الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايتههذه الضفاف تعرفني
آخر تحديث GMT17:29:44
 العرب اليوم -

الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايته"هذه الضفاف تعرفني"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايته"هذه الضفاف تعرفني"

الكاتب الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع
الخرطوم - العرب اليوم

بلدة رويانة ومنطقة البحر هي الفضاء السردي في «هذه الضفاف تعرفني» للكاتب الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع، الذي استلهم بلدة «رويانة» كمحور ومنبع ومصب لمجرى الأحداث. ولكن كانت بيئة الحضر أيضاً حاضرة في تلك المدن التي لم يذكر أسماءها، غير أن الريف والبادية محفوران في وجدان الكاتب؛ فهو يستدعيهما بين الفينة والأخرى عبر تكنيك استرجاع الذاكرة، حتى تغطي على ما عداها.
يقول الراوي، لا يعرف متعة الحياة في تلك السهول والأنهار إلا من عايشها مثلي.
أما بالنسبة للشخصيات، فقد طغى عليها طابع الثنائية في علاقاتها العاطفية والإنسانية، وتكاد تكون أي علاقة لها رواية قائمة بذاتها؛ لما في هذه الثنائيات من حيوية ورمزية وغموض وتعقيدات إثنية واجتماعية.الشخصيتان، مجاك وفارس، هما صديقا طفولة. مجاك ابن لأحد سلاطين قبائل الدينكا، وفارس من قبائل العرب الرحّل المشاركين للدينكا في المرعى وسبل كسب العيش فيما أسماه المؤلف بمنطقة البحر. واصل صديقا الطفولة رحلة حياتهما معاً، زمالة ورفقة وصداقة حتى التخرج في الجامعة. يقول فارس عن مجاك «كان يحلم مثلي بوطن يسمو على نعرة العرق واللون! أمضينا سنوات من عمرنا لا تفرقنا سوى ساعات النوم».
وفي الرواية ثنائي آخر هما الدقم وفطين العسل. الدقم هو شقيق الراوي، الذي ربطته علاقة عاطفية بفطين العسل، لكن والده لا يسمح له بالزواج منها. وفي غمرة علاقتهما الحميمة تجاوزا العرف والشرع وأنبتا بذرة غير شرعية. تقول فطين العسل في تحدٍّ لمجتمعها القبلي الرعوي «بذرة الدقم الجواي ما برميها حتى لو قطعوا رقبتي!».
دلالات عميقة تجاوزت فيها فطين العسل العرف والتقاليد وتحملت ذلك بشجاعة، وتوجت علاقتهما بعد سنين برباط شرعي، رافقه اعتذار من أسرة الدقم وتسامح من أسرة فطين. حيث تقول والدة فطين «الدقم ولدي. طيش الشباب عفيتا ليا. بس يعرف قيمة بتي زين!».
من ثنائيات الرواية التي تجذب القارئ بتفاصيلها المثيرة قصة حب مجاك فيوت وسناء الفوراوية. ويقال عن سناء إن حياتها لغز. فقد عاشت معاناة كبيرة وهي تشب عن الطوق من دون أم. وحين تسأل أباها عنها، يلوذ بالصمت ولا يعطيها إجابة تشفي غليلها. وفي نهاية الرواية يميط الراوي اللثام عن ذلك اللغز لتلتقي سناء بوالدتها بعد رحلة محفوفة بالمخاطر والصعاب. ومن خلال كل ذلك، يكشف لنا المؤلف، عن واقع مليء بالتناقضات والتعقيدات والتداعيات الوجدانية والاجتماعية والعقائدية والإثنية، وصولاً إلى فظائع الحرب الأهلية، التي اندلعت بين الشمال والجنوب، وكان ضحيتها اغتيال مجاك على يد الميليشيات المسلحة، وهو في ريعان شبابه وقد قارب أن يحصل على درجة الدكتوراه. اندلعت هذه الحرب الطاحنة بعد ما كانت القبائل التي تعيش في منطقة البحر تنعم بالأمن والسلام جراء التعايش بينها لأكثر من قرنين. وقد نشأت بينهم روابط وأمشاج وصلة رحم، ولكن كل ذلك تهاوى بسبب انتهاج سياسات رعناء من قبل السلطة الحاكمة في المدينة الكبيرة. يقول الراوي «.....تجييش القبائل لتخوض حرباً لا تجني من ورائها إلا الموت المجاني».
أما فارس، فقد تعرض لتجربة الاعتقال والتعذيب بسبب معتقداته السياسية التي تتعارض مع آيديولوجيا النظام الحاكم. كان الاعتقال أهون عليه من الآلام والأحزان والتعاسة التي سببها لوالديه بوجوده في السجن. ومع ذلك أطلق السجن العنان لخياله «ليتخطى الجدران، ولينطلق في الفضاء الفسيح كطائر حر يجوب الفيافي والمدن دون جواز سفر».من خلال كل هذه الأحداث الدرامية، تطرح رواية (هذه الضفاف تعرفني)، قضايا فكرية وسياسية وآيديولوجية واجتماعية عدة، في قالب فني سردي متماسك البناء، مشبع بالبوح العاطفي والتدفق الوجداني.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

كاتبة تونسية تصوّر حياة القرويات عبر "جسد أمي"

المركز الثقافي العربي يستضيف توقيع ديوان (عندما يؤمن البنفسج)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايتههذه الضفاف تعرفني الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايتههذه الضفاف تعرفني



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:02 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025
 العرب اليوم - ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab