طرابلس -العرب اليوم
قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه يطلب «ممن يعتقدون أنه أخطأ في حقهم أو تعدى عليهم أن يصفحوا عما مضى ويسامحوا، لكون البشر يخطئون ويصيبون، مؤكداً أن بلاده «لن تستقر إلا بانتخاب رئيس وبرلمان»، يأتي ذلك وسط ترحيب محلي بنجاح إدارة القضايا الليبية في رفع الحجز، الذي أقامته شركة يونانية، عن ناقلة النفط «أنوار أفريقيا» المملوكة للشركة الليبية الوطنية العامة للنقل البحري.
ومن مسقط رأسه بمدينة مصراتة (غرباً)، دعا باشاغا - الذي فشلت حكومته في دخول العاصمة طرابلس، جميع الأطراف إلى خطاب تصالحي، من أجل بناء الدولة، مبشراً بأن بلاده التي عانت طويلاً بسبب الحروب والصراعات والانقسامات، ووجود حكومتين في الشرق والغرب، «مقبلة على مرحلة من الاستقرار».
وفي أمسية رمضانية عقب تناوله الإفطار مع زملائه بفوج «كشاف المحجوب» بمدينة مصراتة، قال باشاغا، إن افتقاد ليبيا إلى حكومة موحدة، تسبب في معاناة أكثر من مليوني مواطن تحت خط الفقر؛ لذا يجب على الجميع العمل من أجل عودة الاستقرار إلى البلاد.
وعاد باشاغا متحدثاً عن الفترة السابقة، وما سماه «مشروع بناء الدولة»، مؤكداً أن الأحداث التي شهدتها طرابلس خلال محاولة حكومته دخولها، وقعت نتيجة «عدم فهم، ما أدى إلى فوضى، وسقوط دماء»، ما تسبب في شقاق وخصوصاً في مصراتة، التي وصفها بأنها «مهمة بالنسبة لليبيا، وليبيا مهمة لها».
وقدم باشاغا، ما يشبه رداً على الذين لاموه لذهابه إلى بنغازي (شرقاً)، والتعاون مع المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، متابعاً: «اتجهنا بكل شجاعة إلى إخواننا في المنطقة الشرقية، ومددنا أيدينا، ليس عن ضعف، بل للبحث عن إقامة الدولة».
وكرر باشاغا، الدعوة للتغاضي عما حدث، وقال: «نمد يدنا للجميع»، مستعيناً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما فتح مكة، ومضى يقول: «نعتذر للناس الذين اعتقدوا أننا أخطأنا بحقهم، ونطلب السماح والمغفرة، ونتجه لبناء الدولة ومشروعنا هو مشروع دولة، وليس مشروع حكم».
وبشأن المبادرة الأممية لإجراء الانتخابات خلال العام الجاري، قال باشاغا، الذي مضى على تعيين حكومته 13 شهراً: «الآن هناك برنامج سياسي تقوده الأمم المتحدة لا بد أن ندعمه ليقود ليبيا إلى الاستقرار، وليبيا لن تستقر إلا بانتخاب رئيس وبرلمان»، مستطرداً: «أبشركم بحكم موقعي أن الاستقرار آتٍ في القريب العاجل، فليبيا اتجهت إلى التنمية والإصلاح، وهذا يتطلب منا للعفو والتسامح».
وفي غضون ذلك، قال الممثل الدائم لموسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سيرأس مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط في 25 أبريل (نيسان) المقبل.
وأضاف نيبينزيا، وفقاً لوكالة «تاس» الروسية، اليوم (الجمعة) أن المحادثات المزمعة، ستتطرق إلى الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا. وللعلم فإن وفداً برلمانياً ليبياً، التقى في موسكو خلال اليومين الماضيين، رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الدوما رئيس الحزب «الديمقراطي الليبرالي» ليونيد سلوتسكي، بحضور السفير الروسي لدى ليبيا، حيث تناول اللقاء الأوضاع السياسية في ليبيا.
وفي شأن آخر، أعلنت الإدارة الليبية للقضايا ولجنة المنازعات المنظورة في الخارج برئاسة المستشار أحمد بازامة، أنها نجحت في رفع الحجز عن الناقلة الليبية «أنوار أفريقيا» المملوكة للشركة الوطنية العامة للنقل البحري، وسط ترحيب في البلاد.
وأوضحت إدارة القضايا، في بيان، أن وقائع القضية ترجع إلى إقامة شركة «ريجيني» للإنشاءات اليونانية دعوى حجز على الدولة الليبية أمام القضاء اليوناني، بداعي وجود ديون عليها نظير مشروعات نفذتها في عهد النظام السابق، فوضعت يدها على الناقلة «أنوار أفريقيا» الليبية.
ونوهت إدارة القضايا بأنها نجحت من خلال هيئة دفاع ليبية في رفع الحجز عن الناقلة، ومن ثم أمرت المحكمة بإعادتها إلى ليبيا، فغادرت ميناء جيويتو دوري اليوناني.
وفي غضون ذلك، أعلنت رابطة ضحايا ترهونة، أنه جرى التعرف على هوية أربعة من ضحايا المقابر الجماعية بالمدينة، وتم تشييع جنازاتهم عقب صلاة الجمعة اليوم، وأوضحت أنه بعد مطابقة نتائج تحليل البصمة الوراثية (DNA) جرى التعرف على هوية المفقود عمر محمد أرحومة أبو القاسم المزوغي، من مواليد 1953، كانت ميليشيا «الكانيات» قد خطفته في منتصف سبتمبر (أيلول) عام 2019 من منزله، وغُيب قسراً حتى عُثر على جثمانه ضمن المقابر الجماعية بترهونة «موقع المكب».
وأَشارت الرابطة إلى أنه جرى التعرف أيضاً على مفقودين آخرين، وهم مختار الهادي مادي، من مواليد 1999، سبق أن خطفته ميليشيا «الكانيات» قبل قرابة ثلاثة أعوام من منطقة الزطارنة، ونُقلَ إلى سجن القضائية بترهونة، ثم غُيب قسراً حتى عُثر على جثمانه ضمن «المقابر الجماعية»، بالإضافة إلى التعرف على جثمان المفقود محمد الشطي، والمبروك خليفة ضو، اللذين كانا قد خطفتهما ميليشيات «الكانيات» أيضاً، وغيبتهما قسرياً حتى عثر على جثتيهما في «مقبرة جماعية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك