مواويلالمصري حلمي التوني تحتفي بالموسيقى والمرأة
آخر تحديث GMT20:30:31
 العرب اليوم -

"مواويل"المصري حلمي التوني تحتفي بالموسيقى والمرأة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "مواويل"المصري حلمي التوني تحتفي بالموسيقى والمرأة

المصري حلمي التوني
القاهرة - العرب اليوم

لم يكن أجدادنا يبالغون حين قالوا إن «الأذن تعشق قبل العين أحياناً»؛ فحين تعرف أنّ هذا المعرض يحمل هذا الاسم الحميم الشجي الموجز الذي يعزف على ميراث من الحكي الشعبي الدافئ «مواويل»، فلا بد أن سقف توقعاتك سيرتفع، خصوصاً عندما يكون الفنان صاحب المعرض هو المصري حلمي التوني مواليد 1934، الذي يحمل ستين عاماً من الإبداع على كتفيه عبر مسيرة طويلة متعددة المحطات والإنجازات، وما أن تدلف داخل غاليري «بيكاسو» بحي الزمالك في القاهرة، سيتأكد لديك أنك كسبت الرهان، وأنك على موعد حقيقي مع الدهشة والبهجة والأجواء الشاعرية الساحرة التي تنقلك إلى عالم آخر، حيث تتحرر من أعباء همومك اليومية وتسافر أفكارك على متن الخيال بعيداً عن المكان والزمان.

عيون جميلة تقتحم هدوءك بسحر البراءة بعيداً عن الغواية أو محاولات الأنثى إيقاع الرجل في حبائلها، فتيات غامضات يحملن الأسماك وهن يتطلعن إليك كما يتطلع الزائر الغريب إلى عالم أشد غرابة، فتاة مشاكسة تحمل حُسناً طاغياً وقدراً غير طبيعي من الثقة بالنفس، وقد اصطف الرجال بشواربهم وأموالهم يتوددون إليها لعلها تمنح أحدهم ابتسامة ما أو نظرة عطف، كل هذه الأجواء غير الاعتيادية يقدمها التوني بخطوطه المميزة وأسلوبه المبهج الخالي من التعقيدات والمغرق في البساطة الآسرة، حتى أنك تستطيع ببساطة شديدة أن تتعرف على أعماله من بين مئات الأعمال الأخرى حتى لو لم تكن تحمل توقيعه.

في المعرض الذي يستمر حتى 27 من مارس (آذار) الحالي، يبدو واضحاً أن اسم «مواويل» يكتسب حضوره عبر أكثر من مستوى، فعلى نحو مباشر هو يتقاطع مع لوحات عدة لمجموعة من الفتيات يشبهن «الجوقة» أو الفرقة الموسيقية المنهمكات في العزف الموسيقي بحماس وتركيز شديدين، وكأنهن موفدات في مهمة مقدسة عنوانها البهجة والإبداع، فهذه تعزف على الجيتار، وأخرى تنفخ في المزمار، وثالثة تدق على الطبلة، ثم تتوالى بقية الآلات الموسيقية، مثل الأكورديون والعود. تتطاير خصلات الشعر لدى عازفة المزمار وتضيق حدقة عازفة العود وكأنها على وشك أن تغفو، بينما يجمع أداء عازفة الأكورديون بين القوة والنعومة في آن واحد. هكذا ببراعة شديدة جُسدت العازفات في لحظات متوترة مفعمة بالإبداع حتى أنك تكاد تسمع نوعية الألحان الصادرة عنهن وتكاد تتمايل طربا وابتهاجا بتلك النغمات المتسربة عبر الخطوط والألوان لتزيدك من سفرك عبر أثير من السحر.

وإذا كانت «المواويل» تشير إلى نوع قديم من أنواع الشعر العربي يُرجح أن يكون قد ظهر في زمن هارون الرشيد حين أمر جواريه برثاء وزيره جعفر البرمكي سرعان ما تطور ليصبح شكلاً من أشكال الغناء الارتجالي، فإنها تتحول هنا إلى نغمة موسيقية متجانسة عبر الاشتغال على ثيمة «المرأة الشعبية» بتجلياتها المختلفة في الحقل وتحت الأشجار وهي تروي الزرع في الريف، فضلاً عن التقاط لحظة الهوى العفيف في حياتها وبصحبة زوجها أو خطيبها.

ويأتي المعرض استكمالاً لتجربة حلمي التوني القديمة في اكتشاف عالم المرأة ورصد أحوالها، فما الذي جعل حواء ركيزة أساسية في مشواره الفني؟ طرحنا السؤال عليه، فأجاب «يستغرب البعض أحياناً من تركيزي عبر مسيرتي الفنية على المرأة؛ لأنهم لا يستوعبون فكرة أن الأنثى هي نبع الحياة وأصل الوجود ومصدر كل جمال، هكذا أراها وهكذا أؤمن أنّ كل سيدة هي جميلة بالضرورة مهما اختلفت ملامحها، لكن على الفنان أن يُعمل عقله وإحساسه وأدواته من أجل التقاط هذا الجمال وإبرازه مهما كان خفياً».

وعن فكرة البهجة التي تنطوي عليها معارضه دائماً، «أؤمن أنّ إدخال السعادة على قلوب الآخرين وظيفة أساسية للفن؛ فالإنسان المعاصر لديه ما يكفي من الضغوط والهموم، وهنا يأتي دور لوحاتي المشحونة بالجمال الأنثوي ليعمل على تحقيق هذا الهدف».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جاليري ضي يبدأ نشاطه التشكيلي في 2021 بـ3 معارض

جاليري النيل يفتتح معرض "إسكندرية زمان" لـ ياسر جعيصة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواويلالمصري حلمي التوني تحتفي بالموسيقى والمرأة مواويلالمصري حلمي التوني تحتفي بالموسيقى والمرأة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab