تعرَّف على بوريس جونسون السياسي والرجل من خلال مؤلفاته
آخر تحديث GMT07:58:28
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

قبل أن يستقر به المقام في مقر رئاسة الوزراء البريطانيّة

تعرَّف على بوريس جونسون السياسي والرجل من خلال مؤلفاته

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرَّف على بوريس جونسون السياسي والرجل من خلال مؤلفاته

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
لندن - العرب اليوم

عاش بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حياة صاخبة داخل قلب الحدث وتحت الأضواء، قبل أن يستقر به المقام في 10 دوانينغ ستريت - العنوان الرسمي لمقر رئاسة الوزراء البريطانيّة -، سواء في السياسة نائبًا ووزير ظلّ وعمدة للعاصمة ووزيرًا، أو فيما يتعلّق بأموره الشخصية زواجات وخيانات وطلاقات ومشادات مع نساء كثيرات.

ولمع نجمه غالبًا عبر مواقف محرجة في الفضاءين معًا حتى سماه البعض بالمهرّج لكثرة هفواته العلنيّة، وتصريحاته الاستفزازية، ومواقفه المتناقضة وفضائحه المتكررة؛ لكّن ذلك لم يكن كافيًا بأي وقت ليوقف طموحه، أو ليحول دون ارتفاع شعبيته في بعض الأوساط، أو ليعطّل صعوده نحو قمّة هرم السّلطة.

على أن بناء صورة متكاملة عن عقل الرجل الذي سيكون وجه السّياسة البريطانيّة لشهور حاسمة قادمة على الأقل لن تكون ممكنة من خلال استعراض تصريحاته ومواقفه عبر المراحل؛ إذ إنّه معروف بقدرته العجائبيّة على الانتقال من النقيض إلى النقيض، ومن موضع التأييد إلى موضع الإدانة، ومن مكانة الحليف إلى مكانة العدو، بحسب اتجاه الريح وتقلبات الأزمنة. فهو مثلًا، وبصفته سياسيا ينتمي لحزب المحافظين، كان من أشد منتقدي الولايات المتحدّة وقتما كانت حكومة توني بلير العماليّة الحليف الأوثق للرئيس جورج دبليو بوش لحظة حرب العراق 2003. وهو وصف بريطانيا وقتها بأنها استعبدت من قبل واشنطن وأصبحت كمطيّة لها. لكنّه اليوم صديق مقرّب من الرئيس دونالد ترمب ويَعِدُ بأن يبني أقوى التفاهمات الاقتصاديّة مع الولايات المتحدة فور انتهاء عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبيّ. ولعل موقفه من المسألة الأخيرة - أي قضية البريكست - لا يزال طازجًا في أذهان الناس، إذ كان من مؤيدي البقاء وتثبيت العلاقات مع «أصدقائنا على البر الأوروبيّ» قبل أن ينقلب على عقبيه زعيمًا لمعسكر كارهي الاتحاد.

اقرا ايضا:

جونسون يصف الخروج من"الأوروبي" بـ"الفرصة الاقتصادية"

ولذلك فإن استعادة جونسون من خلال نصوص كتبه المنشورة ربما تبدو أفضل رهان ممكن لبناء صورة أكثر تكاملًا عنه. فكثيرون - لا سيما في العالم العربي - قد لا يعرفون أن هذا السياسي الذي يتنقل في شوارع لندن بدراجته روائي قديم، وصحافي متمرّس (كان رئيس تحرير مجلّة سبكتاتور اليمينية الأسبوعيّة) ومؤرّخ أيضًا، وكتبه باعت في مجموعها - رغم رداءتها بحسب أغلب النّقاد - ما يقرب من نصف مليون نسخة. وقد كان حذّر القّراء عشية تصعيده رئيسًا للوزراء من أن متطلبات المنصب قد تعيقه عن إنهاء مُسودات الفُصول الأَخيرة من كتابه الأحدث عن شكسبير - أُحجية العبقريّة - الذي من المفترض نشره مطلع العام المقبل.

وللحقيقة، فإن جونسون ليس بأوّل روائي أو مؤرّخ بريطاني يصبح رئيسًا للوزراء، إذ إن بنجامين ديزرائيلي (1804 - 1881) نشر 14 رواية أدبيّة قبل وصوله للمنصب التنفيذي الأرفع في البلاد، بينما فاز وينستون تشيرتشل (1874 - 1965) بجائزة نوبل للآداب عام 1953 على مجمل أعماله المكتوبة وفيها سيرة ذاتيّة ومقالات صحافية، بصفته مراسلا حربيا، وتأريخ للحربين العالميين وسجل لحياة دوق مالبرو كما رواية يتيمة (سافرولا - 1900) وهي حكاية عن مغامرة أفريقيّة في دولة تقوم فيها ثورة؛ بطلها شخصيّة تشبه كاتب الرواية أكثر من أي أحد آخر. وعلى الرّغم من أنّ كثيرًا من النّقاد الأدبيين يصرّون على فصل النّصوص المكتوبة عن كاتبيها لا سيّما في فضاء الرّواية تحديدًا، فإن مؤرخي الثقافة الشعبيّة رأوا أعمال ديزرائيلي موسومة بإرهاصات لا يمكن تجاهلها عن سياساته المُحافظة في السّلطة، كما في رواية تشرشل، وجذور آيديولوجيته بشأن الصّراعات وهو الذي كان خلال العقود التالية لنشرها (بطل) حربين عالميتين راح ضحاياهما عشرات الملايين من البشر.

فماذا تقول لنا كتابات جونسون إذن عن شخصيته السياسيّة الملتبسة؟

روايته الوحيدة إلى الآن وتحمل عنوان (Seventy - Two Virgins) أي 72 عذراء (أو حوريّة من حوريّات النعيم) نشرها عام 2004 وهي نص كوميدي الطابع في 336 صفحة عن محاولة اغتيال ينفّذها إسلاميّون متطرفون ضد رئيس أميركي (يفترض أنّه جورج دبيلو بوش) وهو يلقي خطابًا له أمام البرلمان البريطاني أثناء زيارة إلى لندن، لتنتهي المحاولة بالفشل بعد سلسلة من الأخطاء والزلات المتتابعة واحتجاز رهائن لثلاث ساعات ونصف من النّهار. وقد فشلت الخطّة - تخبرنا الرواية - بفضل نائب في البرلمان البريطاني اسمه روجر بارلو يصبح في النهاية بطلًا ونجمًا إعلاميًّا، تكاد تتطابق معالم شخصيته مع شخصية جونسون نفسه الغرائبيّة لدرجة أنه بدوره يتنقل بالدّراجة إلى مقرّ عمله وكان يصرّ على ضرورة فصل الأمور الشخصيّة عن العمل السّياسي، علمًا بأن جونسون فُصل بعد صدور الرّواية بشهرين من منصب وزير ظلّ في المعارضة المحافظة بعدما تبيّن كذبه العلني بشأن علاقة خيانة زوجيّة.

الرّواية المتهالكة إبداعيا - باعت نحو 50 ألف نسخة لكنها تلاشت من الساحة الأدبيّة عاجلًا - يسيطر عليها نفس استشراقي بغيض متلفّع بالإسلاموفوبيا ويعتبر أن من طبيعة المسلمين الميل إلى القتل والعنف مدفوعين بوعود الجنس الجماعي المفتوح في الجنة، ويعمم وصف العرب بأن «أنوفهم معقوفة» و«عيونهم زائغة»، بينما يدعو البريطانيين المسلمين من أصول غير بيضاء بـ«ملوني القهوة». وهو إلى جوار انحيازه الآيديولوجي الجلي ضد الشرقيين فإن طريقة تقديمه للشخصيات النسويّة في الرواية تشير إلى نظرة جنسيّة محضة تجاههن لا تنجو منها الخيّرات ولا الشريرات. ولذا لا يستغرب المرء من تصريحاته الأخيرة - بعد 15 سنة من صدور الرّواية - في وصف النساء المسلمات المنتقبات بـ«أكياس القمامة المتنقلة». ولا تقتصر الكراهيّة والشتائم على المسلمين وحدهم بل يطال بعضها أيضًا السياسيين الفرنسيين والأميركيين، ولذا نصحه أحد الصحافيين في جريدة «ذي غارديان» البريطانيّة بسحب كل النسخ من الأسواق قبل الالتقاء بالرئيس الفرنسي قريبًا للتداول بشأن موضوعة البريكست!

عمل جونسون الأهم بالنسبة إليه هو كتابه عن «The Churchill Factor How One Man Made History» أو «دور تشرشل: كيف صنع رجل فردٌ التاريخ» الذي صدر عام 2015 وتجاوزت مبيعاته الربع مليون نسخة. ورغم أنه تعرّض لانتقادات كثيرة في الأوساط الأكاديميّة ووصفه بعضهم بـ«التأريخ الكسول»، فإنّه كان أشبه بدعاية بروباغاندا سياسيّة لا نص أكاديمي، تبدو غايته الوحيدة إقناع النّاخبين البريطانيين بأنّ جونسون هو تشيرشل جديد.

بين كتابي الحوريّات والفرد الذي صنع التاريخ نشر جونسون عام 2007 «The Dream of Room» أو حلم روما، ويجادل فيه بأسباب نجاح الإمبراطوريّة الرومانيّة في خلق ثقافة أوروبيّة متجانسة مقابل فشل الاتحاد الأوروبي المعاصر بهذه المهمة. وقد تحوّل الكتاب إلى سلسلة وثائقيّة يقود المشاهدين خلالها عبر أوروبا مستكشفًا أسرار الحوكمة في الإمبراطوريّة القديمة محاولا بالطبع إقناع الجمهور البريطاني بأنّه محافظ مثقف ليبرالي يليق بأيامنا الرّاهنة. وفي الكتاب إشارة سلبيّة بما خصّ الإسلام أيضًا إذ يقول: «ولا شكّ بأن الاعتقاد بتموضع مشكلة العالم الإسلامي في الإسلام نفسه لا يُجافي الحقيقة».

تطرح النّصوص الجونسونيّة - إن جاز التعبير - في مجموعها صورة سياسي ميكافيللي متقلّب، عنده نوازع عنصريّة عميقة ومواقف مسبقة من الآخرين ومع ذلك فهي قابلة للتغيّر بسهولة وفق تحولات الأيّام، ممتلئ نرجسيّة وتوهمًا في تعامله مع ذات متورّمة. لكّن مثل تلك الأوصاف قد لا تكون مدعاة للإدانة التامّة في عالم السياسة المعاصرة. بل لعلّها تحديدًا سرّ تصعيد بوريس جونسون إلى قمّة هرم السلطة في بريطانيا هذه الأيّام.

قد يهمك ايضا:

رئيس وزراء بريطانيا يقضي سهرةً رومانسيةً مع صديقته

شركة بريطانية مقربة من بوريس جونسون تُدير شبكة للأخبار المضللة على "فيسبوك"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرَّف على بوريس جونسون السياسي والرجل من خلال مؤلفاته تعرَّف على بوريس جونسون السياسي والرجل من خلال مؤلفاته



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab