المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح
آخر تحديث GMT07:23:25
 العرب اليوم -

المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح

كتاب سؤال التسامح
بيروت _ العرب اليوم

يصدر عن دار «ثقافة» للنشر والتوزيع، قريباً، كتاب «سؤال التسامح: مدخل لبناء نسق إنساني حضاري» للدكتور محمد بشاري، وهو مكون من سبعة فصول: البناء المفاهيمي والدلالي، التسامح بمنظور أعلام وفلاسفة المسلمين، التسامح بين المدارس الفلسفية والمرجعيات الدينية، التسامح في المواثيق الأممية والقانون الدولي، تعزيز قيم التسامح «مبادرات عربية وإسلامية»، والأخلاق مادة الإنسان الأولى، و«نحو عالم متسامح». وهذا النسق يستخرجه المؤلف من المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح وينطلق منها لبناء مقاربته القيمية لمبادئ التسامح والتعايش، والفلسفات والتشريعات التي تناولتهما على مر العصور؛ ثم يقوم برفدها بأفكار حية ومبتكرة سوف تشكل قيمة مضافة على ما سبق أن تناوله المفكرون.


كتب مقدمة الكتاب د. الدكتور رضوان السيد، وجاء فيها: «السماحة في اللغة والتقاليد العربية والإسلامية تعني كرم النفس وكرم اليد، والتعامل الحسن والمنفتح مع الناس. وفي السيرة النبوية وصفٌ له عليه الصلاة والسلام أنه كان سمحاً إذا باعَ، سمحاً إذا اشترى. بل إن الدين الإبراهيمي كله سمتُه أنه حنيفية سمحاء، أي أنه يُسْرٌ لا عُسْر فيه، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: الدين يُسْر ولن يُشاد الدينَ أحدٌ إلا غلبه. ونصح الأئمة والدعاة بقوله: يسروا ولا تُعسروا، وبشروا ولا تنفروا.


بيد أن مقولة التسامح في الأزمنة الحديثة لها أُصول أُخرى، تتعلق بالصراع الديني الأوروبي بين الكاثوليك والبروتستانت في القرنين السادس عشر، والسابع عشر. ولهذا وبعد منتصف القرن السابع عشر ظهرت كتاباتٌ كثيرة تدعو إلى التسامح في الدين، وإلى مدنية الحكم. وأشهر من كتب في ذلك الفيلسوف جون لوك (1632 - 1704)، كتب رسالة في التسامح (1689) ورسالتين في الحكم المدني (1689).في سبعينات القرن التاسع عشر عرف المثقفون العرب كتابات جون لوك مترجَمة إلى الفرنسية. وقد استخدموا مصطلح «الحكم المدني»، (Civil)، لأن الفارابي (339هـ/950م) كان قد استخدمه في مؤلفاته مراراً (فصول في المدني، والسياسة المدنية). لكنهم ما استخدموا مفرد التسامح في الترجمة لمصطلح Tolerance مع أنهم كانوا يعرفون معناه جيداً أو لأنهم كانوا يعرفون، بل استخدموا مفرد التساهل (أديب إسحاق: 1874). فالمعنى الدقيق لـTolerance يعني التحمل على مشقة ومعاناة. فأنت أيها الكاثوليكي أو البروتستانتي يمكن أن تكون على حقٍ في الدين أو الاعتقاد، لكن ليس من حقك إثارة حربٍ على المختلف معك في الدين أو في الاعتقاد بداعي حصرية الحقيقة التي تؤمن بها. لا بد أن تتحمل الاختلاف حتى لو كان ذلك شاقاً عليك، أو ستظل الحروب الدينية ناشبة حتى يتفانى الناس، ويهلك الدين المسيحي كله!


بعد أربعين أو خمسين سنة من معرفة كتاباَي جون لوك وكتب فرنسية أُخرى، بدأ المثقفون العرب يستخدمون مفرد التسامح بدلاً من التساهل (ضد التشدد والتعصب). وقد كان ذلك أمراً صائباً، لأنه خُلُقٌ عربي أصيل، ولا مشقة لدى العربي والمسلم في الاعتراف بالاختلاف الديني أو الاجتماعي أو السياسي، كما يطلب الدين، وكما يطلب الخُلُق العربي الأصيل. وبخاصة أنه في أواخر القرن التاسع عشر تطورت مقولة التسامح في الغرب الأوروبي والأميركي لتصبح مقولة شاملة في الاختلاف والاعتراف وسواء أكان الاختلاف دينياً أو سياسياً أو ثقافياً. لقد صار التسامح جزءاً من ثقافة الديمقراطية الليبرالية».

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

كتب مصرية تنافس فى القوائم القصيرة لـ جائزة الشيخ زايد

300 إصدار من معهد الشارقة للتراث إهداء لمكتبة بيت الحكمة

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab