تيغراي نموذج للتحول الزراعي الإثيوبي بعد 30 عامًا على المجاعة
آخر تحديث GMT07:36:16
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

تيغراي نموذج للتحول الزراعي الإثيوبي بعد 30 عامًا على المجاعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تيغراي نموذج للتحول الزراعي الإثيوبي بعد 30 عامًا على المجاعة

ابل وتوربينات هوائية في اداما جنوب اديس ابابا
ميكيليه - أ.ف.ب

لا يزال سكان ميكيليه يتذكرون ضحايا المجاعة التي ضربت إثيوبيا بين عامي 1984 و1985 ... فبعد 30 عاما، لا تزال عاصمة منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا حيث تنتشر الفنادق الفاخرة تحمل علامات تلك الآفة.

وكان تيكي هاوس (73 عاما) هنا وقت المجاعة التي أودت بحياة 400 الف إلى مليون شخص، بحسب الإحصاءات المختلفة.

وقال "كانت البلدية تنتشل الجثث وتكدسها في السيارات لدفنها"، فيما كانت الضباع تتولى الباقي.

وتزخر اليوم سوق المدينة بالسلع والخضار والفواكه والمواشي.

ولا يزال سوء التغذية منتشرا في المنطقة، لكن "الامور تغيرت كثيرا"، على حد قول الرجل العجوز الذي أكد "أننا نملك ما يكفي حاجتنا ولم نعد نموت من الجوع".

وفي منتصف الثمانينيات، ضربت مجاعة البلاد إثر موجة جفاف شديد تزامنت مع مساعي النظام الديكتاتوري الماركسي لتجويع المتمردين في الشمال الذين باتوا اليوم في الحكم.

وقد أثارت صور الأطفال الجياع تضامنا دوليا بلغ ذروته في 13 حزيران/يونيو 1985 مع حفل "لايف ايد" الموسيقي الذي نظم بشكل متزامن في عدة مدن كبيرة بمبادرة من المغني الإيرلندي بوب غيلدوف.

ولنسيان هذه الصور، قام أبا هاوي رئيس بلدية أبراها أتسبيها الواقعة على بعد 60 كيلومترا من ميكيليه بجمع المسؤولين في إطار مشروع نظام ري ضخم يشمل حوالى 50 خزانا تحتبس فيها مياه موسم المتساقطات الذي بات أكثر تأخرا وأقل انتظاما. ومن شأن المياه المجمعة ان تسمح بري الأراضي خلال موسم الجفاف.

وقال رئيس البلدية "بفضل هذا المشروع، نضمن أمننا الغذائي. فهؤلاء الذين كانوا يأكلون مرة واحدة في اليوم، باتوا اليوم يحظون بثلاث وجبات يومية".

وقد جاءت النتيجة مذهلة. فبفضل الري، سجل الانتاج الزراعي في القرية زيادة بواقع اربعة اضعاف. كما أن المزارعين بات لديهم ثلاثة مواسم حصاد سنويا بدل الواحد. وعاد مشهد المزروعات ليطغى على منظر الرمل والصخور.

وأضاف ابا هاوي بفخر "كل هذا الخضار لم يكن موجودا. الأرض كانت جافة وجرداء. كان الجميع يسعون للمغادرة (...) لقد بنينا اقتصادا قادرا على مقاومة المجاعة. حتى مع هطول الأمطار لأربع او خمس مرات، يمكننا جمع ما يكفي من المياه ولن نعرف المجاعة بعد اليوم".

ويبدي هذا الرجل الستيني صاحب الحيوية المعدية والتصميم الثابت سعادته العارمة بهذا التحول التاريخي.

وقبل بضع سنوات، كانت أبراها أتسبيها معروفة بفقرها واعتمادها على المساعدات الغذائية وفق ابا هاوي. أما اليوم فباتت القرية تعيش اكتفاء ذاتيا كاملا. وتحل البيوت الحجرية تدريجا مكان المساكن المصنوعة من الطين والخشب.

المركبة الوحيدة الموجودة في المكان خلال هذا اليوم تعود لمنظمة خيرية وتنقل مجموعة من المزارعين من منطقة امهارا المجاورة لمعاينة النجاح الحاصل في القرية.

ويدل ابا هاوي هؤلاء الى البستان الغني الذي انبته في حديقة منزله ويضم اشجارا متنوعة تنمو عليها ثمار مختلفة بينها المانغو والافوكادو والقهوة والليمون... وهي زراعات كانت مجهولة سابقا في هذه الاراضي القاحلة.

وتسعى منطقة تيغراي لتكون نموذجا للتحول الزراعي في اثيوبيا.

وأشار رئيس مديرية الزراعة في المنطقة كيروس بيتو إلى أن "بضع مئات الهكتارات من الاراضي فقط كانت مروية في المنطقة. اليوم لدينا 275 الف هكتار تتمتع بالكامل بالري".

وحددت الحكومة الاثيوبية هدفا لها بالخروج من الفقر والانضمام بحلول العام 2025 الى مجموعة البلدان ذي الدخل المتوسط (ما يوازي دخلا قوميا صافيا قدره 1045 دولارا للفرد سنويا). وتضم هذه المجموعة كينيا والسنغال وايضا الكاميرون.

كما طورت اثيوبيا نظام انذار يسمح بكشف المناطق التي يمكن ان تنشأ فيها حالة انعدام للامن الغذائي. وتحرص السلطات ايضا على الحفاظ على احتياطي كبير من الحبوب (400 الف طن حتى اليوم)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيغراي نموذج للتحول الزراعي الإثيوبي بعد 30 عامًا على المجاعة تيغراي نموذج للتحول الزراعي الإثيوبي بعد 30 عامًا على المجاعة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab