تداخل السياسية مع الإبداع عَطَلَ الفعل الثقافي وأفسده
آخر تحديث GMT00:26:20
 العرب اليوم -

عضو رابطة الكُتاب السودانيين لـ "العرب اليوم" :

تداخل السياسية مع الإبداع عَطَلَ الفعل الثقافي وأفسده

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تداخل السياسية مع الإبداع عَطَلَ الفعل الثقافي وأفسده

عضو رابطة الكتاب السودانيين أحمد أبو حازم

الخرطوم - عبد القيوم عاشميق   قال أن ثلاثة كيانات تتحكم في النشاط  الثقافي، وأن التعدد في صورته الحالية حالة غير إيجابية،  ولا تصب في مصلحة الإبداع الثقافي في السودان، وأن الانتماء السياسي للكيان الثقافي يضع قيودًا على الإبداع ويفسد الفعل الثقافي، في حين يتوجب على السياسي أن يستلهم برنامجه من الثقافي.
وأوضح أبو حازم، المولود في جوبا في العام 1963، وهو أحد الحاصلين على جائزة "الطيب صالح للإبداع الكتابي" عن مجموعته القصصية "يناير بيت الشتاء"، في حوار مع "العرب اليوم" أن "الكيان الأول المتحكم في النشاط الثقافي في السودان هو اتحاد الكتاب، وعلى رأسه المحامي كمال الجزولي، وهو كيان مصنف بأنه ليس على وفاق مع النظام، ويؤخذ عليه أن عضويته تجمع أسماءًا غير معروفة بنشاطها في المشهد الثقافي، أما الثاني فهو رابطة الكتاب السودانيين، وعلى رأسها الشاعرعبد الله شابو، وهو المصنف بأنه كيان مستقل، مهتم بإبراز الثقافة ومكنوناتها، وبعيد كل البعد عن الإنتماء السياسي، وأنشطته تنحصر فقط في الفعل الثقافي، والأخير هو الاتحاد العام للكتاب والأدباء  السودانيين، وهو كيان مصنف بأنه حكومي، لديه  مقر وميزانية من الحكومة، ويرأسه عمر قدور، وهو ضابط  شرطة متقاعد، لكنه انقسم على نفسه لاحقًا، بعد خلافات وصراعات داخلية، وحمل الكيان المنشق عنه الاسم ذاته (الاتحاد العام للكتاب والأدباء السودانيين)".
وأضاف أحمد أبو حازم أن "التعدد في الأصل شيء طبيعي، لكن  من غير الطبيعي أن تهتم الكيانات بموقعها من السلطة"، مؤكدًا أنه "لا ينبغي أن تهتم الكيانات الثقافية بموقعها من السلطة، فالإبداع حالة لا ترتبط بالسلطة، أيًا كانت، فاسدة أو غير فاسدة، وهو سلطة قائمة بذاتها، والثقافة مشروع إبداعي، وليس سياسي، فالفعل الثقافي يجب أن يكون في المقدمة، وعلى السياسي أن يستلهم برنامجه من الفعل الثقافي، من قصة أو قصيدة، فإذا اهتم المبدع بالسياسة كفعل  دافع للإبداع، هنا يتحول إلى بوق سياسي، والأجدر به حينها أن  يكتب بيانًا سياسيًا"،مشيرًا إلى أن "السودان قدم أسماءًا لامعة في الخارج، لكن بعضها غير معروف في الداخل، منها الشاعر يوسف الحبوب، فهو معروف عربيًا لمشاركاته النشطة، وترجمت له كتابات كثيرة إلى لغات عدة، وكذلك الحال بالنسبة للقاص والروائي أسامة عبد الحفيظ، ومنصور الصويم".
وعن واقع الثقافة في السودان ومستقبلها، قال أبو حازم أن "الحركة الثقافية تعاني من الإهمال الرسمي، وعدم وضعها كحالة استراتيجية في صناعة الوعي، وإبراز وجه السودان الحقيقي، من خلال الأعمال الإبداعية، والنشاط الثقافي الفعال، وبكل أسف تَوَزَع الكتاب والمبدعون بين الكيانات الثلاثة، ما أثر سلبًا على الحركة الإبداعية، وجعلها غير قادرة على مواجهة التحديات، مثل الانتشار والحضور الخارجي، والطباعة، وقضايا النشر، والاعتراف الرسمي".
واختتم أبو حازم حديثه لـ "العرب اليوم" بأنه يقدم الآن نشاطًا إذاعيًا وصحافيًا وتلفزيونيًا، ولايمنعه ذلك من الاهتمام بما يواجه المشهد الثقافي من عوائق، مؤكدًا أن دافعه هو أن يقدم خدمة  لقطاعات واسعة من الشباب، وحافزه في ذلك العمل هو التشجيع الكبير الذي يلمسه، ويحسه من الجمهور، والجوائز التي نالها في مجال القصة القصيرة داخل وخارج السودان. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداخل السياسية مع الإبداع عَطَلَ الفعل الثقافي وأفسده تداخل السياسية مع الإبداع عَطَلَ الفعل الثقافي وأفسده



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab