أول حكومة ليبية تعقد اجتماعها في درنة بعدما كانت معقلا للإرهابيين
آخر تحديث GMT13:20:30
 العرب اليوم -

أول حكومة ليبية تعقد اجتماعها في درنة بعدما كانت معقلا للإرهابيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أول حكومة ليبية تعقد اجتماعها في درنة بعدما كانت معقلا للإرهابيين

الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا
طرابلس _العرب اليوم

عقدت الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا اجتماعها الثاني، صباح اليوم الثلاثاء، بمدينة درنة الليبية، التي تقع في أقصى شرق البلاد، والتي كانت معقل أساسي لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي سيطر على المدينة بعد اندلاع ثورة فبراير/شباط 2011.
أطلق فتحي باشاغا خلال المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع الوزاري، مبادرة وطنية لتعزيز التوافق مع مختلف الأطراف والمكونات الليبية، وتهدف المبادرة لضرورة التواصل مع كل القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية لتحقيق التوافق.
وأشار باشاغا إلى ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا ومنع التدخل الأجنبي، وعدم اللجوء للعنف، واحترام الشرعية الليبية وما نتج عن الأجسام التشريعية، والعفو والمصالحة، ومحاربة الفساد.

سيطرة الحكومة
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي إدريس عبدالسلام لـ"سبوتنيك": "يظل هذا الاجتماع عادي وباستطاعة الحكومة عقد اجتماعها في أي مكان تراه مناسب، ولكن المهم هو أن تتواجد الحكومة في العاصمة طرابلس، لأن العمل من العاصمة يحمل دلالة كبيرة لسيطرة الحكومة على مفاصل الدولة، وعلى القرار السياسي فيها، وهذا لم يحدث بعد".
وأضاف أن "مبادرة باشاغا تصب في اتجاه التهدئة، وعدم الانزلاق في مسارات أخرى في ظل الصراع القائم بين الحكومتين، وفي ظل ما يشهده المشهد الليبي من تناقضات وتشتيت جهود، وبالتالي فإن المشهد متأزم بسبب التدخلات الدولية، التي تريد زيادة هذه التناقضات لحسابات سياسية كبيرة، في ظل غياب التوافق الليبي، وفي غياب الصوت الليبي الذي بإمكانه إجبار المجتمع الدولي والدول المتدخلة في ليبيا بالتوجه نحو الاستقرار والانتخابات من أجل فض هذه النزاعات التي يشهدها المجتمع الليبي".
مدينة درنة
تتميز مدينة درنة الساحلية بإطلالتها الجبلية الساحلية ومسطحاتها الخضراء وشلالها وجبالها ووديانها وطبيعتها الخلابة، وطيبة أهلها، التي مكنت التنظيم الإرهابي من السيطرة على المدينة، عانت المدينة من التهميش على مر كل الحكومات السابقة، وما زاد الأمر سوءا الدمار الكبير الذي لحق في المدينة في الحرب على الإرهاب.
درنة والتنظيمات الإرهابية
شكل تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة) إمارة وديوان للحسبة ومحكمة إسلامية، وطبق القصاص، على كل من يخالف تعليمات الإمارة والأمير والشريعة، مارس فيها التنظيم أبشع الجرائم من اغتيالات لأبرز الشخصيات العامة، "أعضاء للبرلمان، وقضاة المحاكم، وضباط الجيش والشرطة، والجنود، والإعلاميين، وبعض الساسة، فلقد قتل العشرات على أيدي هذا التنظيم، كما قطعت الايدي، والرؤوس في الساحات العامة".
لم يكن تنظيم "داعش" في المدينة الحاضنة للإرهاب كما وصفها أهلها، كانت هناك تنظيمات أخرى كتنظيم "القاعدة" بقيادة الإرهابي سفيان بن قمو، والدروع وغيرها، حوصرت المدينة وقطعت عنها الإمدادات من الوقود والسيولة والنقدية والمواد الغذائية وغيرها، ونزح غالبية سكان المدينة للمدن المجاورة، خوفا من التنظيم الإرهابي، ومن الحرب ستندلع.
الحرب
اندلعت الحرب التي توعد قائد الجيش الليبي بخوضها عام 2018، استمرت الحرب عام كامل تقريبا، دمرت فيها الكثير من البيوت والمحال التجارية، والمرافق العامة، والأحياء الأثرية العتيقة بالمدينة مثل البياصة الحمراء وسوق الظلام وغيرها من معالم درنة، عادت الحياة تدريجيا للمدينة وعاد وبدأ النازحين في العودة عدا من سويت منازلهم بالأرض.

تهميش المدينة ونمو الإرهاب
ويقول الناشط المدني مصطفى الطرابلسي في تصريح خاص لـ"سبوتنيك": "عانت مدينة درنة التهميش والحرمان من أيام حكم العقيد القذافي، الذي كان يسعى جعل المدن أشبه بالقرى، وهذا ليس جديد، اتسمت المدينة بالتطرف نتيجة للظروف الاقتصادية البائسة، التي عاشتها، واعتبرت أكثر المدن تفريخا للإرهابيين والجهاديين، وذلك بسبب البطالة والفقر وغيرها من الأمور التي انتجت إرهابيين".
وعن وعود باشاغا بمعالجة مشاكل المدينة، تابع الطرابلسي: "سئمنا من الوعود فلقد تعهد الكثير من المسؤولين بالاهتمام بالمدينة، فكل من يزور درنة من يتوعد بالتغيير والإصلاح ولكنها تظل وعود وأقوال ولم نرى أفعال".
معاناة المدينة وأهلها
وأضاف: "درنة عانت من حرب دمرت موروثها الثقافي، وتكسرت نفوس أهلها بسبب الحصار والتهجير، ووضع المدينة وأهلها في وضع بائس، لعل الزائر أو الرائي لهذه المدينة، يدرك ما مرت به، ليس لدينا إلا أمنيات أن ينظر لمدينة درنة بعين الرعاية، فهذه المدينة لها دورها الكبير في الوطن، ولعلها سميت قديما بمدينة الوحدة الوطنية، هذه الزيارات ليست شيئا، أن لم تكن لها أفعال ملموسة، وإلا فإن هذه الزيارات ستذهب أدراج الرياح".


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

سياسيون ليبيون يختلفون حول اتخاذ حكومة "الاستقرار" مدينة سرت مقراً رسمياً بدلاً من طرابلس

 

رئيس الحكومة الليبية ينفي ما نسب له في صحيفة بريطانية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول حكومة ليبية تعقد اجتماعها في درنة بعدما كانت معقلا للإرهابيين أول حكومة ليبية تعقد اجتماعها في درنة بعدما كانت معقلا للإرهابيين



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 08:55 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab