رواية نور لـيوسف زيدان توغل فى أعماق المرأة
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

رواية نور لـ"يوسف زيدان" توغل فى أعماق المرأة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رواية نور لـ"يوسف زيدان" توغل فى أعماق المرأة

القاهرة ـ العرب اليوم

حار كتاب كثر فى الكتابة عن المرأة أو لها لكن الروائى والباحث والأكاديمى المصرى يوسف زيدان أصر على أن يسبر أغوار الأنثى فى أحدث رواياته (نور) الصادرة عن دار الشروق فى القاهرة. والرواية الواردة فى 262 صفحة من القطع المتوسط هى المتممة لثلاثية بدأها زيدان قبل أربع سنوات برواية (محال) ثم (جونتنامو) وربما تكون هى الأكثر استنزافا لوقت المؤلف إذ بلغ الفاصل الزمنى بينها وبين الجزء السابق عامين ونصف العام. الرواية من النوع المونودرامى إذ تدور أحداثها فى فلك شخص واحد يسرد للقارئ الأحداث من خلال وجهة نظره وتفاعله مع باقى الشخصيات المحيطة فلا قصص موازية تتقاطع أو تتشابك مع الخط الرئيسى إنما هى جميعها خيوط تتفرع من البطل وتعود إليه.

والراوى هنا هى (نورا) بطلة الرواية التى عرفها القارئ فى الجزأين السابقين تلك الفتاة الجامعية السكندرية المرحة المنطلقة التى يعود المؤلف ليقدمها للقارئ وقد صارت أما لطفلة صغيرة تحمل الرواية اسمها (نور). تسير المائة صفحة الأولى من الرواية وسط أطلال الماضى حيث تسترجع (نورا) قصتها مع الفتى النوبى (محمد) الذى وهبته أغلى ما تملك وتعمدت أن تغرس بذرته فى رحمها قبل أن تتزوج مقهورة من رجل ليبى الجنسية بسبب ظروفها العائلية والمالية ويغادر هو مصر. وبامتداد صفحات الرواية تدور الفكرة الرئيسية حول معاناة المرأة فى المجتمعات العربية أو المجتمع المصرى على وجه التحديد فهى أسيرة محيطها الاجتماعى الذى يشكلها كما يريد وفريسة لنظرات وأطماع الرجال ورهينة إرادة عائلها المالى الذى ينفق عليها. ومع بلوغ منتصف الرواية تبدأ الأحداث فى التحرك رويدا رويدا مع انتقال (نورا) مع ابنتها وجارتهما العجوز (توحة) إلى شقة جديدة وظهور شخصيات جديدة أبرزها المهندس المعمارى (أشرف) الذى تقع البطلة فى هواه لاحقا.

وفى الصفحات التالية يأخذنا المؤلف فى رحلة عشق بين (نورا) و(أشرف) قد يصعب على القارئ استساغتها لأنها تشبع رغبات الاثنين فى الأمان والدفء والطمأنينة لكنها لا تفضى فى النهاية إلى شكل محدد للعلاقة بينهما أو تسفر عن ارتباط رسمى. مع اقتراب النهاية تتعقد الأمور ويظهر فجأة (محمد) الحبيب القديم والأب الحقيقى للطفلة (نور) الذى تبدلت أحواله وتغيرت كثيرا بعد سبع سنوات قضاها داخل معتقل (جونتنامو) الأمريكى وتقتحم السياسة سطور الرواية بشكل كاسح قد يشكل قليلا من الإزعاج للقارئ الذى اطمئن إلى أنه يتابع عملا اجتماعيا بالدرجة الأولى. تتصاعد الأحداث وتدخل البطلة فى صراع داخلى بين رغبتها فى الحفاظ على استقلالها المادى وسعيها للحصول على درجة الدكتوراه وبين الانصياع لنداء القلب وترك كل ما حققته فى سنواتها القليلة الماضية من أجل حياة جديدة مجهولة المعالم. ويلخص المؤلف هذه الحيرة فى الجملة الأخيرة بالرواية "الحياة التى نحلم بها محال".

لا تخلو رواية (نور) بين حين وآخر من تساؤلات فلسفية للكاتب أستاذ الفلسفة وتاريخ العلوم بجامعة الإسكندرية عن حكمة الله فى خلقه وطبيعة التكوين النفسى والبيولوجى للمرأة والتى تجعلها متقلبة المزاج وحادة الطباع فى أوقات متكررة كل شهر إلا أن مقارنة الرواية بسابقتيها (محال) و(جونتنامو) من حيث ثراء الشخصيات وتعدد مواقع الأحداث والقضايا الفكرية المطروحة قد لا يعطيها الأفضلية عليهما.

وبقدر ما اقترب المؤلف من مشاعر المرأة وهواجسها وآلامها وأحلامها يؤكد وعلى لسان البطلة أن بلوغ هذا الموقع عصى إلا على قليل من الرجال "للأنوثة جوهر واحد ووجوه لا حصر لها.. المرأة واحدة أما أحوال النساء فهى على عدد أنفاس البشر. وهذا سر لا يدركه من الرجال إلا من كان راقيا."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية نور لـيوسف زيدان توغل فى أعماق المرأة رواية نور لـيوسف زيدان توغل فى أعماق المرأة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab