نفى زعيم عشائري سني عراقي، وجود أطفال بين العناصر المقاتلة في قوات "الحشد العشائري" الذي يقاتل ضد تنظيم "داعش" في محافظة نينوي شمال العراق، وجاء تصريحه ردًا على اتهامات وجهتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إلى عشائر سنية بتجنيد صغار السن في مخيم للنازحين في إقليم الإدارة الكردية شمالي العراق، وأكد على عدم الحاجة للأطفال لوجود "وفرة" في اعداد المقاتلين والتزامه بسن التطوع البالغ (18 عامًا).
وقال قائد الحشد العشائري في محافظة نينوى نزهان الصخر اللهيبي في تصريح خاص إلى "العرب اليوم" ، إن الانباء التي تتحدث عن قيام فصيل تابع لحشد الموصل بتجنيد الأطفال والزج بهم في معركة تحرير الموصل عارية عن الصحة، عاداً أن ذلك مناف للقوانين العسكرية والأخلاقية.
وأبلغ السبعاوي أن أطفالا في سن صغيرة تصل إلى 14 عامًا، جرى استبعادهم بعدما تطوعوا للانضمام للفصائل العشائرية, وأضاف في إشارة إلى الشبان في صفوف الجماعات السنية المناهضة لـ"داعش"، "عندما (من هم دون الثامنة عشرة) يرون داعش يجند، يتوقعون أنه يجب أن يتم تجنيدهم أيضا", وتابع ، أن "السن القانوني للتجنيد هو (18 عاما) فما فوق حسب ضوابط وزارة الدفاع للمتطوعين في الحشد العشائري في محافظة نينوى"، متهماً "تنظيم داعش بأنه هو من يقوم بتجنيد الأطفال في تصرف مستهجن لا يمكن أن يقوم به الحشد العشائري".
وأكد على أن فصائل الحشد العشائري في محافظة نينوى كافة تخلو من أي قاصر، مشيرا إلى أن الذين يشاركون في قتال (داعش) حالياً أو خلال معركة الموصل هم فقط من الذين تقع أعمارهم ضمن السن القانونية.
واعتبر أنه من غير المقبول زج القاصرين في عملية تحرير الموصل، خاصة أن هناك عدداً كبيراُ من المتطوعين ضمن السن القانونية، مشدداً على التزامهم بالضوابط التي وضعها الجيش والحكومة المركزية في استقبال المتطوعين وتدريبهم وتجنيدهم لمواجهة تنظيم داعش.
وتساءل, "كيف ندين استغلال تنظيم داعش للأطفال في عملياتها الإجرامية، ونقبل في الوقت نفسه بتجنيدهم لخوض معارك ضدها"، مشيرًا إلى أن ذلك جريمة بحق الطفولة, ويرى أطفال العراق مهيؤون أساساً لعدم ممارسة طفولتهم بنحو طبيعي بعد مرحلة "داعش" متسائلا, "كيف سيكون حالهم عند الزج بهم في خضم حرب وقتال وعنف؟".
وأوضح أنه يقود 322 عنصر قاتلوا في قرى القيارة ومناطق أخرى من جنوب الموصل "مركز محافظة نينوى" وأشرف على 300 متطوع آخرين سيجري زجهم ضمن الحشد العشائري, وبين أن هناك بعض الأطفال تدفعهم الغيرة إلى ارتداء ملابس عسكرية خاصة بالحشد العشائري ويحضرون جلسات خاصة به داخل مضايفه الخاصة، لكنهم لا ينتمون ولا يقاتلون في الحشد العشائري.
وذكر, "أصغر أبنائي بعمر ثلاث سنوات على الأغلب يرتدي زياً عسكرياً ويحمل رتبة نقيب كزي تقليدي لدينا، ولكن ليس من باب القتال"، مبيناً أن الأعمار المسموح بها للانخراط في صفوف الحشد العشائري من مواليد 1996 فما فوق بما فيهم كبار سن نحتاجهم لرفع معنويات المقاتلين خلال المعارك التي نخوضها.
واتهمت مفوضية حقوق الإنسان، في الثالث من ايار/مايو 2016، تنظيم "داعش"، بتجنيد أكثر من ألف طفل بمدينة الموصل، وغسل أدمغتهم لتغذيتها بـ"القتل والعنف"، وفي حين عدت أن ذلك يشكل "انتهاكاً خطيراً" بحق الطفولة، دعت لإقامة مؤتمر دولي لمكافحة تجنيد الأطفال ووضع آليات لتدارك الآثار التي زرعها المتطرفون في ذاكرتهم.
وكانت صحيفة الواشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية، عزت في تقرير لها في الـ18 من آب/اغسطس 2016، لجوء تنظيم داعش لدفع الأطفال تنفيذ عمليات انتحارية، إلى الخسائر "الفادحة" التي تكبدها وتراجع سيطرته على المناطق التي كان يحتلها، في حين حذر باحثون من مغبة ترك آلاف الأطفال من دون تربية وتعليم وسط أجواء العنف مما يسهل استغلالهم من قبل الإرهابيين، داعين إلى حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يوجهونها ضماناً لعدم ظهور جيل ثان من التنظيم.
أرسل تعليقك