القاهرة_العرب اليوم
تسابق سلطات التحقيق المصرية الزمن لكشف غموض واقعة سرقة مقتنيات أثرية من مخزن تابع لكلية الآثار بجامعة سوهاج (صعيد مصر)، حيث وجد أفراد أمن الجامعة المخزن مفتوحاً بعد اختفاء قطع أثرية منه. وقالت إدارة الجامعة، في بيان لها، مساء اليوم الأحد: «أصدر الدكتور مصطفى عبد الخالق، رئيس جامعة سوهاج، قراراً بإيقاف أفراد الأمن المسؤولين عن حراسة المبنى الذي يضم مخزن القطع التعليمية، التابع لكلية الآثار، وإحالتهم للتحقيق الفوري، بالإضافة إلى إحالة القائم بعمل عميد كلية الآثار للتحقيق أمام أحد أساتذة كلية الحقوق، ومدير عام الإدارة العامة للأمن الجامعي، وأمين العهدة بالمخزن، للتحقيق».
وأوضح رئيس الجامعة أنه جارٍ التحقيق، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وإدارة البحث الجنائي، مع أفراد الأمن، ومراجعة كاميرات المراقبة الموجودة بالمبنى، وتشكيل لجنة متخصصة لعمل جرد كامل لمقتنيات المخزن، مضيفاً أنه «قد أصدر تعليماته للشؤون القانونية بالجامعة بفتح تحقيقات موسعة مع طاقم أمن الكلية وجميع العاملين والموظفين لكشف غموض الواقعة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة، ليتم إصدار بيان كامل بالواقعة خلال الساعات القليلة المقبلة لكشف كل ما يتعلق بالواقعة، حيث يصعب الآن الإدلاء بأي تصريحات تخص الواقعة؛ حتى لا تؤثر على سير التحقيقات»، على حد تعبيره.
وبينما رفض الدكتور عبد الناصر ياسين، نائب رئيس جامعة سوهاج، والعميد السابق لكلية الآثار، الإدلاء بأية معلومات تخص الواقعة أو ذكر تفاصيل بشأن متحف أو مخزن كلية الآثار، قال مصدر في الجامعة، فضّل عدم ذكر اسمه، إن «متحف أو مخزن الآثار موجود في الطابق الخامس بكلية التربية النوعية بمقر الجامعة القديمة (الواقعة شرق النيل) منذ سنوات طويلة»، مضيفاً أنه «رغم نقل جميع محتويات كلية الآثار من مبناها القديم منذ تحويلها إلى كلية مستقلة بـ(مقر الجامعة الجديد) عام 2016، لم يتم نقل المخزن من مكانه القديم (كلية التربية النوعية حالياً)».
وقال بعض خريجي كلية الآثار بجامعة سوهاج، إنهم لم يستفيدوا قط من محتويات مخزن الآثار الذي سُرق؛ لعدم إتاحته بشكل سلس أمام الطلاب والتدرب فيه عملياً، ولبُعد المسافة بين مقر الجامعة الجديد غرباً، والمقر القديم شرقاً، وهو ما يصعّب على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الوصول إليه بسهولة.
وأشارت المصادر إلى أن الكليات الموجودة بالمقر القديم للجامعة (الطب، الصيدلية، التمريض، العلوم، التربية النوعية) مؤمَّنة بكاميرات المراقبة التي يشرف عليها فريق الأمن الداخلي للجامعة.
وانتقد متابعون عدم توفير حماية دائمة ومشدَّدة على متحف أو مخزن كلية الآثار الموجود بكلية التربية النوعية؛ نظراً لاحتوائه على كنوز أثرية لا تُقدَّر بثمن.
وذكرت مصادر لوسائل إعلام محلية أن المتحف الذي تعرَّض للسرقة، يضم قطعاً فرعونية، وأخرى تعود للعصر اليوناني الروماني، والبيزنطي والعصر القبطي، والعصر الإسلامي.
في سياق مختلف تمكنت السلطات المصرية من ضبط تمثال لأفروديت، و1753 قطعة أثرية بميناء نويبع البحري، قبل تهريبها إلى خارج البلاد.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، اليوم، إن هذه الضبطية جاءت بعد تلقي الوحدة الأثرية بميناء نويبع البحري بلاغاً من شرطة أمن الميناء بالاشتباه في أثرية بعض المقتنيات التي ضُبطت داخل سيارة شحن كبيرة مخصصة لنقل الفاكهة، خلال مرورها عبر ميناء نويبع، حيث جرى على الفور تشكيل لجنة أثرية متخصصة لمعاينة وفحص المضبوطات.
من جانبه أشار حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أنه بعد الفحص والمعاينة، أكدت اللجنة أثرية جميع المضبوطات، قبل أن يجري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومصادرة المضبوطات لصالح وزارة السياحة والآثار، طبقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته.
وتضمنت المضبوطات تمثالاً من البرونز للإلهة أفروديت من العصر الروماني، وعدد 1752 قطعة أثرية؛ منها 1722 عملة من الفضة ومعدِن البيلون، والبرونز من العصر البطلمي وعصر الأباطرة نيرون، وهادريان، وأنطونيوس بيوس، والتي تنتمي لدار سك الإسكندرية، و20 مثقالاً لوزن العملة من البرونز بأحجام وأوزان مختلفة، و6 عملات من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والتي كُتب على هامشها رسالة التوحيد وجزء من سورة التوبة، وقوالب لسك العملة من العصور الإسلامية المختلفة مكتوب عليها بالخط الغائر، وأخرى من العصر الروماني محفور عليها عبارات باللغة اليونانية، بالإضافة إلى عملة من معدِن أصفر اللون عليها صورة الإمبراطورة جوليادومنا زوجة الإمبراطور سبتيموس سفيروس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك