أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث في وزارة الثقافة والسياحة والآثارالعراقية ، عن موعد افتتاح متحف البصرة الدولي في شهر أيلول من العام الحالي، مشيرة إلى وصول عشرين خزان من ألمانيا لعرض مقتنيات المتحف من الآثار، مبينة إنَّ الخزانات تحمل مواصفات عالية الدقة والجودة مزودة برفوف ضد الكسر والماء ومعالجة كيميائياً حتى لا تتأثر الآثار المعروضة بالعوامل البيئية والظروف الطبيعية.
وقالت مدير قسم متاحف المحافظات ورئيس لجنة اختيار الآثار حياة إبراهيم لـ"العرب اليوم": "إنَّ جمعية أصدقاء المتحف البريطاني ومقرها العاصمة لندن أخذت على عاتقها جمع تبرعات لتمويل مشروع إحياء متحف البصرة الدولي، والتبرعات استخدمت كمرحلة أولى من تأهيل قاعات القصر الرئاسي في البصرة وجعله متحفا" دوليا".
وأضافت ابراهيم: "إنَّ المرحلة الأولى شملت توفير الحماية لبناية المتحف وإعادة تأهيلها من جديد وتحصينها بأبواب مؤمنة بأجهزة الكترونية، مؤكدة إنَّه سيتم افتتاح قاعتين في المتحف، الأولى تكون خاصة لآثار مدينة البصرة التي أكتشفت في مواقع البصرة القديمة قبل الإسلام، والآثار المختارة ستمر بسلسلة عمليات مختبرية وتوثيقية، والقاعة الثانية تكون خاصة للتعليم والتثقيف وهي مخصصة للأغراض التعليمية.
وتابعت ، أن "مجلس المحافظة يبدي اهتماماً كبيراً بإحياء متحف البصرة وإعادة مقتنياته لجعله متميزاً في منطقة الشرق الأوسط"، مبينة أن "المجلس صادق على تأهيل المتحف ورصد لذلك مليار دينار".
وأوضحت مدير قسم متاحف المحافظات أن "موافقة المجلس حصلت أيضاً على رصد مليار و200 مليون دينار لتجهيز المتحف بخزائن (فاترينات) لعرض المقتنيات الأثرية من منشأ ألماني كتلك المعتمدة في المتاحف العالمة".
واشارت ابراهيم الى إن "مذكرة تفاهم مشترك ابرمت بين الهيئة العامة للآثار والمتحف البريطاني لتدريب ملاكاتنا في الخارج على سياقات العمل بالمتاحف العالمية واستقدام خبراء في هذا المجال إلى البصرة لتقديم الاستشارات لتطوير عملنا".
وذكرت ابراهيم ، أن "العديد من دول العالم يسعى للتعاون مع متحف البصرة لكننا فضلنا المتحف البريطاني كونه الأفضل من بينها لما يتميز به من عراقة وسمعة متميزة"، معتبرةً أن هذا "الاختيار أوصلنا إلى الحصول على المنحة البريطانية البالغة ثلاثة ملايين دولار لمتحف البصرة فضلاً عن تزويدنا بكتب نادرة ونفيسة لعرضها لدينا".
وانتقدت ابراهيم الروتين القاتل الذي ساهم في تأخير افتتاح المتحف لمدة طويلة وأوقفت التنفيذ على الرغم من رصد الأموال المخصصة له"، لافتة إلى أن "إدارة المتحف سارعت في اطلاق التخصيصات والتعاقد مع الشركات المعنية لتأهيل المتحف وتجهيز قاعاته بنحو لائق حتى يتم افتتاحه في ايلول المقبل ".
ويؤمل أن تشمل معروضات متحف البصرة، الكائن في قصر البحيرات في منطقة البراضعية، العديد من الآثار السومرية من مواقع الاستكشافات الشهيرة مثل أور الكلدان وأوروك ، فضلاً عن آثار العراق في ثلاث قاعات مخصصة لسومر وبابل والسريان، وقاعة أخرى لتغطية تاريخ مدينة البصرة في عصور ما قبل الإسلام وما بعده.
ويعد قصر البحيرات أحد 50 قصراً بناها رئيس النظام السابق صدام حسين، في أنحاء العراق، ولم يستخدم معظمها، كما يعد القصر المطل على شط العرب أقرب إلى صوان منه إلى قصر، وهو مناسب من حيث الحجم لمتحف إقليمي، بحسب المعنيين.
وكان وكيل وزارة الثقافة للشؤون السياحة والآثار قيس حسين رشيد ، وقّع في عام 2010 اتفاقية تفاهم بين الهيئة العامة للآثار والتراث وجمعية أصدقاء المتحف البريطاني في لندن نصّت على التعاون بين الطرفين في شؤون المتاحف والآثار.
أرسل تعليقك