شدد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، اليوم الأحد، على ضرورة توقف حركة المهاجرين غير الشرعيين جنوبي البلاد.
كلام السراج جاء خلال مقابلة مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية (خاصة)، تعليقا على مقترح الرئيس الفرنسي إنشاء "نقاط ساخنة" في ليبيا لتجميع المهاجرين قبل سفرهم إلى أوروبا.
وقال السراج إنه "على الرغم من الصعوبات الهائلة التي تواجهها ليبيا، إلّا أننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة القادمين".
وأضاف "لا يمكن معالجة المشكلة (الهجرة) في ليبيا فقط، ونداءاتنا إلى الاتحاد الأوروبي لم تلقَ أي استجابة".
وتابع: "لا يمكننا تحمل عبء الهجرة (..) وعلى أوروبا المساعدة في ذلك".
وبعد يومين من اجتماعه مع السراج وخليفة حفتر قائد القوات التابعة لمجلس نواب طبرق (شرق)، أطلق ماكرون في 27 يوليو/تموز الماضي، مبادرة بشأن الهجرة إلى أوروبا، لكنه لم يكشف عن بنودها، عدا فكرة "إنشاء نقاط ساخنة".
وفي سياق آخر، قال السراج إن التحديات التي تواجه حكومته، تتمثل في "تحقيق أمن البلاد، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية".
وأضاف في الحديث للصحيفة ذاتها "يجب علينا مواجهتها (التحديات)، وسنتمكّن من ذلك".
ولفت إلى أن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس "تعمل من أجل اسئتناف الحياة الاقتصادية".
ولفت السراج إلى لقائه ممثل الأمم المتحدة الجديد في ليبيا، غسان سلامة، "الذي شرع في مشاورات واسعة".
وزاد رئيس حكومة الوفاق بالقول "سوف يساعدنا (سلامة) على الاستمرار في جهودنا الرامية إلى إعادة توحيد الجيش الليبي، وإجراء الانتخابات المقبلة، وحكم البلاد على أساس موحد".
وأضاف "يجب كسر الجمود بين مجلس النواب (طبرق) والمجلس الأعلى للدولة، فليبيا يجب أن تُحكم، ولا يمكننا الانتظار والاستمرار في المجادلات والنقاشات السياسية التي تشل كل شيء".
وانتقد السراج، تهديدات حفتر للقوات البحرية الإيطالية بالقول "لقد أعلن استعداده (حفتر) قصف وحدات بحرية إيطالية أرسلت لنا سفينة، للمساعدة في إصلاح قواربنا، لكنه ما لبث أن أعلن قبوله الإيطاليين".
وفي 8 آب/أغسطس، وصلت أول قطعة بحرية إيطالية بناء على اتفاق مع حكومة السراج، في نفس اليوم الذي صدّق فيه البرلمان الإيطالي على هذه المهمة.
ويعارض حفتر قائد القوات المدعومة من مجلس النواب، وصول السفن الإيطالية، وسبق أن أمر قواته بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الليبية دون موافقة منه.
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بنظام الراحل معمر القذافي عام 2011، تعاني ليبيا الغنية بالنفط فوضى واقتتالا بين فصائل متنافسة على السلطة.
وتتصارع فعليًا على الحكم حاليًا حكومتان، إحداهما في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي الوفاق الوطني برئاسة السراج، والأخرى في مدينة البيضاء (شرق)، وهي "الحكومة المؤقتة"، التي تتبع مجلس نواب طبرق، والتي تتبع لقوات حفتر.
أرسل تعليقك