روّج الملياردير الأميركي إيلون ماسك لرسائل مسربة من البريد الإلكتروني لمنصة «تويتر» والتي توضح بعض الجدل الداخلي في الشبكة الاجتماعية حول قرار مثير للجدل في عام 2020 لتقييد الوصول إلى مقال في صحيفة «نيويورك بوست» حول جهاز كومبيوتر محمول يزعم أنه مملوك لهانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، وفقاً لشبكة «بلومبيرغ».
ونشر الكاتب مات تيبي سلسلة تغريدات وصور لما قال إنها رسائل داخلية مسربة على «تويتر» ورسائل بريد إلكتروني، دون أن يذكر كيف حصل عليها. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بدأ ماسك، الذي اشترى موقع «تويتر» في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، في إثارة نشر معلومات أطلق عليها «ملفات تويتر»، كجزء من سلسلة التغريدات الأخيرة التي تدعي الدفاع عن حرية التعبير واتهام إدارة الشركة السابقة - والمعلنين مثل شركة «آبل» - بمعارضتها.
في أواخر عام 2020، في الأسابيع الأخيرة من الحملة الرئاسية الأميركية، قرر «تويتر» تقييد مقال في «نيويورك بوست» يحتوي على ادعاءات لم يتم التحقق منها بشأن أنشطة هانتر بايدن في أوكرانيا. قالت «تويتر» في ذلك الوقت أن قصة الصحيفة تضمنت لقطات شاشة وصوراً تنتهك «سياسة المواد المخترقة» الخاصة بالشركة، والتي تمنع المستخدمين من مشاركة صور المواد التي تم الاستيلاء عليها. منعت الشركة المستخدمين من مشاركة المقال على المنصة.
غرد الرئيس التنفيذي حينها جاك دورسي بأن حجب الروابط دون تقديم المزيد من المعلومات «غير مقبول». كما غيرت الشركة سياساتها بعد فترة وجيزة من تقييد قصة بايدن، قائلة إنها ستقوم «بوضع تسمية على التغريدات لتوفير سياق بدلاً من حجب الروابط» للقصص. أجاب دورسي أيضاً على أسئلة حول الحادث أمام الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 جنباً إلى جنب مع الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ.
في إحدى الرسائل منذ ذلك الوقت، وفقاً لتيبي، كتب ترينتون كيندي، عضو فريق الاتصالات في «تيوتر»، إلى مجموعة تضم رئيس الشؤون القانونية والسياسات فيجايا جادي وزعيم سلامة الموقع يويل روث لطرح أسئلة حول سبب تقييد القصة.
تظهر تغريدات تيبي قول كيندي «أنا أكافح لفهم الفكرة الأساسية لوضع علامة على ذلك على أنه غير آمن، وأعتقد أن أفضل حجة لشرح هذا الأمر خارجياً هي أننا ننتظر أن نفهم ما إذا كانت هذه القصة نتيجة لمواد مخترقة... سنواجه أسئلة صعبة حول هذا الأمر إذا لم يكن لدينا نوع من الأسباب القوية لوضع علامة على الرابط على أنه غير آمن».
وكان ماسك مدركاً أن عاصفة التغريدات قادمة يوم الجمعة، ولمح في منشور على الشبكة إلى أنه ساعد في تنسيقها.
حتى في الوقت الذي سعى فيه ماسك إلى بناء ترقب لإصدار الوثائق، فإن المواد التي شاركها تيبي يوم الجمعة أعطت القليل من المعلومات الجديدة في قضية عمرها عامين. ليس من الواضح من أذن بنشر المواد من «تويتر»، رغم أن ماسك هو المسيطر وقد طرد العديد من كبار المديرين التنفيذيين، وكان يروج بنشاط لتغريدات تيبي.
خلال الحملة الرئاسية لعام 2020، نشرت وسائل الإعلام المحافظة معلومات تزعم أنها جاءت من جهاز كومبيوتر محمول تركه هانتر بايدن في ورشة إصلاح بولاية ديلاوير. زعمت حملة الرئيس السابق دونالد ترمب أن المواد - التي لم تتحقق «بلومبيرغ نيوز» من أصلها - تقوض مزاعم جو بايدن بأنه وابنه لم يناقشا التعاملات التجارية الخارجية.
قال بعض الجمهوريين إن تحرك «تويتر» لمنع القصة ساعد الرئيس جو بايدن في انتصاره على ترمب، لكن لجنة الانتخابات الفيدرالية قضت العام الماضي بأن منصة «تويتر» لم تنتهك قوانين الانتخابات من خلال القيام بذلك.
الآن، يستعد جو بايدن لمواجهة التحقيقات التي يقودها الجمهوريون العام المقبل والتي ستدقق بأعمال هانتر بايدن وتعاملاته التجارية.
ويزعم مشرعو الحزب الجمهوري أن نجل الرئيس بايدن استخدم اسم عائلته في الأعمال، وخلق تضارباً في المصالح لوالده، وهي مزاعم ينفيها الرجلان.
حاول ماسك إرضاء كلا الجانبين في مناقشة الخطاب عبر الإنترنت خلال الأسابيع القليلة الأولى من توليه المسؤولية في «تويتر»، إلا أنه مثل قادة المنصة السابقين لم ينجح في ذلك إلى حد كبير.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك