بغداد - نجلاء الطائي
شهد قصر الثقافة والفنون في البصرة التابع إلى دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبالتعاون مع منتدى الثقافة، إقامة أمسية ثقافية بعنوان "تجليات الأصالة العراقية في النغم والكلمة والأداء مرور وتحليل مبسط لمقاطع من بعض الأغاني العراقية" قدمها المهندس ظافر المظفر.
وحضر الأمسية عدد كبير من مبدعي مدينة البصرة ومثقفيها، أشار فيها المحاضر المهندس ظافر إلى إنها محاولة متواضعة وهي بداية للكشف عن بعض الصور الجمالية التي تزخر بها المكتبة الغنائية العراقية، ونحن بصدد استعراض بعض المقاطع الغنائية، ومحاولة فك طلاسمها وإيجاد العلاقة ما بين الكلمة واللحن والصوت وهي تلك العناصر الثلاثة التي تعطي للأغنية كل ما تحمله من صور البهاء والسحر والفتنة.
وقدم المقاطع الغنائية الفنان الدكتور ناصر هاشم ومن ثم بدأت الحوارات والمداخلات عنها من قبل الحضور, وتحدث خلال الأمسية الدكتور هاشم الموسوي والدكتور ناصر هاشم والموسيقار طارق شعبان وتم اختيار ومناقشة مضامين خمس أغنيات سبعينية هي "يا حريمة للفنان حسين نعمة ومرينا بيكم حمد للفنان ياس خضر ويابو بلم عشاري للفنان فؤاد سالم وأسألت عنك للفنانة مائدة نزهت وأغنية الكنطرة للفنان سعدون جابر".
وتحدث الشاعر علي العضب عن كلمات أغنية يابو بلم عشاري التي كتبها أوائل سبعينات القرن الماضي متناولًا عن ظروف كتابتها وعشق الفنان الموسيقار المرحوم مجيد العلي للكلمات التي أداها الفنان فؤاد سالم.
وتعد الأغنية السبعينية جزءً لا يتجزأ من ثمرة نتاج لمشروع إبداعي ذاتي وشعبي عراقي وارتقى بالحس الفني المرهف والتذوق الجميل, وظهر إبانها ومواكبا لدفقها عدد من الشعراء الشعبيين والغنائيين وهم أسماء لامعة التي رسمت ملامح جمال الكلمة والحس العراقي، ليؤكد المتابعون بأن عقد السبعينيات هو الحقبة الذهبية للقصيدة الشعبية في العراق في وقتها ومازال الجميع يتذكرها عبر أغان لا تنسى لكبار مطربي العراق في حينها ومنهم سعدون جابر، فؤاد سالم، قحطان العطار وفاضل عواد، ومائدة نزهت وياس خضر ورياض أحمد ورضا الخياط وحميد منصور وحسين نعمة و صلاح عبد الغفور وأمل خضير وأديبة وسهام ومي أكرم وأسماء أخرى تكتظ بها الذاكرة من المطربين الذين ذاع صيتهم في تلك المرحلة.
وتسابق على قطافها كبار ملحني العراق ومنهم عباس جميل وناظم نعيم ومحمد نوشي وفاروق هلال وياسين الراوي و كوكب حمزة، وطالب القرغولي ومحسن فرحان ومحمد جواد أموري وجعفر الخفاف والعشرات من الكبار وظلت تلك الأصالة العراقية والحرفة الشعرية التي كتب بها رواد الأغنية أنها شواهد عصر أطلق عليه المتابعون والمعنيون "الزمن الجميل", وتقدم المتحدثون والحضور بالشكر الجزيل لإدارة قصر الثقافة والفنون في البصرة لإقامة هذه الأمسية واحتضان الإبداعات في شتى تخصصاتها.
أرسل تعليقك