واشنطن - العرب اليوم
انضم صندوق النقد الدولي لجوقة متنامية تحذّر من خطر تخلّف روسيا عن الإيفاء بالتزامات ديونها، لأنَّها تعاني ركوداً عميقاً جرّاء عقوبات غزوها أوكرانيا.أعلنت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة للصندوق، للصحفيين الخميس أنَّ تخلّف روسيا عن السداد لم يعد "حدثاً غير مرجح... ليس السبب في أنَّ روسيا تفتقر للمال؛ بل لأنَّها مغلولة اليد في استخدامه".
أضافت أنَّ العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا ستصعّب تحويل أصولها الاحتياطية لدى صندوق النقد الدولي، المعروفة باسم حقوق السحب الخاصة، إلى عملة.اعتبرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني هذا الأسبوع أنَّ تخلّف روسيا عن سداد مستحقات سنداتها "وشيك" جراء العقوبات التي تاخمت الحرب. زاد تداول عقود مقايضات التخلّف عن السداد- وهو ضرب من التأمين ضد عدم السداد- بشدة بحيث يدل على احتمال نسبته 71% بالتخلّف عن السداد خلال عام، و81% في غضون خمسة أعوام.
يسعى المستثمرون والتجار لفهم مدى إمكانية تسوية عقود مقايضات التخلّف عن سداد الدين إن سددت روسيا ديونها الخارجية بالروبل بعد أن وقَّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً في نهاية الأسبوع يتيح ذلك للحكومة والشركات الروسية.
استحقاقات وشيكة
تواجه روسيا استحقاق 117 مليون دولار على سندات مقوّمة بالدولار في 16 مارس، وقد تنتهي بمقايضات إن سدِّدت بالروبل.قالت غورغييفا، برغم أنَّه من السابق لأوانه تحديد حجم أضرار الحرب، وتكاليف إعادة الإعمار في أوكرانيا، إذ سيحتاج صندوق النقد الدولي لانتظار انتهاء القتال كي يقييمها، لكن يتضح راهناً أنَّه سيكون هائلاً.
قال أوليغ أوستينكو، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إنَّ غزو روسيا أفقد أوكرانيا ما قيمته 100 مليار دولار من الأصول والبنى التحتية. أعلن صندوق النقد الدولي الأربعاء عن تمويل طارئ بقيمة 1.4 مليار دولار لأوكرانيا، وقالت غورغييفا، إنَّه سيُستخدم للمساعدة بدفع الرواتب والمعاشات التقاعدية، وتمويل الخدمات الأساسية.
قالت غورغييفا، إنَّ روسيا تتجه نحو "ركود عميق"؛ فقد أدى تدهور الروبل لارتفاع التضخم، كما أضعف القوة الشرائية للسكان الروس بشدة. أضافت أنَّه في حين أنَّ أعضاء صندوق النقد الدولي قلقون للغاية من الحرب، لم يكن هناك نقاش في المجلس حول تعليق عضوية روسيا، مشيرة إلى أنَّ استبعاد روسيا ينبغي أن يستند لانتهاك التزامات اقتصادية وفق نظام الصندوق، في حين أنَّها حتى الآن تفي بالتزاماتها.
قالت غورغييفا، إنَّ الصندوق ليس لديه أي برامج قروض مع روسيا، كما أنَّ مكتبه في موسكو لا يعمل، ولا تمثيل له فيها. ورجحت أن يخفّض الصندوق توقُّعاته للنمو العالمي لهذا العام عند تقديم تحديث لآفاق الاقتصاد العالمي قبل اجتماعاته الشهر المقبل.كان الصندوق قد خفّض توقُّعات النمو العالمي في 2022 إلى 4.4% في يناير مع دخول وباء كوفيد-19 عامه الثالث، تأسيساً على ضعف التوقُّعات للولايات المتحدة والصين واستمرار التضخم.
بيّنت رئيسة الصندوق أنَّ للحرب تداعيات عالمية تشمل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مثل: القمح، والذرة، والمعادن، والأسمدة، وأثر التضخم على الدخل الحقيقي.أضافت أنَّ هذا يمثل خطراً خاصة على الأسر المعوزة، التي يشكّل الغذاء والوقود أكبر قدر من نفقاتها. قالت غورغييفا، إنَّ الضغط الناجم عن ارتفاع أسعار النفط والغاز يرجح أن يؤدي لتسريع وزيادة ضيق الأوضاع المالية عمّا كان متوقَّعاً، وهو وضع يقلق الأسواق الناشئة خاصة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
صندوق النقد الدولي يؤكد أن المحادثات مع تونس حققت تقدماً جيداً
صندوق النقد الدولي يَختَتِم زيارة تونس بـ"حزمة شروط "
أرسل تعليقك