سارة جاد الله ترقمن أرشيف إنتاجه في برلين
آخر تحديث GMT19:03:40
 العرب اليوم -

تسعى إلى الحفاظ على تراث والدها

سارة جاد الله ترقمن أرشيف إنتاجه في برلين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سارة جاد الله ترقمن أرشيف إنتاجه في برلين

سارة جاد الله ابنة الراحل جاد الله جبارة
برلين - جورج كرم

قادت سارة جاد الله ابنة الأسطورة الراحل المخرج السينيمائي جاد الله جبارة في عام 2008 معركة قضائية استمرت 8 سنوات على ملكية الأرض التي كان يستقر عليها ستوديو والدها قبل وقت قصير من وفاة صانع الأفلام عن عمر يناهز 88 عاما ما ترك أثرا قليلا للاستوديو، واتجهت سارة جاد الله إلى مجمع سكني في أحد شوارع الخرطوم وتوقفت بجانب مجموعة من المباني مشيرة إلى رقعة بيضاء على حائط قديم بين المباني الجديدة قائلة "لا تزال الشاشة هناك".

ومع فناء استوديو والدها تعهدت سارة بالحفاظ على أعماله وبالمساعدة مع خبراء ألمان بدأت التصوير الرقمي لمجموعته الكاملة لإنشاء أول أرشيف سوداني خاص للأفلام، وأضافت سارة (66 عاما) " من خلال الكاميرا الخاصة به استطاع توثيق التاريخ السوداني وأريد الحفاظ على هذا التراث". وبدأ جبارة العمل كعارض أفلام في وحدة الفيلم البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، والتقط لحظات مميزة في تاريخ السودان بما في ذلك رفع العلم عندما حصلت البلاد على استقلالها عن بريطانيا عام 1956، وأنتج جبارة أكثر من 100 فيلم وثائقي و4 أفلام في حياته المهنية امتدت لأكثر من 5 عقود بما في ذلك قصة الحب المشهورة "تاجوج" عام 1984، إلا أن التخزين في ظروف سيئة أثّر سلبا على الأرشيف الخاص به، وتابعت جاد الله " لفائف الأفلام لها عمر افتراضي وتعرضت لتلف بسبب الحرارة والغبار"، وفي السنوات الأولى واجه جبارة مقاومة من المجتمع السوداني المحافظ ما جعل من الصعب عليه العثور على ممثلين لذلك شجع أفراد الأسرة على العمل معه بما في ذلك ابنته، وتابعت ابنته " كان يعتقد أن المصورين هم أهم الناس في العالم فقد كان في أيديهم السلاح الأكثر أهمية"، ودرست سارة التي أصبحت بطلة سباحة وطنية رغم إصابتها بشلل الأطفال في مرحلة الطفولة صناعة الأفلام في القاهرة وعملت مع والدها عندما بدأ يفقد بصره بسبب كبر السن، وساعدته على تصوير أجزاء من فيلم Victor Hugo’s Les Miserables.

وتضمنت أفلام جبارة الوثائقية أفلام عن دارفور فقد قتل الصراع المميت عشرات الآلاف من الناس منذ عام 2003، وقدمت أفلامه الأولى لقطة من المجتمع السوداني قبل انقلاب 1989 الذي أدى إلي تثبيت نظام مدعوم من الإسلاميين، وكانت السودان موطنا لأكثر من 60 من دور السنيما قبل الانقلاب بما في ذلك 16 منها في الخرطوم والتي غالبا ما تعرض أفلام من هوليود وبوليود، والآن هناك فقط 3 من دور السنيما تعمل في العاصمة بعد سنوات من الصعوبات الاقتصادية والقيود التي تفرضها الحكومة على استيراد الأفلام الأجنبية، وأفادت صانعة الأفلام الألمانية كاتارينا فون شرودر التي ساعدت السيدة جاد الله في رقمنة أعمال والدها أن مشاهدة أعمال جبارة بمثابة القيام برحلة إلى الماضي، وأضافت شرودر " كان هناك المزيد من الشركات والمصانع في ذلك الوقت والمزيد من النوادي الليلية، ودون أي أحكام كان مكانا مختلفا".

وشوهدت السيدة جاد الله مرتدية بلوزة حمراء وتنورة في أحد الأفلام، وفي فيلم آخر شوهد ثنائي سوداني في ملابس غربية يرفضون في وقت متأخر من المساء، وهو أمر نادر الحدوث في السودان اليوم، وتابعت السيدة جاد الله "ليس هناك تعارض بين الدين والسنيما لكن بعض المتطرفين يرفضون السنيما دون فهم ذلك، إذا لم يمكن لديك سنيما فلن يكون لديك صوت"، وتعد رقمنة أعمال جبارة مهمة هائلة فقد أنتج نحو 40 ساعة حتى الآن ما تكلف عشرات الآلاف من الدولارات، ويتلقى المشروع دعما من مؤسسة ألمانية ومعهد آرسنال للسنيما وفن الفيديو والسفارة الألمانية في الخرطوم، وتابعت شرودر "إنقاذ التراث أمر بالتأكيد يستحق، وسارة لديها هذه الرغبة في حفظ إرث والدها".

وتمت عملية الرقمنة في برلين وكان السيدة جاد الله مترددة في البداية لتسليم اللقطات النادرة، وأردفت شرودر " تفهمت ذلك في الأفلام مقابل الرقمنة فلديك نسخة واحدة وليس هناك ما يمكن فعله إذا فقدتها، وعلى حد علمي هذا هو الأرشيف الخاص الوحيد لـ 15 فيلما 35 مم في السودان"، وبين مدير مدرسة الفيلم في الخرطوم طيب مهدي أن هذا المشروع يعد تكريما لجبارة، مضيفا " هذه الحكومة لا تهتم بالسنيما في حين أن القطاع غير مهتم، ورغم ذلك استمر جبارة في صناعة الأفلام"، وبالنسبة للسيدة جاد الله يعد الحفاظ على إرث والدها هدية للسودان. وأوضحت جاد الله "أشعر بالحزن عندما أرى هدم مرسم والدي وأشعر بالحزن عندما لا يكون هناك سنيما، أريد الحفاظ على أفلامه لأن أجيال السودان في المستقبل يجب أن يرون تاريخ بلادهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سارة جاد الله ترقمن أرشيف إنتاجه في برلين سارة جاد الله ترقمن أرشيف إنتاجه في برلين



GMT 08:15 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 01:31 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري يعود لآلاف السنين

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:53 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة

GMT 18:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته
 العرب اليوم - أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 04:44 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

GMT 20:58 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

العملات المشفرة ترتفع وبيتكوين تتخطى 68 ألف دولار

GMT 07:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استئناف الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

GMT 04:52 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تؤجل اختبار صاروخها الفضائي الجديد

GMT 01:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف بلدة دبين جنوب لبنان

GMT 02:19 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن نقل 11 مصابًا جراء الصواريخ إلى المستشفيات

GMT 14:16 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تشن هجوما على ترامب وتنتقد تعليقه بشأن النساء

GMT 14:18 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تمنح 270 مليون دولار مساعدات للمتضررين من الفيضانات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab