شجرة الشبهانة تهزم التصحر والجفاف
آخر تحديث GMT10:16:18
 العرب اليوم -

راسخة في أرض "السلع" منذ 200 عام

شجرة "الشبهانة" تهزم التصحر والجفاف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شجرة "الشبهانة" تهزم التصحر والجفاف

شجرة الشبهانة
دبي ـ جمال أبو سمرا

"الشبهانة" شجرة معمرة تقع في منطقة غابة المرخ بمنطقة بعيا في مدينة السلع بالمنطقة الغربية، وعلى مسافة من أبوظبي تقارب 320 كيلو متراً، وبعد أن قضى التصحر على غابة المرخ، بقيت "الشبهانة" حتى الآن شامخة لأكثر من 200 عام، حيث استعصت وقاومت بشموخها جميع الظروف البيئية من تصحر وجفاف ورياح طيلة هذه السنين .
تعتبر "الشبهانة" اليوم مَعلماً بارز في مدينة السلع يحرص السياح والزوار على رؤيتها والجلوس تحتها والاستظلال بظلها وكانت ملتقى للناس والمسافرين إلى المملكة العربية السعودية أو القادمين منها كانوا يلتقون تحت ظلالها ويتناقلون الأخبار ويرتوون من ماء بئر بعيا أو من بئر السلع ويتزودون من ماء العزب لمواصلة أسفارهم .
تلاشت الغابة وبقيت "الشبهانة"
ويقول المواطن صالح الحمادي، الشبهانة نوع من أشجار الغاف، وتتكون من خمسة فروع كبيرة، يمثل الفرع الواحد منها شجرة قائمة بذاتها، وهي بارتفاع عال .
ويؤكد الحمادي، أن عمر الشبهانة بالاستناد إلى ما روي عن الآباء والأجداد من مدينة بعيا السلع يتجاوز ال 200 عام، وكان الناس في منطقة الوتيد يرونها على مسافة 70 كيلومتراً من شموخها، حيث كانت جزءاً من غابة ضخمة يذكر أنها كانت تمتد غرباً إلى منطقة "الخشوم" على حدود دولة الإمارات العربية مع المملكة العربية السعودية، والغويفات إلى الجنوب من مدينة السلع، ولكن نظراً لعوامل عدة سواء طبيعية أو من صنع الإنسان بدأت الغابة بالتلاشي رويداً رويداً حتى لم يبق شاهد عليها سوى شجرة "الشبهانة" .
ويذكر مطر محمد هلال من أهالي السلع، أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زار "الشبهانة" في العام 1970 كونها رمزاً من رموز المنطقة ودلالة لكل القادمين على المكان، وأمر زايد على الفور بأن تروى الشبهانة بواسطة الري الحديث، مع إسناد فروعها المائلة بدعامات معدنية خوفاً من سقوطها، وبإعطائها المزيد من العناية لكي تحافظ على اخضرارها وبقائها، كما أمر بأن تزرع منطقة الشبهانة على مساحة 301 هكتار بالأشجار المحلية لتكون محمية للحيوانات البرية .
ويضيف: حينذاك وجه زايد، رحمه الله، المهندسين الزراعيين الذين كانوا برفقته إلى زراعة أكثر من 300 هكتار من الأشجار الحرجية والمثمرة في المنطقة التي أطلق عليها اسم غابة "الشبهانة" تيمناً بالشجرة التي صمدت كل هذه السنين، مشيراً إلى أن شجرة "الشبهانة" لم تعد وحيدة كما في السابق، فلقد عادت الغابات التي تلاشت خلال سنوات القرن الماضي وبفضل القيادة الرشيدة أصبحت أشجار الغاف تملأ المكان والطرقات .
ويعتقد محمد يوسف الجاسم من أعيان مدينة السلع بالمنطقة الغربية، أن سر بقاء "الشبهانة" يكمن في جذورها الضاربة في الأرض وقربها من المياه الجوفية الموجودة في المنطقة، مشيراً إلى اهتمام القيادة الرشيدة بحماية البيئة والموروثات الثقافية والتراثية حيث تعتبر شجرة "الشبهانة" أحد هذه الموروثات ورمزاً للقوة والبقاء،مؤكداً أهمية الاعتناء بالشجرة وبالغابة المحيطة بها وتوفير الظروف لبقائها لتظل رمزاً تاريخياً للأجيال القادمة .
وقال الجاسم في أكثر من مجلس تطرقنا إلى مسمى الشبهانة ومن أين أتى ومعناه، وأكد كثير من الشيبان أن اسم الشبهانة جاء من مسمى لأصغر عملة مستخدمة في تلك الفترة وهي (أنه)، وذلك لأنهم كانوا يرون الشجرة من مكان بعيد صغيرة جداً، فيقولون: تلك شجرة الغاف الشامخة القريبة من بعيا السلع نراها (شبه أنه) أي كما (الأنة)، وهكذا ترددت كلمة (شبه الأنه) لتصبح الشبهانة، لافتاً إلى أن هذه الرواية التي تعتبر إحدى الروايات عن اسم الشبهانة سمعها من الكبار .
ويتحدث جاسم محمد عبدالله عن غابة المرخ التي كانت تحيط بشجرة الشبهانة، ويقول: كنت شاباً آنذاك وأتذكر بقايا تلك الغابة خلال خمسينات القرن الماضي، حيث كنا نرعى الإبل والماشية في الغابة، وكانت تستوطنها العديد من الطيور والحيوانات والزواحف، وظلت الشبهانة الشجرة الوحيدة التي استعصت وقاومت بشموخها جميع الظروف البيئية من تصحر وجفاف ورياح منذ مئات السنين، وكانت معلماً يقصده الرحالة والمسافرون وقتها للاستظلال بظلها والنوم تحتها من شدة القيظ، وهي قائمة حتى يومنا هذا .
من جانبه يقول سلطان سالم المنصوري، مدير إدارة الحدائق والمرافق الترفيهية ببلدية المنطقة الغربية: إن زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمنطقة قبل 44 عاماً كانت بداية التحول، مشيراً إلى أنه من تحت شجرة الشبهانة انطلقت مسيرة الزحف الأخضر التي حولت ''الغر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة الشبهانة تهزم التصحر والجفاف شجرة الشبهانة تهزم التصحر والجفاف



GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 11:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف شعاب مرجانية عمرها 300 عام تفوق حجم الحوت الأزرق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab