كشف رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، أنَّ العراق لن يعود إلى حقبة الاعتداءات على دول الجوار وإتباع صيغة التفاهم والمناقشة في الأمور السياسية والأمنية، معتبرًا الحلف الرباعي بين العراق وسورية وإيران وروسيا "خطوة صائبة"، داعيا دول العالم إلى مقاتلة "داعش" ووأده قبل إن يستفحل وتضطر لقتاله في بلدانها.
وأكد الحكيم في حوار مع "العرب اليوم"، أنَّ "هناك انفتاحا متزايدا من قبل الدول العربية على العراق"، لافتا إلى أنَّ العراق بصدد معالجة جميع الملفات الحساسة من خلال الحوار والتفاوض .
وأضاف إن العراق يحتاج إلى تطوير وتعزيز الجهود من قبل المؤسسة الأمنية ليصل إلى مرحلة الأمن والأمان في جميع ربوعه، مبينا أن مصلحة الولايات المتحدة وغيرها من الدول بناء علاقات متوازنة مع العراق تقوم على أساس تبادل المنافع والتعاون والمصلحة المشتركة .
ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي إلى استثمار كل الجهود الدولية لمحاربة ومقارعة التنظيمات المتطرفة ، مستدركا أن الجهد السياسي والحلول المقنعة هي من أهم الأسلحة التي تسهم في القضاء على المتطرفين وحرمانه من ملا ذاته الآمنة.
وأوضح الحكيم أن القرار الصحيح لكل دول العالم هو الخروج لقتال المتطرفين قبل أن يضطروا لقتالهم في دولهم، داعيا إلى إنشاء صندوق دولي لدعم العراق مخصص لتمويل الحرب على المتطرفين ، معللا ذلك الدعم بأن الكلفة الاقتصادية لهذه الحرب عالمية والأزمة الاقتصادية التي يواجهها البلد كبيرة لم يعد مختصًا بالشأن العراقي أو السياسات الداخلية، وإنما هو وجود سرطاني يحتل جزء من الأرض العراقية ولكنه يعمل على مساحة العالم بأكمله من حدود الصين إلى أميركا الجنوبية مرورا بدول شرق أسيا وروسيا و أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرز حاجة العراق إلى مليارات الدولارات سنويا لقتال المتطرفين وعلى العالم تحمل كلفة الحرب مع العراق، مطالبًا الحكومة إلى عقد مؤتمر للمانحين الدوليين لإنشاء صندوق دعم العراق لمحاربة المتطرفين وتمويل الجهد العسكري العراقي.
أما بخصوص الإصلاحات يرى رئيس المجلس الأعلى أنها جزء مهمًا وأساسيا تقع على عاتق مجلس النواب ، مبينا إن البنية القانونية للدولة العراقية متداخلة ومرتبكة وبيروقراطية وتشجع على الفساد وتقتل روحية العمل والإبداع وبعيدة عن العدل والإنصاف والمساواة.
ونوه إلى تطوير دور مجلس النواب انسجامًا مع الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، مؤكدا الحاجة إلى إقرار الكثير من القوانين المتراكمة في إدراج المؤسسة التشريعية، حاثا مجلس النواب إلى التحول لآلة عملاقة لتشريع القوانين التي تسهم بتجديد بنية الدولة العراقية وان يضع أولوية مدروسة للمواضيع التي يناقشها.
ولفت الحكيم إلى حاجة العراق لبرلمان فعال ومتفاعل وقادر على إن يكون بمستوى التحديات التي يواجهها، منوها إلى إن الأزمة المالية حقيقية مما يتطلب تدابير وحلول ذكية وعميقة.
وأعرب عن أسفه لعدم وجود خطوات كبيرة ومؤثرة في هذا المجال، مناشدًا الحكومة إلى الاستعانة بأصحاب الخبرة والتخصص وإعادة تقييم سريعة لقادة المؤسسات المعنية في الدولة وإجراء التعديلات اللازمة وبالسرعة والحكمة المطلوبة.
وأشار أيضا إلى ضرورة الاستعانة بتجارب الدول الناجحة والبحث عن حلول حقيقية دائمة ومستمرة وتجنب الحلول البيروقراطية التقليدية غير الحاسمة، وفي الشأن ذاته شدد على أهمية ثقافة الاستماع في المنهج السياسي، مستدركا أن العراق دفع ثمنا غاليا بسبب منهج العمل المنفرد البعيد عن الاستنصاح والاستشارة الصادقة الواعية.
ويميل الحكيم إلى حوار موسع مع النخب السياسية لمناقشة علمية وواقعية وذات اطر دبلوماسية قيمة تنتشل العراق من مرحلة تعثر وجمود في قنوات التواصل الحقيقية والفعالة وسط التحديات الكثير التي تواجه العراق، محذرا العراقيين من خطر كبير يواجههم إذا لم يتم تجاوز سلبيات المرحلة السابقة من مفاهيم سيئة ومشوهة ، مشيرا إلى التداعيات الإقليمية وانعكاساتها على الداخل .
أرسل تعليقك