صناعة الفوانيس مهنة تضيء ليل رمضان في مصر
آخر تحديث GMT16:45:52
 العرب اليوم -

صناعة الفوانيس مهنة تضيء ليل رمضان في مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صناعة الفوانيس مهنة تضيء ليل رمضان في مصر

ابتكارات وتجديدات بصناعة الفوانيس في مصر
القاهرة ـ أ.ش.أ

الفانوس، تلك القطعة التي لا تفارق أيدي الصغار، وتضيء الطرقات المؤدية لمنازلهم طوال ليالي شهر رمضان، واحدة من أهم الصناعات التي يعكف عليها حرفيون مصريون لمدة أسابيع، استعدادا لصناعة قطع مختلفة الأشكال والأحجام كأحد أهم مظاهر استقبال الشهر الكريم.
ابتكارات وعمل مستمر
على بُعد أمتار من ورش متجاورة في حي الرَّبْع وسط القاهرة، يفترش العم سلامة الأرض داخل ورشته الصغيرة، المزدحمة بأدواته البسيطة وخبرته الممتدة لأكثر من 60 عاما، وسط حديث لا يسأمه عن مهنة صناعة الفوانيس والتي لا توجد دولة عربية أو غربية تستطيع منافسة بلاده فيها، على حد قوله.
عم سلامة، الرجل السبعيني الذي يُعتبر من أقدم صانعي الفوانيس بمصر، لا يعتبر مهنته موسمية، لأنه يعمل بها طوال العام دون كلل، يبحث عن أهم متطلبات السوق المصرية والعربية لصناعة الفوانيس، والأشكال الفلكورية التي يمكن أن يبتكرها كل عام، ويدخلها في مزيج مع الأشكال الإسلامية.
صناعة فاطمية قديمة
قال العم سلامة: "أخذنا من الفاطميين صناعة الفوانيس، من وقت محاولتهم استطلاع الرؤية، حيث كانوا يصحبون فوانيس كبيرة بداخلها شمع، بعد ذلك تطورت الصناعة وأصبح بداخل الفانوس لمبة "مصباح كهربي"، ثم انتهى الأمر بصناعة الفوانيس ذات الشمع والباب الجانبي وأخرى بالكهرباء". ويحتاج الفانوس لأسابيع تمتد إلى أشهر لصناعته، وهو ما يدفع عم سلامة أن يعمل طوال العام.
وقال صانع الفوانيس العجوز: "بعد رمضان، نبدأ في تحضير فوانيس العام القادم، لتبدأ رحلة البحث على الأصناف التي يحتاجها السوق، وبعدها أتفحص جيدا المواد الخام التي لم تعد كما كانت، فأصبحت رديئة".
وعن الخامات التي يستخدمها عم سلامة فهي الصفيح والزجاج اللذان يقوم بتقطيعهما إلى قطع صغيرة، ثم عمل أشكال منهما من خلال فتحات وتلوينها قبل أن يبدأ باستخدام النار الموقدة للثني واللحام، بالإضافة إلى مساعدين يساعدانه في أعماله.
وأشار عم سلامة بابتسامة إلى مساعديه، وقال إن "أكبر تحد يواجه المهنة تراجع محبي صناعة الفوانيس، وأصبح من يعمل بها يريد الحصول على النقود فحسب".
تفاؤل بمستقبل أفضل
وبدا العم سلامة أكثر تفاؤلا هذا العام، لأنه، حسب قوله، "أفضل عام منذ 3 سنوات، لأن هناك إقبالا من المصريين على شراء الفوانيس"، وهو ما لم يقدم له العم سلامة تفسيراً غير أنه قال: "الناس عاوزة تفرح".
ولم يحدد صانع الفوانيس المصري أسعارها، غير أنه قال إنها تختلف من عام لآخر، وذلك بحسب الإقبال، ففي الأيام التي يعاني منها اقتصاد البلاد تعاني صناعة الفوانيس من كساد، أما عندما تكون حالة الناس ميسورة ترتفع الأسعار.
الفانوس الصيني
وتواجه صناعة فوانيس بمصر تحديات كثيرة، يأتي في مقدمتها ما يطلق عليه الحرفيون المصريون غزو الصين للصناعة، وانتشار تلك الفوانيس البلاستيكية جاهزة الصنع.
وقال العم سلامة: "صناعتنا لا توجد في أي دولة في العالم، ومازال لها زبونها، حتى وإن تراجع الإقبال عليها، خصوصا مع وجود الفوانيس الصينية، لكن نحن مستمرون، وسنصنعها لصغارنا، حتى لا تنقرض بموتنا".
وبحسب روايات تاريخية، فإن أول من عرف فانوس رمضان هم المصريون، وذلك على يد الفاطميين خلال فترة حكمهم لمصر. وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية، وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الفوانيس مهنة تضيء ليل رمضان في مصر صناعة الفوانيس مهنة تضيء ليل رمضان في مصر



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab