غزة – محمد حبيب
أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، بأن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطًا كبيرة على القيادة الفلسطينية في الوقت الحالي لوقف انتفاضة القدس، نافيًا أن يكون هناك دور أميركي للوصول الى ما يسمى بحل الدولتين. وأشار الغول إلى أن الهدف الرئيسي من التحرَكات الأميركية الحالية هو إنهاء الانتفاضة التي تصفها "إسرائيل" وواشنطن بالتطرَف، وباللغة الديبلوماسية تدعو لوقف العنف الفلسطيني".
واستبعد الغول في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"، أن يحقق لقاء الرئيس عباس مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أي إنجاز لتحريك ما يسمى عملية السلام، موضحًا أن الرئيس الأميركي بارك أوباما تحدَث بوضوح عن عدم إمكانية تحقيق أي تقدم بالعملية خلال الفترة الراهنة، فيما أكد وزير خارجيته خلال زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينية، على ضرورة وقف الانتفاضة دون إعطاء أي وعود لاستئناف المفاوضات أو الضغط على "إسرائيل" من أجل وقف الاستيطان والالتزام بالاتفاقيات الموقعة.
وتوقع الغول أن يطرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على جون كيري المبادرة الفرنسية مؤكدًا في الوقت ذاته أن هذه المبادرة لا تستجيب للحقوق الفلسطينية، وإنما تسعى لحصر، الأمر بحل الدولتين، وإعطاء فرصة زمنية لـ "إسرائيل" بحدود عامين، يجرى فيها مفاوضات تتابعها الرباعية الدولية وأطراف عربية وإقليمية.
وطالب الغول بوقف المراهنة على أي مفاوضات مع الاحتلال "الصهيوني"، خصوصًا في ظل الاختلال المتزايد في موازين القوى، وفي ظل التطورات والاحتراب القائم في المنطقة. وبيّن أن من المطلوب حالياً إعادة اللحمة الفلسطينية وفقاً لبرنامج سياسي، ينطلق من مبدأ أن الشعب الفلسطيني يخوض نضالًا تحرريًا وطنيًا وديمقراطيًا، مشددًا على أهمية أن يتمسك هذا البرنامج بكافة حقوق الشعب الفلسطيني ويفتح الخيارات كافة لتحقيقها، منوهًا إلى أهمية بناء التحالفات الفلسطينية بما يتفق مع البرنامج السياسي.
وأكد على أهمية إنهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بشكل ديمقراطي يضمن الشراكة والتقرير في الشأن الوطني بشكل مشترك، وإعادة البحث في وظائف السلطة الوطنية، لتكون إحدى أدوات منظمة التحرير، وأداة من أدوات مقاومة للاحتلال. ودعا الغول الى ضرورة ألا تتحول اللقاءات الثنائية التي تُعقد في الدوحة بين حركتي "فتح"، "وحماس" الى بديل عن مشاركة الفصائل الفلسطينية في حوار المصالحة.
وبيَن الغول على أهمية أن تتم تلك اللقاءات وفق رؤية وطنية بعيدة عن المصالح الفئوية التي تُفشل تطبيق اتفاقات المصالحة الموقعة بين الطرفين. وقال:" نأمل ألا يكون الهدف من اللقاءات امتصاص غضب الشارع الفلسطيني فقط، والعودة للبحث عن الحصص الحزبية، دون الاتفاق على قواسم مشتركة ومراجعة التجارب السابقة"، موضحًا أن السبب المباشر في فشل اللقاءات الثنائية بين الطرفين يرجع للصراع على كيفية تفسير اتفاق المصالحة بما يحقق لكل طرف مكاسب عالية، مشيراً إلى ضرورة اتفاق الفصيلين على تذليل العقبات امام تنفيذ اتفاق المصالحة قبل كل شيء.
أرسل تعليقك