الجزائر - العرب اليوم
يتزايد الاهتمام بشؤون البيئة في مختلف دول العالم، نظرا للمخاطر المترتبة عن الأزمات "الإيكولوجية"، وفي هذا الصدد، تتحرك جمعيات مهتمة بالمحافظة على البيئة في الجزائر من خلال تسيير النفايات، في مسعى لإعادة الرونق لبعض الأماكن التي يرتادها الناس. ومن الجمعيات التي تنشط في المجال البيئي، تبرز الجمعية الشبابية "أكسيجون درقينة" التي تأسست عام 2016 بمحافظة بجاية شرقي البلاد، حيث اتخذت من نشاط التوعية مربط الفرس في معركتها المستمرة بخصوص حماية المحيط البيئي.
وتعمل الجمعية بشكل مستمر من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوعية العملية في سبيل الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في "وادي أغريون". "مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة".. هكذا بدأ رئيس جمعية "أكسيجون درقينة"، خالد فوضيل شارحا التجربة الجديدة للجمعية التي تخوض في مشروع تسيير النفايات في إطار المساهمة على حماية التنوع البيولوجي لوادي أغريون.
وتأتي هذه المساهمة في المحافظة على التنوع البيولوجي بالنسبة للجمعية المذكورة، بعد عدة تجارب سابقة لها في التشجير وإنشاء النوادي الخضراء داخل المؤسسات التربوية، إضافة إلى حماية التراث الطبيعي لمنطقة درقينة الواقعة بمحافظة بجاية. وفي غضون ذلك، يعود فوضيل إلى بداية الانطلاقة عندما يشير في تصريحه إلى أنه "بعد النجاح في مسابقة تمويل مشاريع الجمعيات المحلية إثر تقديم المشروع إلى اللجنة، حصلنا على دعم مالي من المجلس الشعبي الولائي لمحافظة بجاية ومديرية الشباب والرياضة، أي تمويل مختلط وبعده تم الانطلاق في تجسيد الخطة على الميدان".
وفي خضم نشاط جمعية "أوكسيجون درقينة"، أطلقت منذ أيام عملية تثبيت حاويات للنفايات في الأماكن العمومية والمتاجر في إطار مشروع المساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في "وادي أغريون" حيث تنشط هذه الجمعية. وتهدف الخطوة إلى القضاء على نقاط الرّمي العشوائي المنتشرة عبر الشوارع والمتاجر، وحسب رئيس الجمعية فإنه "بعد أيام قليلة من تثبيت هذه الحاويات تفاعل المواطنون بإيجابية مع المبادرة وتم الشروع في وضع النفايات في مكانها وهذه خطوة مهمة للتخلص من الرمي العشوائي للنفايات والأوساخ".
ولا تتوقف أهداف المشروع عند هذا الحد كما يقول المتحدث، فهي متعددة منها "خلق إطار تشاور بين مختلف الجهات بخصوص وادي أرغيون بما أنه منطقة رطبة غير مصنفة، تحتوي على تنوع بيولوجي ثري، وكذلك فتح مكتبة متخصصة في التنمية المستدامة مفتوحة للطلبة، إضافة إلى تكوين 20 منشطا بيئيا و20 فلاحا مختصا في الفلاحة الإيكولوجية". وفي إطار تجسيد تجربتها الميدانية، قامت جمعية "أكسيجون درقينة" بعملية نموذجية للفرز الانتقائي للنفايات المنزلية؛ وهي تجربة فريدة من نوعها وتحتاج إلى دعم مادي لإنجاحها.
وأفاد خالد فوضيل أن منطقة "وادي أغريون" تضم 7 بلديات بـ50 ألف نسمة، في حين ليس بها مركز ردم تقني وبالتالي فإن عدد النفايات المنزلية المرمية يوميا تصل إلى 75 طن، ولذلك فكرنا في هذه التجربة القائمة على التوعية والتعاون مع جمعيات ناشطة في الأحياء". وحسب المعلومات المتوفرة فقد تم إنجاز العملية في حي أمريج بتثبيت ثلاث حاويات (80 لتر) (زجاج- بلاستيك- ورق) وكذا إهداء ثلاث حاويات متوسطة (20 لتر) بالتعاون مع الجمعية الاجتماعية الثقافية والبيئية في أمريج وفق اتفاقية تعاون بين الجمعيتين من أجل التوعية بضرورة فرز النفايات المنزلية واحترام قواعد النظافة العمومية.
في غضون ذلك، يتم استرجاع النفايات (زجاج - بلاستيك - ورق) من طرف مؤسسة محلية متخصصة. وقال رئيس جمعية "أوكسيجون درقينة"، خالد فوضيل من خلال حديثه إن إرادة كبيرة تدفع شباب جمعيته لمواصلة المشروع والوصول إلى حياة بيئية صحية في منطقته عن طريق مواصلة حملات التوعية للمساهمة في إنجاح هذا المشروع الذي سيعود بالنفع الكبير على السكان والبلاد بصفة عامة.
قد يهمك ايضا
السعودية تقر نظاماً مستقلاً لإدارة النفايات لتحقيق الاستدامة وحماية البيئة
فلسطينية تنطلق بمشروعها "الحجر الأزرق" من بقايا النفايات
أرسل تعليقك