النهوض باللغة العربية والتمكين لها للدكتور محمود السيد
آخر تحديث GMT18:25:54
 العرب اليوم -

"النهوض باللغة العربية والتمكين لها" للدكتور محمود السيد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "النهوض باللغة العربية والتمكين لها" للدكتور محمود السيد

دمشق ـ وكالات

كتاب النهوض باللغة العربية والتمكين لها للدكتور الباحث محمود أحمد السيد يقدم منظومة ثقافية في الكثير من الأدوات التي يمكن استخدامها في الدفاع عن لغتنا العربية بعد توضيح ما يقوم به المتآمرون على لغتنا وحضارتنا. ويرى السيد في كتابه ان اللغة هي هوية المرء وهوية الأمة التي ينتسب إليها وهي محور المنظومة الثقافية المتجذرة والأصيلة بلا منازع وإذا فقد شعب لغته الأم فان ذلك سوف يؤدي لا محالة إلى طمس ذاتيته الثقافية وفقدانه هويته المميزة لأن اللغة جنسية من لا جنسية له وإنها وطن ومن فقد لغته فقد وطنه. ويوضح السيد أن مفهوم الهوية وثيق الصلة دائماً بأصل الشخص وجذوره وبالوشائج التي تربطه بالآخرين وتتكون هويته الشخصية والاجتماعية والثقافية من خلال الانتماء والارتباط بالآخرين عبر سيرورة مستمرة أداتها في ذلك مختلف العناصر الثقافية من معارف ومعتقدات وأخلاق وأعراف وعادات يكتسبها الطفل من خلال التنشئة الاجتماعية التي تؤدي فيها اللغة الأم دور الناقل والحامل في الوقت نفسه فهي معين ثقافته وأداة تفكيرها. ويبين السيد أن اللغة العربية الفصيحة هي لغتنا الأم لأنها توحد بين أبناء الأمة شأن الأم التي توحد بين أبنائها وتحنو عليهم وتشملهم برعايتها وعنايتها حباً وعطفاً واهتماماً حيث تعتبر اللغة أداة تفكير وتأمل ووسيلة للتعبير عن مشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا وهي سبيل للتفاهم والتواصل مع أبناء مجتمعنا. ويلفت السيد في كتابه الى أن اللغة هي أساس قوميتنا والرابطة التي تجمع بين أبناء أمتنا توحد بينهم فكراً ونزوعاً وأداء ورؤى ومشاعر وآلاماً وآمالاً وتاريخاً وحاضراً ومستقبلاً مبيناً دور القرآن الكريم في ذلك. وفي الكتاب يقول السيد إن الهوية تتضمن الانتماء إذ إن الحاجة إلى الهوية لا تنفصل عن حاجة الإنسان إلى الانتماء فالانتماء صفة أصيلة للهوية لأنه يبرز الهوية الكامنة في النفوس وإذا تلاشت الهوية تلاشى الانتماء وهويتنا العربية هي انتماء إلى لغتنا العربية التي لها الدور الأكبر في حمل هذه الهوية وتبيان طابعها. ويتابع السيد أن لغتنا العربية أسهمت في مسيرة الحضارة البشرية أيما إسهام فكانت لغة العلم الثقافة وطوعت الثقافات القديمة لها ثم أبدعت وابتكرت وقدمت خلاصة تجاربها إلى العالم في مختلف ميادين المعرفة فالحفاظ عليها أداء للتعبير الثقافي والتواصل الحضاري لأنها معيار تنشئة الإنسان ونمو سلوكه. ويدعو الباحث في كتابه للوقوف أمام التحديات التي تواجه لغتنا الأم متمثلة في العامية المستشرية والتي تفرق بين أبناء الأمة وبين أبناء القطر الواحد إضافة إلى هيمنة اللغات الأجنبية واستعمالها على حساب لغتنا الأم وهذا الأمر يؤدي إلى تهميش العربية الفصيحة وتقهقرها وفي التقهقر الاندثار والزوال. ويضيف الباحث أن الحفاظ على اللغة لا يعني عدم الانفتاح لأن في هذا الانفتاح إغناء لثقافتنا دون أن يعني ذلك التفريط باللغة الأم وإنما يعني الانفتاح الايجابي فاللغة العربية تتغذى من الموروث الثقافي عميق الجذور في تاريخنا العربي وبالإسهامات الثقافية الأخرى التي تفرضها طبيعة العصر حيث يجب العمل على استيعابها وإعادة صياغتها يما يتلاءم مع ثقافتنا العربية الأصيلة. ويكشف الباحث أن المنظمة الدولية للتربية العلوم والثقافة اليونسكو تدعو جميع الدول الأعضاء فيها إلى الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم في 21 شباط من كل عام فإن ذلك يجيء من أهمية اللغة الأم من حيث إنها مقوم أساسي لهوية الأفراد والجماعات وعامل هام في تحقيق التنمية المستدامة لأنها السبيل إلى مكافحة الأمية وتحقيق غايات التربية للجميع صغاراً وكباراً والتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ويؤكد السيد أن الطفل الذي ينشأ في أحضان لغة سليمة وينهل من معينها الثر معرفته وقيمه واتجاهاته التي تشكل شخصيته ومقوماته الفكرية والوجدانية والثقافية تتكون لديه قناعة تامة بقيمة لغته ومكانتها بين اللغات العالمية الأخرى ما يجعله يعتز بها ويحافظ عليها بالممارسة والاستعمال المناسب فتبقى لديه أداة حقيقية للتعبير الثقافي والتواصل الحضاري. أما التحديات التي تواجه اللغة العربية فعلى الصعيد الخارجي يمكن ان نرى ان ما ينشر باللغة العربية على الشابكة /الإنترنت/ أغلبه مكتوب بالانكليزية إضافة إلى عدم اعتماد مواصفات محارف اللغة العربية كما يوجد نقص رقمي على الشابكة وهي أشياء تعبر عن جزء من المنظومة المعدة لمحاربة اللغة العربية. وكما أن التحديات الداخلية التي تواجهها اللغة العربية تتجلى بالأمية التي تبلغ في الوطن العربي ما يقارب من مئة مليون أمي معظمهم من النساء إلى جانب الأخطاء الملوثة واللهجات المتنوعة والكلمات الأجنبية التي باتت تتسرب إلينا ما يستوجب وضع الخطط والسياسات اللغوية الرامية إلى العناية بلغتنا والمحافظة عليها وإتقان مهاراتها والارتقاء بها. يذكر أن الكتاب من منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق يقع في 263 من القطع الكبير. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النهوض باللغة العربية والتمكين لها للدكتور محمود السيد النهوض باللغة العربية والتمكين لها للدكتور محمود السيد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab