الإيطالي كارتولانو يرسم أعمال نجيب محفوظ في معرضقربوش
آخر تحديث GMT18:12:30
 العرب اليوم -

الإيطالي كارتولانو يرسم أعمال نجيب محفوظ في معرض"قربوش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإيطالي كارتولانو يرسم أعمال نجيب محفوظ في معرض"قربوش"

الرسام الإيطالي كارمينيه كارتولانو
روما - العرب اليوم

تستضيف قاعة "مشربية" في القاهرة معرضًا للإيطالي كارمينيه كارتولانو بعنوان"قربوش" حتى منتصف حزيران /يونيو 2018.

ويعتبر عرض بصري مستوحى من قراءة كارتولانو لثلاثية نجيب محفوظ, والتجربة هذه، ليست غريبة على ممارسات كارتولانو الإبداعية والعملية والتي تمزج بين وسائط مختلفة، فهو يراوح بين الترجمة والكتابة وممارسة الفوتوغرافيا.

هي تجربة واحدة مكتملة كما يراها، تحمل رؤيته للعالم والحياة من حوله، وهو الإيطالي الذي قرر العيش في القاهرة بمحض إرادته، العارف بتفاصيلها، والمتحدث بلسان أهلها.

يتخذ كارتولانو من الصورة الفوتوغرافية وسيلة للتعبير، وأحيانًا للسخرية، ووعاء لخيالاته وآماله أيضاً.

معظم أعمال كارمينيه كارتولانو لها علاقة بحياته المقسمة بين مصر وإيطاليا، على مستوى الترجمة أو الكتابة، أو في ما يتعلق بتجربته البصرية مع الفوتوغرافيا، فهي تغزل تفاصيل تجربته المعلقة بين ثقافتين، واقترابه اللافت من الروح المصرية واستيعابها.

يحمل "قربوش" إحالة إلى مفردة "طربوش"؛ تمزج بين الصياغة العربية لاسم الفنان الذي اختاره لنفسه قارم قارت وبين غطاء الرأس الذي كان أحد مظاهر الوقار والأناقة عند الرجال حتى منتصف القرن الماضي، وتحول مع الوقت إلى ثيمة تراثية.

واتجه كارتولانو في هذه التجربة الجديدة نحو الأدب المصري، وتحديدًا نحو أدب نجيب محفوظ وثلاثيته الشهيرة (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية).

قرأها بتمعن، وأعاد قراءتها من جديد ليختار منها مقاطع وجمل مثيرة لخيالاته. التفت الفنان إلى هذه الجمل والعبارات الموحية التي رأى أنها تلامس الواقع، أو مازالت معبرة عن الحياة في مصر اليوم.

بدت الجمل التي اقتطعت من سياقها ذات دلالات مختلفة، مرحة أحيانًا، وقاسية في أحيان أخرى، جمل أخرى شديدة الإيجاز والتلخيص تصف أحداثاً وقعت في زمن الرواية، غير أنها حملت أيضاً إشارات موحية يمكن إسقاطها على الحاضر، كأن الزمن لم يبرح مكانه، أو كأن نجيب محفوظ كان يتحدث خلالها عن المستقبل.

يقول نجيب محفوظ في مقطع من روايته قصر الشوق: «بدا الطريق أمام دكان السيد – كعادته – مكتظاً بالسابلة والمركبات ورواد الدكاكين المتراصة على الجانبين، إلا أن هامته ازدانت بشفافية مقطرة من جو نوفمبر اللطيف الذي حجبت شمسه وراء سحائب رقاق، لاحت رقاعها ناصعة البياض فوق مآذن قلاوون وبرقوق كأنها بحيرات من نور. كل شيء يواصل حياته المعهودة كأن شيئاً لم يحدث، كأن مصر لم تنقلب رأسًا على عقب، كأن الرصاص لا يعزف باحثاً عن الصدور والرؤوس. كأن الدم الزكي لا يخضب الأرض والجدران».

وكتُب هذا المقطع وغيره على مساحات ورقية علقت على جدران القاعة، وبالقرب من كل مقطع علق كارتولانو طربوشه الأحمر المزيّن بالرسوم والكتابات والعناصر الملوّنة.

ورسم الفنان على سطح الطربوش  بالخيوط أشكالًا بسيطة ومختصرة من وحي هذه العبارات والمقاطع التي اختارها, رسومات وأشكال مرحة تعكس خفة ظل صاحبها، كما تعكس دأبه ومثابرته في حياكتها على هذا النحو، على رغم المشقة في ضبط مسار الخيوط الحريرية الرفيعة على سطح الطربوش الخشن.

وتبدو الفكرة أكثر عمقًا من الشكل، ربما كان من الأفضل أن يتم صوغها عبر وسيط آخر، كالفوتوغرافيا مثلًا التي يمتلك الفنان القدرة على تطويعها والتعامل معها جيداً، لكنها على كل حال يمكن اعتبارها مغامرة جديدة من مغامرات قارم قارت تعكس ولعه بالثقافة العربية. كارمينيه كارتولانو، درس اللغة العربية والأدب العربي في معهد الدراسات الشرقية في نابولي، وهو يقيم في القاهرة منذ العام 1999.

أقام كارتولانو معرضين فرديين من قبل (ماذا لو، وإعادة التشغيل) ونشرت له مجموعة من النصوص تحت عنوان "مصريانو" بالعامية المصرية عام 2012 إضافة إلى رواية واحدة بعنوان "مومو»"صدرت عام 2017 عن دار العين في القاهرة.

ترجم كارتولانو عددًا من المؤلفات العربية إلى الإيطالية، منها رواية "أن تكون عباس العبد" لأحمد العايدي, و "أجنحة الفراشة" لمحمد سلماوي. كما ترجم إلى العربية المسرحية الإيطالية "القرية" لإدواردو سكاربيتا، والدراسة التاريخية السياسية "الحركة الماركسية في مصر" لجينارو جيرفاسيو.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيطالي كارتولانو يرسم أعمال نجيب محفوظ في معرضقربوش الإيطالي كارتولانو يرسم أعمال نجيب محفوظ في معرضقربوش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab