رصد العلماء نوعًا جديدًا من القوارض التي لا مثيل لها في بلدة صغيرة شمال سولاويزي، ويملك هذا النوع من الفئران أنفًا وآذنين كبيرتين للغاية وأظافر مسطحة بدلا من المخالب الحادة التي توجد عادة في الفئران الأخرى، وتتميز هذه الفئران بشعر طويل، ويطلق على هذا النوع من الفئران "الفأر خنزير الأنف"، ويعد هذا النوع واحدًا من ثمانية أنواع وجدت في الجزيرة الإندونيسية، ووصف الخبراء الاكتشاف بكونه رائع.
ووقف وراء الاكتشاف النوع الجديد من الفئران الدكتور كيفين رو والدكتور جيك استلستين من متحف فيكتوريا في أستراليا، وعثر على هذا المخلوق في فخ في جبل داكو في منطقة تولي تولي وسط سولاويزي عام 2013، ونشرت النتائج في عدد هذا الشهر من مجلة "Journal of Mammology".
وصنف الفأر خنزير الأنف رسميا باسم "Hyorhinomys stuempkei"، وتتكون كلمة "Hyorhinomys" من ثلاثة مقاطع باللغة اليونانية، "hyo" وتعني خنزير، و"rhino" وتعني الأنف، و"mys" وتعني فأر، ويتميز هذا النوع من الفئران بساق خلفية طويلة يحتمل استخدامها في القفز وفتحة فم صغيرة جدا.
ووصف الباحثون الشعر لدى هذه الفئران في المنطقة التناسلية بكونه طويل جدا لكنهم لم يحددوا طوله بالضبط، وأوضح الدكتور رو لجريدة "ميل أونلاين، أنها " نوعية غريبة لديها شعر أطول من الفئران العادية التي أعرفها"، لافتًا إلى أنه ليس لديه أي صور لشعر هذا النوع من الفئران.
ولم يتضح بعد سبب طول الشعر التناسلي في هذه الفئران، وأشار البروفيسور روبين ألبى من كلية علوم الحياة في جامعة "وارويك" لجريدة "ميل أونلاين" أنه "يمكن أن يساعد الشعر الطويل بشكل ما في الإنجاب أو ربما يفيد في شيء ما عند التنقل، وعادة ما يكون للشعر الطويل وظيفة حسية مثل شعيرات القط التي تستخدم لقياس حجمه، وربما تساعد هذه الشعيرات في توفير معلومات للفأر عن تضاريس الأرض أسفله مثلا، أو ربما تفيد في عملية التزاوج".
ويختلف شكل الشعر في النوع الجديد من الفئران عن الفئران المعروفة في سولاويزي، ويتميز شعر النوع الجديد من الفئران بكونه لينا وقصير نسبيا ومتفرقا، في حين تملك الفئران المتعارف عليها شعرًا أكثر كثافة، ويتسم شعر الظهر عند القاعدة باللون الأبيض وفي الوسط يصبح لونه رماديا ويتحول إلى بني داكن عند الطرف ولكن عند الأرداف هناك شعر أبيض بطول 2 مللي، ويصل أقصى طول للشعر إلى 15 مللي.
ويملك الفأر خنزير الأنف أنفا ورديا تمتد إلى الأمام ولديه قواطع طويلة للغاية بيضاء على عكس القواطع البرتقالية الموجودة في جميع القوارض، ومقارنة بالفئران الأخرى في سولاويزي، فتملك هذه النوعية من الفئران آذانًا كبيرة تشكل 21% من طول الرأس والجسم.
وذكر الدكتور رو "تعتبر هذه النوعية من الفئران مثل سوبر مان، فلديها أذان كبيرة ووجه طويل ومثالي للاتهام الفريسة من اللافقاريات، وتوجد هذه الأنواع هنا فقط في سولاويزي، وغير مؤكد ارتباطها بالأنواع الموجودة في أستراليا وآسيا والفلبين، ولم أر الكثير من هذه الأنواع منذ عقود".
وتتميز هذه الأنواع من القوارض بأرجل أمامية قصيرة وشاحبة مع أظافر مسطحة بطول حوالي 1 مللي، وأضاف الدكتور رو والدكتور اسيلستين مؤلفو الدراسة "نحن نعلم أن هذا نوع جديد من الفئران لأنه يحظى بمواصفات غير موجودة في الفئران المتعارف عليها في سولاويزي أو أي مكان في العالم، لديه أنف تشبه أنف الخنزير وأذان طويلة وأظافر مسطحة بدلا من مخالب الفئران الحادة".
وتتشابه هذه النوعية من الفئران مع مجموعة فئران في سولاويزي تدعى "الفئران الزبابة"، وهي قوارض لها وجه طويل ومن أكلي اللحوم، وتشمل أسر Echiothrix و Melasmothrix و Paucidentomys و Sommeromys و Tateomys.
ويزيد عدد الفئران الزبابة في سولاويزي إلى ست عائلات وثمانية أنواع باكتشاف هذا النوع الجديد، وخلص الباحثون إلى أن "التنوع بين هذه الحيوانات لافت للنظر بالنسبة لعدد الأنواع القليلة المعروفة حاليا".
أرسل تعليقك