لندن ـ العرب اليوم
في وقتنا الحاضر، يوفر القمح 20 في المائة من السعرات الحرارية التي يستهلكها البشر يومياً، إلا أن إنتاج القمح أصبح مهدداً الآن، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية. وينبع هذا التهديد من ظاهرة الاحترار العالمي التي سبّبها الإنسان. وبسبب هذا الاحترار، يواجه كوكبنا مستقبلاً موجات حرارة قاسية على نحو متزايد، وكذلك موجات جفاف وحرائق غابات بإمكانها تدمير محاصيل القمح في المستقبل، الأمر الذي قد يخلّف وراءه مجاعة واسعة النطاق.
ويمكن تجنب هذه الكارثة، بفضل أبحاث بالغة الأهمية يجريها حالياً باحثون بمركز «جون إنيز في نورتش». ويعكف الباحثون على تنفيذ مشروع لتعزيز قدرة القمح على مقاومة الحرارة الشديدة والجفاف. وقد أثبتت الأيام صعوبة إنجاز مثل هذه الجهود، ورغم ذلك ستكون هذه العملية محور مجموعة جديدة من التجارب في غضون أسابيع قليلة، وذلك في إطار مشروع سيجري في إطاره زراعة سلالات متنوعة من القمح، جرى تخليقها جزئياً بالاعتماد على تكنولوجيا لتعديل الجينات، داخل حقول تجارب بإسبانيا.
وبناءً على قدرة هذه السلالات المتنوعة على تحمل حرارة مناخ شبه الجزيرة الأيبيرية، سيحدد العلماء مدى قدرة السلالات المبتكرة على حماية المحاصيل المستقبلية من أسوأ موجات التقلبات المناخية. ومن شأن ذلك بدوره تعزيز إنتاج الغذاء للمليارات من سكان الأرض، حسبما أعلن فريق مركز جون إنيز.
ويذكر أن القمح لم يكن العنصر النباتي الوحيد الذي يقف خلف الثورة الزراعية. ومن بين العناصر الأخرى، الأرز والبطاطا، التي اضطلعت بدور هي الأخرى في هذه الثورة المرتقبة. ومع هذا، يبقى دور الريادة من نصيب القمح خلف تحقيق ثورة زراعية تصوغ وجه عالمنا الحديث الذي يتسم «بانفجار سكاني وطبقات نخبوية مدللة»، حسبما ذكر العالم يوفال نواه هراري، في كتابه «الكائنات العاقلة» (سابينز)، الذي كان من بين الأكثر مبيعاً على مستوى العالم.
وتتمثل السلالتان الأساسيتان من القمح اللتان جرت زراعتهما في المزارع التجريبية، في قمح المعكرونة وقمح الخبز. وتلعب السلالتان معاً دوراً محورياً في النظام الغذائي لقرابة 4.5 مليار نسمة، تبعاً لما ذكره بروفسور غراهام مور، العالم المتخصص بعلم الوراثة المرتبط بالقمح ومدير مركز جون إنيز، إحدى أبرز المؤسسات البحثية عالمياً بمجال المحاصيل الزراعية.
وأضاف مور: «يعتمد نحو 2.5 مليار شخص داخل 89 دولة على القمح في غذائهم اليومي، الأمر الذي يكشف قدر الأهمية البالغة التي يحظى بها محصول القمح على الصعيد العالمي».
أرسل تعليقك