا تتعدى روايةً نسجها خيال المصرى القديم المبدع من أجل إعلاء مكانةً النيل وما له من آثر بالغ فى نفوس المصريين، وورد عن لسان أحد الباحثين أنها قصة "عروس النيل" ليس لها أساس تاريخى ولم ترد غير التى حكاها "بلوتراك" والتى تقول إن "إيجيبتوس" ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلت بالبلاد فأشار الكهنة بإلقاء ابنته فى النيل ففعل ثم ألم به ندم شديد فألقى نفسه فى النيل فهلك مثلما هلكت، ومن هنا ظلت حكاية إهداء عروس للنيل كل عام فى عيد وفاء النيل راسخة، واستمرت عادة إلقاء دمية خشبية على شكل فتاة آدمية بدلاً من الفتاة الآدمية التى كانت تزف إلى النيل جزءاً من مراسم الاحتفال حتى الآن، وخرج علينا أحد الباحثين الفرنسيين ويُدعى "بول لانجيه" حيث قال أن المصريين القدماء كانوا لا يلقون فتاة فى النيل ولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع "ألاكم" وهذا النوع من السمك قريب الشبه جداً من الإنسان ويصفه بعض العلماء بأنه "إنسان البحر" حيث تتميز أنثاه بأن لها شعراً كثيفاً فوق ظهرها ولما ما يشبه أرداف المرأة أما عن وجهها فهى أقرب إلى "كلب البحر" وعندما تسبح فوق الماء تتمايل كأنها راقصة وكان المصريون القدماء يزينون سمكة "ألاطم" بألوان زاهية ويتوجون رأسها بعقود الورد والزهور ثم يزفونها إلى النيل فى عيد وفائه.

وتابع "عامر"، أن النقوش فى المعابد المصرية والبرديات التى عدّدت مظاهر الحياة والتقاليد والعبادات لم تذكر حكاية "عروس النيل" ولو كانت هذه حكاية حقيقة لما كانت النقوش أغفلتها، وبالرغم من ذلك فقد عاشت أسطورة "عروس النيل" فى وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانين والسينما ومازالت حتى الآن كتباً كثيرة تردّدها كواقع لكن الحضارة المصرية بأصالتها وعمقها، تؤكد كل يوم وعيها وتحضّره فظلت مصر تحتفى بالنيل العظيم وظلت تناجيه فى أناشيدها المقدسة ولكنها أيضاً قدست الإنسان والإنسانية فلم تضحّ بروح إنسان من أجل فيضان النهر الخالد، ولكن الثابت أيضاً أن نهر النيل قد حظى بما لم يحظ به نهر آخر على ظهر الأرض فهو جزء لا يتجزأ من تاريخ هذا البلد وحضارته، ومن هنا نودّ أن حكاية "عروس النيل" نالت من الخيال ما لم تناله فى الواقع فلم يكن المصرى القديم يُقدم الأضاحى البشرية ولم يعرف ذلك أبدا، وعليه فإن الأضاحى أينما وجدت تكون حيوانية أو رمزية فقط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع عروس النيل رواية نسجها خيال المصرى القديم المبدع



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab