رواية عزف منفرد على البيانو جديد السوريّ فواز حداد
آخر تحديث GMT15:25:23
 العرب اليوم -

رواية "عزف منفرد على البيانو" جديد السوريّ فواز حداد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رواية "عزف منفرد على البيانو" جديد السوريّ فواز حداد

بيروت - غيث حمّور

صدر حديثًا عن "دار الريس" اللبنانيّة، رواية "عزف منفرد على البيانو" للسوريّ فواز حداد، والذي يُسجّل في روايته اختراقًا واضحًا للطروحات التي اعتاد الروائيّون السوريّون على معالجتها. ويضعنا الكاتب في هذه الرواية، كما سابقتها "المترجم الخائن"، وكما لاحقاتها "خطوط النار وجنود الله"، أمام عمل خارج عن المألوف، اقتحم حداد عبره مجموعة كبيرة من الأراضي الشائكة والقضايا الخلافيّة، ليطرح من خلال هذه الرواية علاقة الجهات العلمانية المتطرفة (من خلال شخصية الأستاذ فاتح) بالجهات الدينية المتطرفة ( متجسدة في شخصية صديقه ذي الوجه الطفوليّ). وتدور أحداث الرواية عن الأستاذ "فاتح القلج"، العلمانيّ المتطرف، الذي يتعرض لاعتداء جسديّ من قبل مجهول، ويعتبر ذلك محاولة من الأصوليين لقتله، ولكن الخبير الشاب لا يقتنع بذلك، نظرًا لتاريخ الأستاذ فاتح ومواظبته على ارتياد الجامع لفترة تتعدى الأشهر، فهل يُبطن الأستاذ العلمانيّ الإيمان ويُظهر الكفر؟ احتمال كبير، وربما أكيد، وعلى هذا علمانيته استعراضية، وحتى إذا كانت حقيقته الموقتة، فكم ستدوم؟! ومتى سينقلب عليها، ويقفل عائدًا إلى مواقعه الأصولية؟ لقد فعلها كثير من اليساريين والتقدميين السابقين، وعند وجود الأستاذ في المستشفى يزوره صديق قديم (ذو الوجه الطفوليّ) المتدين، لتنشأ بينهما علاقة، وسط الإجراءات الأمنية لحماية الأستاذ، التي تشتد بعد أن يُلقي محاضرة ضد التعليم الدينيّ في المدارس، وفي أحد اللقاءات بين "فاتح" وصديق طفولته، يتعرض لرصاصة قنّاص تُرديه ليظن أنه هو المقصود، ولكن يتبين عكس ذلك. ويتابع حداد، عبر هذه الرواية، أسلوبه المباشر في طرح أفكاره بعيدًا عن الرمزية، مقدمًا التقاطاته لجوهر الخلاف الأزليّ بين العلمانية والأصولية الدينيّة بانسيابية، ويكمن تميّز الرواية واستثنائيتها في الرؤية الجريئة التي يقدمها الكاتب، حيث يذهب مباشرةً إلى المناطق التي كانت مُحرّمة، وغالبًا ما تجنّبها الروائيون العرب، فلم يكترث للمقولات التي تدعو إلى الابتعاد عن الواقع والتعامل معه برمزية، بل اعتمد على شق طريقه بحيوية ورشاقة من دون مواربة أو دوران، غير مهتم بالممنوعات والعوائق، وبنى روايته بتحكم شامل بالأسلوب السرديّ مُستخدمًا الدقة في الطرح. ويدين الكاتب السوريّ، من خلال هذه الرواية، وسائل القمع والإرهاب التي يعتمدها العلمانيون والمتدينون على حد سواء، حيث يدور ذلك في فلك الحوار الفكريّ المتواصل بين الأستاذ "فاتح" وصديقه، عن الإيمان والإلحاد والالتزام الدينيّ والحياتيّ في البيت والشارع، في العمل والمنزل، فلقد رفع حداد مستوى الرعب والسخرية معًا، ليُقدّم شكلاً فانتازيًّا مُحتجًا به على سوداوية العلاقة وبشاعة الوسائل. وتقع الرواية في 40 جزءًا، مُوزّعة على 315 صفحة من القطع المتوسط، صادرة عن "دار الريس" اللبنانيّة، وصمم غلاف الرواية دينا خليفة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية عزف منفرد على البيانو جديد السوريّ فواز حداد رواية عزف منفرد على البيانو جديد السوريّ فواز حداد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab