دولة العقرب رواية لفؤاد قنديل تكشف أيام الثورة
آخر تحديث GMT15:27:44
 العرب اليوم -

"دولة العقرب" رواية لفؤاد قنديل تكشف أيام الثورة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "دولة العقرب" رواية لفؤاد قنديل تكشف أيام الثورة

القاهرة ـ وكالات

" دولة العقرب " رواية جديدة لفؤاد قنديل، صدرت حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية، فى 420 صفحة من القطع المتوسط، وهى الرواية التاسعة عشر في مسيرة فؤاد قنديل الإبداعية والتي بدأت في منتصف الستينات . ووفق بيان الناشر فإن غلاف الرواية يعد أيقونة تشكيلية تنبئ بأجواء الرواية الكابوسية عما يجري فى سجن العقرب الشهير. حيث تدور أغلب أحداث الرواية، وحيث يكابد بطلها ناجي الورداني أنواع العذاب، وهو الكاتب الذي يقبض عليه قبل الثورة، ويخرج من السجن مع أحداث فتح السجون التي رافقت جمعة الغضب، وعندما يخرج يبحث عن حبيبته " ريم " العاملة في مجال المسرح وصاحبة المواقف الوطنية المستقلة. ولكن البطل يفاجأ باختفاء حبيبته، ويدخل مرحلة جديدة من العذاب، حتى يعثر عليها فاقدة الوعى لاتشعر بالعالم من حولها، بعد أن تعرضت لحادث مدبر، وكان ناجي الورداني يعتقد أنها فى " التحرير " وسط الثوار، ويشهد فى بحثه عنها ومشاركته في بقية أحداث الثورة موقعة الجمل وما جرى فيها، وبعد أن عاين عملية فتح السجون من قبل مجهولين ركزوا فى عمليتهم على إخراج المسجونين الإسلاميين كما لاحظ وهم يهتفون " الله أكبر " وبعضهم يتحدث بلهجة شامية. ناي الورداني وريم، شهدا كل فعاليات الأحتجاج التى سبقت الثورة وشاركا فيها، وتختلف مصائرهما وتتناقض، وكل يحكى بتجربته جزءاُ مما مرت به مصر وأدى إلى الإنفجار الكبير الذى حدث فى 25 يناير قبل أن يتم استغلاله بحسب الكاتب من قبل فصيل إسلامى حاول مبكراً تجنيد كل الأحداث لصالحه. يشكل الفصل الأخير الذي يحاول فيه ناجي الورداني إنقاذ ريم محاولة رمزية لما تمر به مصر عبر البطلة ريم حين تدخل سيارة إنقاذها نفقاً مظلماً تتكاثر فيه العقارب على سيارة الإسعاف، وتوشك ريم على الموت حين يظهر ضوء شحيح آخر النفق : ماذا أنت قائل لها إذا سألتك عما جرى للثورة؟ سأسألها وهل قامت فى مصر ثورة ؟!! إهداء الرواية جاء  " إليها فقط وليس إلى سواها : الحرية " والإهداء يأتى على لسان بطل الرواية، ناجي الورداني، نزيل سجن العقرب تحمل الرواية طابعا ملحمياً، وطابعاً تسجيلياً في بعض أجزائها فبعض الوقائع جرت أحداثها منذ زمن قريب ولاتزال حية في الذاكرة مثل تفجير كنيسة القديسيين وموت سيد بلال الشاب السلفي على يد مباحث أمن الدولة، ومن قبله اختفاء الصحفى رضا هلال، ليضع فؤاد قنديل بذلك الأجواء التى مهدت لثورة يناير. يقول فؤاد قنديل: " في الإسكندرية تنافست ثلة من الجنود بكل إخلاص في الدفاع عن هيبة الدولة والقانون  عندما انهالوا ضربًا على خالد سعيد في مقهى إنترنت بحجة الإمساك به متلبسًا بتعاطي مخدر الحشيش.. حضر صاحب المقهى واعترض وطلب منهم مغادرة المقهى فهو مكان للرزق كما لا يصح الاعتداء على شخص بريء بهذه الطريقة.. على مضض وبملامح متقززة خرجوا وفي حوزتهم الشاب صاحب الوجه البريء إلى منزل مجاور حيث أوسعوه لكمًا حتى تحطم فكه وتناثرت أسنانه وتدلت على جباههم وخدودهم المتشنجة وأعناقهم المتصلبة عناقيد العرق مثل قنوات رفيعة من مياه باحثة عن مساربها وهي تتلوى هابطة من فوق جبال عالية وصخرية..  كان ظنهم أنه دس المخدر في شدقيه محاولًا ابتلاعه.  يجب أن يعثروا عليه لينالوا رضا الضابط الذي أمرهم بإحضاره فثمة اشتباه في تعاطيه. أما سيد بلال السلفي ذو اللحية الكثيفة فقد مال الضباط إلى الشك في أنه من فجّر كنيسة القديسين فقبضوا عليه ودقوا عظامه حتى فارق الحياة.. من يتعرض لأى اشتباه يفقد على الفور بشريته في نظر الشرطة. لا يدري أحد بالضبط السر في أن الغيظ ينهش قلوب الجنود الذين لا تعنيهم القصة برمتها.. لكنهم يندفعون في الضرب والتمزيق والكسر خاصة عندما لا يبدي المشكوك في أمره قدرًا كافيًا من الاحترام للجنود الملائكة الذين يتولون حماية الوطن والأخلاق. لم يعرف أحد لماذا اختفى رضا هلال الصحفي الجسور الذي مضى لسنوات يكتب ويصرح ويتكلم في كل محفل ضد النظام الحجري المتماسك، وقد فاته أن الجسارة اعتادت أن تتقاضى ثمنًا باهظًا من صاحبها في العهود التي لا يكون للإنسان فيها أي ثمن.. أين اختفى وكيف تلاشى على هذا النحو المريب؟.. لماذا تقطعت كل السبل التي كانت تحاول الوصول إليه؟ كلما اجتهد أحد من أهله أو أصدقائه لبلوغ الحقيقة أقيم فجأة جدار عازل يشع تهديدًا وينفث نيران العقاب المنتظر!!. أما حالة صديقي المناضل عبد الحكيم سلامة فقد اكتفوا بتحطيم عظامه جميعًا  وطعنه نحو عشرين طعنة بعيدًا عن قلبه ثم تخليصه من كل ملابسه وإشعال النار فيها وتمزيق أوراقه وإطعامها للريح وإلقائه في صحراء مجهولة إلى أن اكتشفت الكلاب جثته بعد أيام، وأبلغت العابرين بجزء من فانلته الداخلية البيضاء المنقوشة ببقع جافة من الدم مكتوم الصراخ. بعد سنوات لم يعرف أحد مَن الذي اختطف ريم وأين أخفاها ولماذا؟.. لكننا جميعا وأنا بينهم بحكم الجيرة حيث نسكن في حي السيدة زينب بالقاهرة لم نأل جهدًا للبحث عنها، وقد كنا نسبح في بحر من الظلمات بلا دليل، حيث الموج الأسود طبقات فوق طبقات تفضي جميعها إلى المجهول. وفي جزء آخر من الرواية يقول : كنت أتوقع أن تكون النتيجة في البحث عن ريم قريبة مما انتهت إليه فمباحث أمن الدولة في مصر غابة فوق الأرض وتحتها. مجموعة مغارات وسراديب ومذابح ومسالخ غارقة في الضوء المظلم والنفوس المتعفنة التي تربت في بطون الشياطين.. الأشجار النضرة تضربها بعنف رياح هوج غير حافلة بتراتيل الملائكة، ووعود السماوات. " يشكل هذا المقتطف من التمهيد الذي يسبق قسمي الرواية بانوراما كاملة لأجواء الرواية وطبيعة حركتها السردية، ومآلات أبطالها نهاية بنجاح الثورة المصرية فى 25 يناير، يقول فؤاد قنديل عن روايته " دولة العقرب " : إن كتابة هذه الرواية استغرقت ثلاث سنوات، وكان يعتزم أن تلحق برواية سابقة له هي "قبلة الحياة" التي انتهت بثورة شاملة، إلا أنه فوجئ باندلاع الثورة في يناير 2011 فتوقف عن الكتابة لأكثر من ستة أشهر. ويضيف: "حاولت الرواية التي تدور معظم أحداثها في حي السيدة زينب بالقاهرة رصد الحراك السياسي وما تمتع به من حيوية وعنفوان على مدى سنة قبل الثورة وأسهمت فيه قطاعات وحركات عديدة من الشعب مثل حركة كفاية و6 أبريل ومجموعات من الصحفيين والشباب الحر، وشباب بعض الأحزاب وتعاونت أجهزة التواصل الالكترونية مع الشارع في تشكيل حالة ثورية جديدة لها طعم ورائحة ولون مختلف وأكثر فاعلية، أفضى بالكثير منهم إلى السجون، مما ألقى المزيد من الحطب على الرماد الملتهب، ومن ثم خرجت الجموع في لحظة تاريخية لطي الصفحة المتعفنة، وفوجئ الكثيرون بالزخم السياسي والجيشان الثوري لدى الملايين التي كانت تنتظر بلهفة تلك اللحظة الإشارة". فؤاد قنديل أحد كتاب جيل الستينات المهمين فى مصر، وهو من مواليد 1944م في محافظة القليوبية وحاصل على ليسانس الآداب فى الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة، وبدأ ينشر إبداعاته القصصية والروائية في منتصف الستينات من القرن العشرين، وأغلب أعماله نشرت في الصحف والمجلات المصرية والعربية، وكان يشرف قبل إحالته إلى التقاعد على سلاسل إبداعات الشباب فى الهيئة العامة لقصور الثقافة وقدم من خلال هذه السلاسل العديد من الأسماء الأدبية اللامعة الذين أصبحوا نجوماً الآن. وقد بلغ إنتاجه الروائى والقصص والنقدي والبحثي والكتابة للأطفال أكثر من خمسين كتاباً، منها ثمانية عشرة رواية هي : الســـقـف، الناب الأزرق، أشجــان، عشق الأخرس، شفيقة وسرها الباتع، موسم العنف الجميل، عصر واوا، بذور الغواية، الحمامة البرية، روح محبات،رتق الشراع،قبلة الحياة،أبقِ الباب مفتوحا،كسبان حتة،المفتون،نساء وألغام،رجل الغابة الوحيد، وله ثلاث عشرة مجموعة قصصية هى : عقدة النساء، كلام الليل، العجز، عسل الشمس، شدو البلابل والكبرياء، الغندورة، زهرة البستان، قناديل، رائحة الوداع، سوق الجمعة، حدثني عن البنات، ميلاد في التحرير، كلب بنيّ غامق (مترجمة )، وله فى الدراسات النقدية أثنا عشر كتاباً فضلاً عن ستة كتب للأطفال والجدير بالذكر أن فؤاد قنديل حصل على العديد من الجوائز منها : حاز جائزة نجيب محفوظ للرواية في الوطن العربي، من المجلس الأعلى للثقافة عام 1994، وحاز جائزة الدولة  للتفوق في الآداب عام 2004، حاز جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2010، حاز جائزة الطيب صالح في القصة القصيرة عام 2011.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة العقرب رواية لفؤاد قنديل تكشف أيام الثورة دولة العقرب رواية لفؤاد قنديل تكشف أيام الثورة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab