اعتبر المحلل الأمني العراقي عبد الكريم خلف ، استخدام تنظيم "داعش" ، للأطفال بتنفيذ هجمات انتحارية مؤشراً على "الدفاع المهزوم وخسارة لأدواته" في القتال، لافتا الى انه تم تسجيل 254 حالة استخدم فيها "داعش" الأطفال في الدعاية، بينها 12 حالة نفذ فيها أطفال بأيديهم عمليات إعدام.
وقال في تصريح لـ"العرب اليوم" ، إن "تنظيم داعش استخدم سابقا النساء والمتخلفين عقليا، ولديه الاف من الاطفال ليتفادى بهم التفتيش وهذا يعقد المشهد الأمني وهو أسلوب ليس جديدا ودربهم ونفذوا عمليات اعدام وقتل رهائن". وأضاف خلف في ظرف ستة أشهر فقط، بين آب/أغسطس 2015 وشباط/فبراير 2016، تم تسجيل 254 حالة استخدم فيها داعش الأطفال في الدعاية، بينها 12 حالة نفذ فيها أطفال بأنفسهم عمليات إعدام، وحالة واحدة ظهر فيها طفل يشارك في عملية إعدام في الشارع.
وتابع : "اعتقد سيستمر استخدام تنظيم داعش للأطفال كونه يحقق نجاحاً في كثير من الأماكن لصعوبة كشفهم ويستطيع الوصول الى أهدافه لعدم مراقبتهم بشكل جيد، لكنه يعتبر الدفاع المهزوم والسلبي عندما يستخدم طفل كمادة متفجرة، وهو دليل على ان تنظيم داعش فقد أدوات الردع التي كان يستخدمها وقد شارفت على الانتهاء".
وأشار خلف، الى ان "تنظيم داعش يسعى الى تدمير المنظومة الاجتماعية، وحاول انتهاك حرمة النساء في المجتمع العربي من خلال ما يسمى بـ(جهاد النكاح) وقتل النساء في الشوارع وحرقهن أمام الناس هذه كلها لتدمير البنية الاجتماعية وهذه واحدة من اسس عمل تنظيم داعش، حيث الطفل يلقى ترحابا ورعاية وعواطف الاخرين، لكن داعش حولهم الى قنبلة بشرية وهذه مشكلة جديدة تضاف الى ملف الامن".
وأكد، انه "لو كانت هناك جدية من دول الجوار الاقليمي ودول العالم لتم القضاء على الارهاب لكن بعض الدول العربية ليست لديها جدية في محاربة داعش وهي تقدم التسهيلات لهم بفتح الحدود ودعهم، وكذلك دول عالمية تروج وتدعم هذا الفكر المتطرف، وهذا يؤكد عدم الجدية بمواجه داعش".
ويشير خلف الى ان "بعض الناس يعتقدون أن الأعمال الانتحارية التي يشنها تنظيم داعش في العراق وسورية هي حكر على الرجال فقط، لكن هذا ليس صحيحاً، وداعش يستغل هذا الاعتقاد، ومن ثم بدأ في تدريب العديد من النساء والأطفال على استخدامهم في شن عمليات انتحارية مقبلة ، لذا نقوم حالياً بدراسة الأمر عن قرب.
وحذّر المحلل السياسي ، من هذا الاتجاه الجديد الذي من شأنه تغييّر الطرق المتبعة في مكافحة أعمال التنظيم الإرهابية، مؤكدا على ان تنظيم داعش قد لجأ في الآونة الأخيرة الى استخدام الاطفال والمراهقين بتنفيذ هجمات انتحارية، ومنها استهداف حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا وراح ضحيته 51 شخصاً وجرح العشرات السبت الماضي .
هذا وألقت الشرطة في محافظة كركوك في العراق، الاثنين الماضي، القبض على فتى لا يتجاوز عمره الـ 15 عاماً، ويرتدي حزاماً ناسفاً قبل تفجير نفسه وقالت الشرطة انه "الفتى تم تخديره، وأنها شكت بذلك بعد رؤيتها لعلامات الذهول على وجهه، وبكائه وعدم تصرفه بشكل طبيعي".
واعترف الصبي الانتحاري الذي تم اعتقاله مؤخرا في كركوك، الثلاثاء، بان داعش درب نحو خمسين طفلاً لتنفيذ هجمات انتحارية في مناطق متفرقة من البلاد. وقال مصدر امني في كركوك إن "التحقيقات الاولية مع الانتحاري حسين راضي علوان من مواليد 2001 الذي اعتقل مؤخرا في حي تسعين قرب مديرية تربية كركوك وسط المحافظة، اعترف ان داعش درب نحو خمسين طفلا في معسكراته بجنوب غربي كركوك والموصل".
واضاف ان "هؤلاء الاطفال تتراوح اعمارهم بين الـ8 الى 15 سنة"، مبينا انه "بحسب علوان فان الهدف من ذلك هو لاستخدامهم بتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف المواقع الامنية والمساجد والحسينيات".
وتابع ان "التنظيم لجأ إلى هذا الأسلوب في استخدام الأطفال لتمويه الجهات الأمنية بهم"، مشيرا الى انه "بعد اعترافه تم تسجيل معلومات مهمة عن هؤلاء الاطفال الذي يسميهم التنظيم اشبال الخلافة".
أرسل تعليقك