مدارس تونس تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة
آخر تحديث GMT04:28:35
 العرب اليوم -

تلتقي عشرات الفتيات والنساء لتعلّم الكتابة والقراءة ضمن مبادرة حكومية

مدارس تونس تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدارس تونس تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة

العام الدراسي الجديد في تونس
تونس ـ كمال السليمي

قبل شهر، انطلق العام الدراسي الجديد في تونس، ولم تفتح المدارس أبوابها للتلاميذ الصغار فقط، بل حتى لمن تزيد أعمارهم عن الستين عاماً. ومنذ أكثر من 15 عاماً، تنتظر نساء بدء العام الدراسي لارتياد مدارس في جهات عدة لتلقي العلم.

وتنهي عزيزة الجندوبي (63 عاماً) مهامها المنزلية باكراً، حتى تلتحق بالمدرسة عند الساعة العاشرة ونصف ضمن برنامج محو الأمية الذي تأمّنه بعض المدارس. لم تكن تتوقع يوماً أن تجالس زملاء في المدرسة كما حلمت لتعلّم الكتابة والقراءة. لكنّها تبدو سعيدة لأنها ستتعلّم القراءة والكتابة. تقول: "لطالما تمنيت كتابة اسمي وقراءة بعض الكلمات. لكنّ تقاليد العائلة كانت تمنع الفتاة من التعليم".

الشرافي يؤكد طموح جامعة الأقصى للتقدم ودعم المعرفة لدى الطلاب

عزيزة، من محافظة جندوبة في شمال تونس، حرمت من الدراسة بسبب الفقر والتقاليد التي تمنع تعليم الفتاة. إلّا أنّ برنامج تعليم الكبار الذي انطلق منذ أكثر من 15 عاماً سمح لها بالالتحاق بالدراسة. في مدرسة سيدي حسين، التي تؤمن برنامج تعليم الكبار، تلتقي عشرات الفتيات والنساء لتعلّم الكتابة والقراءة ضمن برنامج حكومي لمحاربة الأمية، لا سيما بين صفوف النساء. وعلى الرغم من مجانية التعليم منذ الاستقلال وجهود الدولة لرفع نسبة التعليم، إلّا أنّ مؤشرات الأمية ظلت مرتفعة في البلاد، لا سيما في المناطق الداخلية في الشمال والجنوب، التي ترتفع بين النساء نظراً لتزايد نسبة الفقر في تلك المناطق، أو بسبب التقاليد الاجتماعية التي تفرض أن يكون التعليم حكراً على الرجال حتى لدى العائلات الميسورة.

وتجاوزت نسبة الأمية في صفوف النساء 40 في المائة، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية. وارتفعت نسب الأمية بصورة عامة في مناطق الشمال الغربي والوسط الغربي، وتجاوزت 52 في المائة في بعض المناطق، على غرار محافظة القيروان. ويشير مدير إدارة محو الأمية وتعليم الكبار في وزارة الشؤون الاجتماعية هشام بن عبدة ، إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية ساهمت بشكل كبير في برنامج محو الأمية الذي أقرّته الدولة منذ سنوات. وتابعت برنامجاً استثنائياً لتكثيف العمل على محو الأمية في الشمال والوسط الغربيين، خصوصاً بعد تراجع برنامج تعليم الكبار بعد الثورة.

وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي أنّ نحو مليوني مواطن تونسي يعانون من جراء الأمية، أي بنسبة 19 في المائة من مجموع السكان. وفي الريق، تصل بين النساء إلى نحو 41.53 في المائة. ويشير إلى أنّ الحكومة جعلت محو الأمية ضمن برامجها الأساسية منذ الاستقلال، فقد كانت نسبتها 90 في المائة بعد الاستقلال، وتراجعت إلى 18.2 في المائة خلال عامي 2010 و2011.

وتبرّر وزارة الشؤون الاجتماعية أسباب ارتفاع نسبة الأمية إلى 19 في المائة في عام 2019 بضعف الميزانية المخصصة لتعليم الكبار، إضافة إلى ارتفاع نسبة الانقطاع المدرسي التي تراوحت ما بين 100 و120 تلميذ سنوياً. كما أنّ 20 في المائة من هؤلاء مهدّدة بالأمية. كما أن ارتفاع نسبة الأمية في صفوف النساء خصوصاً جعلهنّ يعملن في غالبية المهن الشاقة، على غرار الزراعة. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أنّ المرأة تمثل 80 في المائة من نسبة اليد العاملة في القطاع الزراعي. وترتفع نسبة الأمية في المناطق الريفية في الشمال والجنوب (مناطق انتشار الزراعة). كذلك تمتهن غالبية النساء الأميات النسيج وغزل الصوف وتقطير الزيوت وغيرها من الحرف التي لا تحتاج إلى شهادات تعليمية. وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، تمّ توقيع اتفاقية بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، تهدف إلى القضاء تدريجياً على الأمية في صفوف النساء والفتيات، لا سيما في الريف، وتعزيز اندماجهن الاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً لمن تتراوح أعمارهن ما بين 15 و50 عاماً.

كذلك أعلن وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي عن اتفاقية شراكة مع الكونفدرالية الألمانية لتعليم الكبار، بهدف تنمية المهارات البيداغوجية لدى المشرفين على منظومة محو الأمية وتعليم الكبار، من خلال تجهيز المراكز النموذجية في المدارس في عدد من المحافظات، خصوصاً تلك الموجودة في الشمال والوسط الغربي، إضافة إلى دعم مراكز التكوين المهني وإنشاء قاعدة بيانات لمتابعة سير البرنامج مركزياً وجهوياً ومحلياً.

من جهتها، أكدت وزارة المرأة أنّ البرنامج لا يقتصر فقط على تعليم النساء الأميات، لكن يتضمن أيضاً برنامجاً لتعزيز دور المرأة الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الوسط الريفي، لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية. وتقول رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي،: "تعدّ نسبة الأمية مرتفعة بين كبار السن بسبب حرمانهم من التعليم سابقاً، وقد ارتفعت خلال السنوات الماضية نتيجة ارتفاع نسبة التسرب المدرسي التي فاقت 100 ألف تلميذ سنوياً، من بينهم آلاف التلاميذ الذين يغادرون المدرسة باكراً (بعد إتمام أول سنة دراسية)".وتشير الجربي إلى أنّ الاتحاد ساهم، منذ إنشاء برنامج تعليم الكبار، في متابعته، والذي يتجلى في إقبال النساء عليه، إضافة إلى الاطلاع على نسق عمل مراكز تدريس النساء ضمن برنامج محو الأمية.

وقد يهمك أيضًا:

"التعليم المصرية" توقّع اتفاقية تعاون لتدريب طلاب المدارس الزراعية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدارس تونس تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة مدارس تونس تُطلق برنامجًا لمحو أمية النساء وُتعيد حُلم العودة إلى المدرسة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab