بيروت ـ العرب اليوم
أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "حزب الله" وحلفاؤه "يعملون على تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرّرة في 2022 خشية خسارة الانتخابات"، محذّراً من أن "هذه الخطوة ستقود لبنان إلى مزيد من الموت البطيء". ولفت جعجع في مقابلة معه في المقر العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" في معراب، إلى أن "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون "سيعملان على تأجيل الانتخابات أو تعطيلها لأنهم شبه متأكّدين أنهم سيخسرون الأكثرية النيابية التي بحوزتهم"، مضيفاً "الوضع الحالي كما تسير الأمور، مؤسّسات الدولة وبالتالي الدولة إلى تحلّل يوماً بعد يوم".
وتابع: "الاستمرار بالوضعية الحالية سيؤدّي إلى تحلّل الدولة وهذا هو الموت الذي من الممكن أن نصل إليه. من هذا المنطلق فإن الانتخابات ضرورة ملحة جداً وهي عملية استثنائية مطلوبة أكثر من أيّ وقت آخر"، معتبراً أنه من دون انتخابات "سنرى المزيد من الشيء نفسه". كما أوضح أنه "إذا في عندنا أيّ أمل بإعادة الأحداث إلى الوراء، بمعنى أن تتخذ الأحداث في لبنان منحى مختلفاً عمّا هي عليه في الوقت الحاضر وأن نبدأ بعلمية إنقاذ جديدة، فهي بهذه الانتخابات بالذات، وبالتالي من غير المقبول مهما كان السبب أن تتأجل أو تتعطل هذه الانتخابات".
في السياق، رأى جعجع أن نفوذ "حزب الله" المتزايد هو "السبب الرئيسي وراء الخلاف مع السعوديّة وبعض الدول العربيّة وهذا الخلاف يضر بالاقتصاد اللبناني"، مشدّداً على أن "السعودية ودول الخليج العربية هي الرئة الاقتصادية للبنان"، ومؤكّداً أن "علاقة حزبه بالسعودية علاقة سياسية لا تنطوي على أيّ دعم مالي". أمّا بالنسبة لأحداث الطيونة، نفى جعجع أن "تكون هذه الخطوة قد تمّ التدبير لها وألقى باللائمة على (حزب الله) لدخوله أحد أحياء عين الرمانة".
ونفى جعجع مزاعم خصومه السياسيين بأن "القوات اللبنانية" المسلّحة لديها 15 ألف مقاتل، قائلاً: "إن الحزب يضمّ 35 ألف عضو بعضهم عنده أسلحة فردية وربما كان أكثر من عشرة آلاف منهم، وكلهم من الجيل القديم، قد تلقوا تدريبات عسكرية". وأردف: "الانتخابات بالدرجة الأولى ستكون لصالح القوات اللبنانية وبالدرجة الثانية ستكون لصالح مستقلين عندهم نفس السياسة. وبالتالي على الجهتين نحن رابحين"، مضيفاً أنها "ستكون لصالح من لديه مشروع سياسي آخر".
ومضى قائلاً "أشك أن يخسر (حزب الله) كثيراً في بيئته ولكن خسارته ستكون بالبيئات الأخرى". ولم يستبعد جعجع تحالفات مماثلة لانتخابات 2018 التي خاضها مع "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والحزب "التقدمي الاشتراكي" بزعامة وليد جنبلاط. وقال جعجع إن حزب "القوات اللبنانية" لا يسعى إلى مواجهة مسلّحة مع "حزب الله" ولا يخشى اندلاع عنف طائفي، نظراً لدور الجيش اللبناني في الحفاظ على السلم الأهلي. وأضاف: "أثبتت السنوات الماضية أن السياسة الحالية المعتمدة للجيش هي سياسة واضحة جداً، لا يسمح أن تعتدي فئات لبنانية على فئات أخرى، ولهذا في عين الرمانة أول أن بدأ الاشتباك رأينا كيف تدخل الجيش وهدأ الوضع وإلّا لكانت الأمور راحت إلى ما لا يحمد عقباه".
قد يهمك ايضا
رئيس "حزب القوات اللبنانية" يدعو لتشكيل "لجنة تحقيق دولية" في انفجار بيروت
جعجع يدعو لانتخابات نيابية مبكرة بهدف انتخاب رئيس للبلاد "من طينة أخرى"
أرسل تعليقك