أظهرت دراسة نشرت نتائجها مجلة "ساينس" أن الاحترار العالمي لأكثر من 1.5 درجة مئوية، قد يحدث تحولات مناخية تؤدي إلى سلسلة عواقب كارثية.
وتهدد درجات الحرارة الحالية التي ترتفع بالفعل، ببدء خمس من نقاط التحول بما في ذلك تلك المتعلقة بالقلنسوة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند، كما حذر مؤلفو الدراسة.
ستة عشر "نقطة تحول"
"نقطة التحول" هي "العتبة الحرجة التي يتم بعدها إعادة تنظيم النظام، غالبا بشكل وحشي و / أو لا رجعة فيه" ، وفقا لتعريف فريق خبراء المناخ التابع للأمم المتحدة (IPCC)
نقاط التحول هي ظواهر تؤدي بشكل مستقل وحتمي إلى عواقب متتالية أخرى، وإذا قدرت التحليلات الأولية عتبة انطلاقها في نطاق من 3 إلى 5 درجات مئوية من الاحترار، فإن التقدم في الرصدات ونمذجة المناخ، وكذلك في إعادة بناء المناخات الماضية قد خفض هذا التقييم بشكل كبير.
وتعد الراسة المنشورة في مجلة Science عبارة عن تجميع لأكثر من 200 منشور علمي، تم إجراؤها من أجل التنبؤ بشكل أفضل بالعتبات المسببة لنقاط الانهيار.
وحدد المؤلفون تسع "نقاط تحول" رئيسية على مستوى الكواكب وسبع على المستوى الإقليم ، وستة عشر في المجموع.
من بين هذه النقاط، خمسة يمكن أن تكون ناجمة عن درجات الحرارة الحالية، التي ارتفعت بما يقرب من 1.2 درجة مئوية في المتوسط منذ حقبة ما قبل الصناعة: تلك المتعلقة بالقلنسوات الجليدية في أنتاركتيكا وغرينلاند، والذوبان المفاجئ للتربة الصقيعية، ووقف انتقال الحرارة ظاهرة في بحر لابرادور وانقراض الشعاب المرجانية، مع ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، وتنتقل أربع نقاط أخرى من فئة "ممكن" إلى "محتمل" ، وخمس نقاط أخرى تصبح "ممكنة"، وفقا للدراسة.
نقطة التحول الاجتماعي
بالنسبة للقمم الجليدية في غرب أنتاركتيكا وغرينلاند، فإن عبور نقطة الانهيار التي قدّرها العلماء سيشارك على مدى مئات السنين، في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 10 أمتار، حسب تفاصيل الباحث تيم لينتون، من جامعة إكستر البريطانية.
وبحسب العلماء إذا كان تدمير الشعاب المرجانية قد بدأ بالفعل فإن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يجعل هذا التدمير دائما، وبالتالي يؤثر على 500 مليون شخص يعتمدون عليه.
وشرح الخبراء أنه في بحر لابرادور يمكن أن تتعطل ظاهرة التبادل الحراري (أو الحمل الحراري) التي تجلب الهواء الدافئ إلى أوروبا، مما يؤدي إلى فصول شتاء أكثر برودة، كما حدث في القارة خلال العصر الجليدي الصغير، وسيؤدي الذوبان المتسارع للتربة الصقيعية إلى إطلاق كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري ويغير بشكل كبير المناظر الطبيعية في روسيا وكندا والدول الاسكندنافية، مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، وسيتعطل تيار محيطي رئيسي في المحيط الأطلسي (AMOC) وعند درجتين مئويتين، سيكون هذا هو الحال بالنسبة للرياح الموسمية في غرب إفريقيا والساحل والغابات، ثم تتحول إلى السافانا.
ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة ديفيد أرمسترونج ماكاي إلى أن هذه الآثار المدمرة تعتمد على مدة الاحترار، ويضيف:" إذا استقرت درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية لمدة 50 أو 60 عاما، فسيواجه الكوكب أسوأ العواقب".
ويردف أن "نقاط التحول" هذه لن تفعل الكثير لتفاقم الاحترار نفسه، معتقدا أن البشرية لا تزال قادرة على الحد من الضرر في المستقبل. يتوسل العالم قائلا: "من المفيد دائما تقليل انبعاثاتنا بأسرع ما يمكن".
د يهمك ايضـــًا :
رائد فضاء يلتقط صورًا لغيوم مضيئة تظهر في الأرض والمريخ
اكتشاف كوكب غريب أكبر 40 مرة من الأرض دون طبقة خارجية
أرسل تعليقك